عثمان ميرغني : يصف وزراء الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية ( بابناء الجارية )

Quote: حديث المدينة عدو عاقل..!! عثمان ميرغني كُتب في: 2007-06-09 بريد إلكتروني: [email protected] الأستاذ الزهاوي إبراهيم مالك.. وزير الإعلام والاتصالات.. استثمر فرصة وجود عدد من الصحافيين الأجانب والعرب الذين غطوا فعاليات مؤتمر أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية في الخرطوم.. وأقام مؤتمرا صحفيا.. تحدث لهم عن إنجازات الدولة في مجالات الاتصالات.. لكنه فوجئ بسؤال خارج النص عن السبب وراء إيقاف صحيفة (السوداني).. السؤال جاء بغتة.. فاندفع الوزير يلقي أمام الصحفيين بحيثيات لا أقل من (مهزلة).. وأتمنى أن لا يصدر وزير الإعلام قرارا بإيقاف صحيفة السوداني وحبس الكاتب ورئيس التحرير بحجة انه وصف تصريحات الوزير بأنها (مهزلة).. قال وزير الإعلام إن السلطات أغلقت الصحيفة لأنها أساءت وجرحت وزير العدل ووصفته (بالكاذب).. وكان هناك مترجم يتحدث بعد الوزير مباشرة وقام بترجمة حرفية لحديث الوزير فقال المترجم باللغة الإنجليزية للصحفيين الأجانب مفسرا قرار إيقاف الصحفية (Because it has described the ministry of justice as a liar ).. أستطيع أن أتخيل الحيرة والذهول في عقول الصحفيين الأجانب من حديث الوزير.. الذي أذهل الصحفيين الأجانب هنا.. ان وزير الإعلام أعلن أمامهم بكل عفوية انهيار سلطات التقاضي الجنائية.. بالمنطق العادي.. كان من الممكن أن يقول وزير الإعلام للصحفيين.. إن وزير العدل اشتكى الصحيفة إلى القضاء بحجة الاساءة اليه.. وإن القضاء بعد النظر في القضية قرر معاقبة الصحيفة بقفلها مؤقتا أو نهائيا أو حتى شنق رئيس تحريرها. فهذا حكم قضائي وفق القانون.. وهنا يصبح التقاضي للسلطة القضائية.. سلطة محايدة حكم بين السلطة الاولى التنفيذية والسلطة الرابعة الصحافة.. لكن وزير الإعلام بكل براءة أدهش الصحافيين الأجانب حينما أفادهم بكل قوة وبطرف لا يرتجف أن صحيفة كتبت مقالا.. فرأى فيه وزير العدل إساءة له.. فقرر إيقافها.. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.. وكأنه يقول لهم هكذا تدار الصحافة في السودان.. إذا رأى وزير أنها أساءت إليه.. فما عليه إلا أن يصدر قرارا مكتوبا باليد على ورقة (فلسكاب) ويأمر بإيقافها.. بالله عليكم هل كان وزير الإعلام يدافع عن الحكومة أم يسبها؟؟ أمام الصحافة الأجنبية.. هل كان وزير الإعلام يسدي خدمة للحكومة بتبرئة ساحتها أمام الصحفيين الأجانب.. أم يسدي خدمة للصحافة السودانية بتقديم صورة واقعية مكبرة لكيف تتعامل معها الحكومة.. فتغلقها تماما كما تغلق كشكا لبيع السجائر في ناصية الشارع.. إذا غضب عليها وزير..!! المدهش أكثر أن هذا الوزير ليس (تركي) من أهل الحل والعقد.. فهو جاء من بوابة المعارضة التي كانت تنادي باستعادة الحكم الديموقراطي.. هل كانت هذه لمحة من الديموقراطية التي حارب من أجلها حزبه الأول.. حينما كان في المعارضة.. أم أنها صورة واقعية جدا لكيف تحمل الشعارات أصحابها على الأعناق إلى كراسي الحكم.. وعندها سدرة المنتهي.. التي تنتهي فيها كل الشعارات وتبدأ ضرورات البقاء في الكراسي.. النضال من أجل البقاء.. على الكراسي.. ومن الطريف جدا أنه في نفس اللحظة التي كان وزير الإعلام يدلي فيها بتلك الإفادات للصحفيين الأجانب.. حملت الصحف على صدر صفحاتها الأولى عناوين تتحدث عن وصف مسؤول رسمي كبير.. لوزير الدولة بوزارة العمل بأنه (جاهل).. ويجب إقالته من الوزارة.. أليس لكبار المسؤولين أيضا ميثاق شرف دستوري!! أم لأنه وزير من الحركة الشعبية فيجوز في حقه الضرب بالحذاء.. فأبناء الجارية ليسوا كأبناء السيدة..!!