كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
العزاء للقنصل العام بجده سعادة السفير أحمد التجانى محمد الامين وكل الاخوة بالقنصلية
|
سعادة السفير أحمد التجانى السادة نواب القنصل الاخوة العاملين بالقنصلية
(( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافى الارحام .. وماتدرى نفس ماذا تكسب غدا وماتدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير )) صدق الله العظيم
كلما أمسكت بكتاب الله ألوذ به من غياهب الحياة بغية أغتنام جرعة روحانية بين السطور الجليلة وجدت يدى وعينى تسبقنى لهذه الاية الكريمة التى تختتم سورة لقمان لما فيها من قضية طالما وقفت عندها مدارك البشر الضئيلة أمام قدرات فاطر السموات والارض العلى القدير .. ألا وهى قضية الانسان كونه مسيرا أم مخيرا ففى بعض الاحيان تراودنى فكرة أن الانسان بطبيعة الحال مسير وفقا لما ترسمه له الارادة السماوية .. وتارة أخرى أنه مخير لان الله سبحانه وتعالى أودع فيه نورين هما اللب والقلب وبهما يتخير مسلكه فى الحياة سواء خيرا أم شرا ويجنى ثمرة ماقدمت يداه ويحاسب على ذلك إما بالاثابة أو الجزاء .
لم أستطيع الصمود أمام تلك اللحظة القاسية حينما وصلنى الخبر !! وانغرس كالرمح فى أعماق القلب وصغرت هذه الدنيا الفانية فى عينى حتى استحالت سرابا .. والحقيقة وحدها تبقى .. الموت يختصر كل المسافات وكل الاحلام .. والايمان يستوجب خضوعا لما هو مكتوب فى لوحة الغيب وطأطأة الرأس أمام الاقدار ولسان الحال يقول تلك هى مشئية الله .. إنها إرادتك يارب ولاأعتراض ولاجدال فى ذلك .
يصعب على الانسان أن يسترسل فى البوح والانين حين تكون الفاجعة فموت الصديق أشد فاجعة من أى موت .. فهل من السهل على أحدنا أن يكتب خاطرة فى الموت حين تكون بحجم الجرح وحجم المأساة .. هل من السهل مقاومة العين للمخرز .. مخرز الموت حينما يخطف من بيننا الصديق والحبيب ( اسامه أحمد نوارى) بالقنصلية العامة بجده .. يشع على ذلك الان وأنا لاأريد أن أتصور ماحدث هكذل بسهولة .. إنها إرادتك يارب .. لاأجد مايسعفنى فى التعبير من الكلام وذكرى الفقيد الغالى ماثلة فى السمع والبصر والفؤاد ..ومامن فعل غير التسليم بقضاء الله وقدره على هول الفاجعة غير المنتظرة والاخ الراحل ( اسامه) ظل قلبه يتدفق بالامل حتى لحظاته الاخيرة العسيرة فى وداع هذه الحياة الواهمة .. فكان دائم الحيوية والبر والعطاء بلاحدود وأعطى نفسه كل حماسه ووفاء للناس جميعا .
ففى مساء يوم الثلاثاء خمدت الانفاس الى الابد فى ارض طيبه عن موطنه الاصلى وبعدها عدت الى منزلى افكر فى الامر وفى هذه الحياة التى نعيشها وشرعت الى المصحف الشريق اقلب صفحاته الجليلة وتوقفت عند ( وماتدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير ) .. ومن هذه اللحظات لم استطع حبس دموعى فسالت على خدى واصبحت فى قلق من مواجهة ذات المنقلب وتسلل الشيطان بوساوسه الكريهة الى نفسى بخطوات سريعة وحاولت قدر طاعتى صرف هذا الخاطر عن ذهنى وذهبت فورا لاأتوضأ واسجد لله العزيز القدير مستغفرا ومنيبا اليه .
وفى هذه العجالة لايسعنى إلا أن أنقل التعازى لكل الاخوة بالقنصلية العامه بجده.. وأذكر الجميع بأن الدفن وبمشئية الله سوف يكون بعد صلاة العصر اليوم الاربعاء وبمكة المكرمةإنشاء الله ( انا لله وإنا اليه راجعون )
|
|
|
|
|
|
|
|
|