كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 فضائحنا الفضائية
|
الناس بقولوا من جات سنه تامنه دي خلاص التعليم انتهى.. و لما يقولوا التعليم انتهى طوالي أذهاننا بتمشي على الرياضيات و المواد العلمية خلفه بجانب اللغة الإنجليزية.. لذلك ربما تجد عشرات المتحسرين على تدهور اللغة الإنجليزية في المدارس و الجامعات في المنابر و المجالس و سائل الإعلام..الإحساس دا جميل و مهم للتغيير.. لكنه يتخطى الفاجعة الأكبر..
الضعف الآن وصل إلى عضم التعليم .. إلى اللغة العربية.. بنقول إنها العضم لأننا بها ندرس بقية المواد..و حيث أنني قضيت قسطاً من حياتي العملية معلماً بالمرحلة الثانوية في الخرطوم فقد لاحظت بدون عناء الضعف الخرافي في العربية رغم أنني كنت مدرساً لمادة علمية.. و الضعف دا يا ناس حتى المعلمين واصلهم.. يعني في أساتذة ما بعرفوا إملاء.. فالقوم في هذا الجيل لا يفرقون بين فعل و فاعل و حرف و اسم و هلمجرا من قواعد اللغة و لا تسألني عن مستوى التعبير و حصص الإنشاء و حسن الخط و الإملاء فوجود ذلك صار أندر من وجود (أنصار سنه) في قبة بإبي حراز..
لدينا تاريخ و إرث جيد في اللغة ..السراج-عبد الله الطيب-عون الشريف قاسم و لقد ظللنا لفترة طويلة نستمع للأدباء و الساسة و هم يدبجون أرقى المقالات و الخطب بلغة رصينة سليمة لا خطأ فيها إن تعمدوا المخاطبة بالعربية الفصحى..
صحفنا كانت أيضاً سليمة اللغة و بالطبع الإذاعة و التلفزيون فتلك وسائل إعلام لا يمكن أن تعلم الناس بالخطأ الفاضح و اللحن الفاحش..بل و كنا نجد تضخمياً كبيراً لخطأ متوقع من مذيع جديد إن هو لحن أو حتى وقف على السكون..و لكن لا أظن أن الأمور الآن كما كانت..
ليلة أمس و كالعادة كنت أمارس هواية التنقل القلق بين القنوات الفضائية بذلكم الجهاز لسحري للتحكم عن بعد و الذي يعطيك شعوراً لذيذاً بالسيطرة فهم -أصحاب القنوات- مهما عملوا لن يجبروك على مشاهدة -حاجاتهم دي- المهم مررت بالقناة الفضائية السودانية و هي من القنوات التي اتوقف عندها لبرهة تلقائياً بلاوعي ربما لأرفع ضغطي و أنا ألاحظ -بحكم عملي كإعلامي- أخطاء الصوت و الإضاءة و التصوير و الديكور و الإخراج ثم أنتقل منها بصعوبة قبل الإصابة بالشلل النصفي..
كانت الفترة على ما ظهر لي لاحقاً فترة إعلان نصف المسلسل ذلك الذي يشحتفون به أرواح أسرى المسلسلات بقطع اللحظات الساخنة دون استئذان مهذب..و بعد عدة إعلانات لموبيتل و ما عارف أريبا جاءنا إعلان رصين اتخيل لي من بنك السودان أو وزارة المالية .. مفروض الإعلان يقول للناس بعد يوم كده الدينار بتاع الكيزان دا ما حينفع و لازم جنيه نيفاشا..بالفصحى لن يكون الدينار مبرئاً للذمة..
لكن القوم و بكل اطمئنان كتبوا : مبرئاً للزمة..
للأسف فإن صاحبكم أصيب بشلل مؤقت كما حدث للاعب الأهلي الخلوق محمد صديق في المباراة الأخيرة ضد طلائع الجيش لما ارتطم بحارس المرمى..
زعلت زعل شديد..ياخي قول ناس وزارة المالية جهلة و قول ناس بنك السودان قادين عربي .. ناس التلفزيون ديل يا كافي البلاء ما عندهم مراجعة و لا تدقيق لغوي و لا يحزنون؟؟؟ بس همهم يخموا قروش الإعلان و ينبسطوا؟؟؟
الزمة يا جهلة...
دي فشة غبينه ساي و لي عودة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست