|
نظريتي التهميش الممنهج و الاستعمار الداخلي في تفسير الازمة السودانية ...
|
نظريتي التهميش الممنهج و الاستعمار الداخلي في تفسير الازمة السودانية يعتنق معظم الجيل الرابع من ابناء السودان اول القرن الجديد.ولا سيما المتمردون الذين حملوا السلاح في وجه الدولة شرقا وغربا- افكار نظريتين فاضلتين في تحليلهم لازمة بلادهم هما: (نظرية التهميش الممنهج) La théorie de colonisation interne و (نظرية الاستعمار الداخلي ) La théorie de marginalization systématique . تقول نظرية الاستعمار الداخلي أن الصفوة النيلية ةlite Nilotic او (الجلابة الشماليين) Habitants du Nord Jalabba ورثوا استعمار البلاد من الانكليز بصفقة بين الطرفين. ثبتوا انفسهم في مقدرات البلد المالية والسلطوية. والنيليون الشماليين رغم انهم نخبة مثقفة متعلمة غير انهم اقلية بالنسبة لبقية السكان الاصليين. وتمكنت الاقلية من تطبيق شروط التفرقة العنصرية خلال حكمها للسودان بالطريقة التي كانت سائدة بدولة جنوب افريقيا النصف الاخير من القرن المنصرم . يعتمد لجلبة الشماليين الى تقسيم البلاد الى طبقات خمس حسب العرق اللون والثفافة ومثلوا ذات الدور الذي لعبه مجموعة البوير من الهولندين في حق السكان الاصليين السود في افريقيا لجنوبية. الجلابة هم البوير وبقية السكان السود في السودان هم السود . الاقليات العربية في السودان هم الملونيين . والجلابة مجموعة سكانية موتورة لا صلة لها بارض السود (السودان) تاريخيا. وكما لم تشارك تاريخيا في النضال ضد الاحتلال او من اجل الاستقلال طول ا عكس الافريكانوز. وتعرف نظرية الاستعمار الداخلي الجلابة بانها اقلية مشتتة الاصول ، هي غير عربية بل مستعربة في الشمال النيلي وتستخدم العروبة ولاسلام اداة في الحرب والسيطرة . تابع ( البوير وجلابة السودان) Boers et jalabba en Soudan والاسباب السياسية هي انعكاس لعنصرية عرقية لونية حقيقية بالمجتمع . فاستعلاء لوني لذوي البشرة الفاتحة و عرقي لذي الاصول العربية. واحتقار لذوي الاصول الزنجية والبشرة الدكنة في المعاملة والازدراء . ثمة مظهر في الشارع العام في احتقار ذوي البشرة الغامضة وغير المتحدثين بالعربية ولخمسين سنة ظلت تستمع الجلابة بالمال والحكم رافضة تعديل المعادلة الطبقية مفرزة اشكال متعددة من النضال . نتائج نظرية لاستعمار هي الثورات المطلبية في الاقاليم. وللنتائج إنتاجها من فقر ونزوح وتفشي الامراض والجهل والامية في شعوب الأقاليم السودانية الاخرى. وللحرب ضحاياه ونظرية الاستعمار الداخلي تتعمق في تفصيل للحالة السائدة في جنوب افريقيا كمشكلة والخطوت التي ساعدة سكان جنوب افريقيا على الاستقرار كحلول. أما نظرية التهميش الممنهج ترى أن إهمالا متعمدا ومقصودا قد وقع على جميع الأقاليم السودانية من قبل الأقلية الشمالية الحاكمة تمظهر التهميش الممنهج في ابعاد متعددة منها : استغلال اقتصادي للطاقة المادية والبشرية السودانية وافاز فقر وبطالة ، واحتقار ظاهر لثقافة السكان غير الشماليين واهانة الثقافة الافريقة . وقهر الامة السودانية سياسيا في احزاب معدودة لاغرض محددة ، وافراز نمط معين للتدين و مفاهيم حياتية. وبالرغم من ان نظرية التهميش الممنهج تعد نوعا ما مكملة لنظرية الاستعمار الداخلي لكنها ترى في جوانبها ان ظلما مقصودا وقع على السكان من ذي الاصول الغربية في إقليمي دارفور خاصة وكردفان من سائر الاقاليم الاخرى لسبب تاريخي ،افضى الى نتائج سلبية في الشخصية الغرابية (غرب السودان). وتقسم النظرية السودان الى هامش ومركز لكنها لا تعتقد بوجد تامر بين الانكليز والصفوة النيلية . بل ان هناك مظلمة وقعت على الشمال كهامش عهد الملك عبد لله التعايشي . ان الصدفة لها دور في مساعدة الشمال الجلابي . وتعترف النظرية بايجابيات للمركز لم يحسن استغلالها بتعمد . ان ثمة سلبيات هامشية لم تعالج بتعمد ايضا. بحكم التفوق العلمي والاسبقية تحمل الاسباب استفحال الازمة الى فشل الاقلية النيلية في صناعة صيغة مرضية تفضي الى الاستقرار السياسي بالسودان. ويشارك الصفوة النيلية في الازمة صفوة هامشية. كما تعزي النظرية ازمة جنوب البلاد الى اسباب تاريخية ذات صلة بالمستعمر الابيض واستمرار فشل القادة الشماليين . أما نتائج التهميش الممنهج هي التجهيل ، والبطالة والامية والفقر والتشريد. والاستخدام بطريقة الاسترقاق لابناء غرب السودان في الجيش والبوليس وخدمات المشاريع الزرعية الحكومية . افرزت كمية من البطالة وفقر متفشي في صفوف اهل الهامش امكن استغلاله من المركز وذلك لسؤ اخلاق العنصر الرئيسي في الحكم . وللنتائج إنتاجها. بالرغم من ان النظرية تجتهد في تحليل سلوك الانسان الشمالي دراسة البيئة والثقافة المجتمعية المكونة لاخلاق الحكام ورجال الدولة . وتبالغ في وصف الاقلية النيلية باخلاق غير انسانية منحصرة في جدران طوق اعاق ثورة ابناء الهامش الغربي لكن النظرية تسكت عن سودانية كل العناصر في السودان . و لاتناقش سودانية ابناء النيل . النظريتان الاليتين تبنتهما حركتي اقليم دارفور من اجل تحرير السودان ومن اجل العدل والمساواة السودانية الناشطين في غرب السودن منذ ماس 2003 افرنجي ، وكذالك حركات شرق السودان وكذاك تيارات متمردة في اقليم كردفان اول القرن الجديد.انظر دراسة سابقة مفصلة للمركز على صفحة لاورشين لومتان تحت اسم : La théorie de marginalization et sa soeur examinent le mouvement du juge et de sa soeur يمكن ترجمة الى العربية ب (نظرية التهميش وشقيقتها تختبران حركة العدل وشقيقتها) ، وتحليل مرفق . ), ( وفي تفسير الازمة نظريتان ايضا la théorie d'optimisation externe( نظرية الاستهداف الخارجي ) و la théorie de conspiration(نظرية المؤامرة ) . ترى نظرية الاستهداف الخارجي ان عدم الاستقرار السياسية في السودان نتيجة لتامر قوى اجنبية على السودان وشعبه ، حقدا منها وطمع في ثرواته ومورده .وتجد النظرية ادلة دامغة بتورط منظمات وانظمة غربية في هجمة شرسة تقوده الكيانات النصرانية واليهودية و (الصهيونية) ضد عروبة السودان واسلامه . ووتملك قيادة الدولة السودانية بينات تورط طمع شركات متعددة الجنسيات وشركات سلاح غربية في تمويل وتسليح قوى مسلحة طمعا في موارد البلاد من نفط وغيره . يرى الدكتور غازي صلاح الدين العتباني عن الحزب الوطني الحاكم ان (الازمة السودانية ليست صناعة اجنبية لكن لاسباب منهجية ومشروعية فان القوى الخارجية تمكنت من استغلال الظروف الداخلية لمصالحها الذتية بطريقة بدت كم لو انها صناعتها بالفعل ) ، ولانها عدوة للسودان هي (ابدا تتربص بالامة السودانية الدوائر) . الازمة السودانية صناعة داخلية . اما (نظرية التآمر الداخلي او نظرية المؤامرة) تحمل احزب سياسية سودنية- تلك المتهمة بصناعة الازمة وفشلت في قيادة الدولة -بحياكة المؤامرات ضد الدولة والمجتمع في السودان . وبهدف اثارة القلاقل والفوضى كي تعوض الى قديمها فهي تعمل نت اجل تحريض قطاعات الشعب للانتفاضة . وتحرضهم على الثورة المسلحة وتسمى احزابا سياسيا باسماء .( وكل ذلك من اجل مصلحة تلك القوى الداخلية الذاتية وليست لمصلحة الامة السودانية.) على عثمان طه عن الحزب الوطني الحاكم ايضا يقر بوجد (ظلومات وقعت على بعض الاقاليم )،و يفسر الازمة السودانية (بتراكم اخطاء تاريخية ساهمت فيها و نتيجة لفشل الاحزب السياسية في معالجتها ).لكنه لا يجد في نفسه ايمانا عميقا بالجوانب الاساسية في نظريتي الاستهداف والمؤامرة حيال تفسير الازمة السودانية . والنظريتان متكملتان لبعضهما في تفسير الازمة التاريخية بالنسبة للنظام الحاكم . تراكم الفشل وانتهاة الاحزاب الخرطومية .ثم تعاون وعمالة مع ايدي خارجية ، تصل الى حد الارتزاق والخيانة في حق الوطن .لكنهما اي النظريتان من أدبيات أجهزة الأمن والمخابرات بدول المنظومة العربية . وليست بالضرورة ان يؤمن باركانهما اعضاء الاحزاب السياسية في تلك الدول لكن من اجل الحفاظ على مصالح الهيئات السياسية الحاكمة هي فاسدة تستخدم لقهر الخصم وسرعان ما يتخلون عنهما ان لاحت لها مصلحة . النظريتين الاخيرتين تبنتمها النظام الحاكم في الخرطوم منذ وصوله الى السلطة عام 1989 افرنجي . في مواجهة التمرد المسلحة في جنوب البلاد ومنطقتي النوبة والانقسنا الجبليتين . ومحاربة قوى المعارضة . وتجلت النظريتان بصورة واضحة في عهد المارشال عمر حسن البشير .و لا تزالان معتقد فيهما و سارية العمل في مواجهة متمردي غرب السودان وشرقه .. كما ان جوانب من النظريتين امن بهما عناصر انظمة الحكم العسكرية في الخرطوم بدرجات متفاوتة في الفترات الثلاثة السابقة : الجنرال عبود ، والمارشال جعفر النميري ، والمارشال عبد الرحمن سوار الذهب . وتبنت جزء من جوانبها كذالك الاحزاب الخرطومية في فترات حكمها بدرجات متفاوتة .ولكن الحزب الاسلامي (الجبهة القومية ) و (حزب الامة القومي ) واضافا فيهما ما اضفى عليهما شكل من القناعة بين قواعدهما. وتابع في التهميش وشقيقتها نقد المركز لنظريتي نظام الحكم . مركز درسات السودان المعاصر [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|