التربية الوطنية والانقلابات العسكرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2007, 03:18 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التربية الوطنية والانقلابات العسكرية

    التربية الوطنية والانقلابات العسكرية

    حافظ محمد علي حميدة

    الزمان مساء الفاتح من نوفمبر (تشرين الثاني) في بداية السبعينات، والمكان منزل متواضع في حي متواضع من أحياء مدينة نيوكاسل شمال بريطانيا... المدفأة تزمجر في محاولة يائسة لقهر البرد القارس وتدفئة الغرفة ولكن هيهات.. سمعت طرقاً، فكان على الباب عدد من الأطفال: «ليلة سعيدة يا سيدي.. نرجو أن تتفضل علينا بقرش من أجل قاي».. لم أعرف من هو قاي هذا، ولماذا يُجمع المال له؟ وعجبت كيف يسمحُ أهل هؤلاء الأطفال لهم بالطواف على المنازل لجمع هذا النزر القليل من المال..

    وبعدها علمت أن قاي فوكس هو ذلك الرجل الذى قاد مؤامرة انقلابية من الكاثوليك في 25 نوفمبر عام 1605 وكانت تهدف لإطاحة النظام الديمقراطي واغتيال الملك جيمس الأول واغتيال أعضاء البرلمان، وذلك بقصف وتفجير مبنى البرلمان أثناء انعقاد افتتاح دورته لعام 1605 ولكن تم إحباط هذه المؤامرة وإعدام المتآمرين. ومنذ ذلك الوقت أصبح 5 نوفمبر عيداً قومياً يبتهج فيه الإنجليز لاندحار المؤامرة التى كانت ستقضي على الحرية والديمقراطية وتفجر البرلمان، رمز الحرية والديمقراطية. ويحرص الإنجليز على إشراك أطفالهم في هذه الاحتفالات، وذلك كنوع من التربية الوطنية الباكرة لترسيخ قيمة الحرية وقيمة الديمقراطية.. فيقوم الأطفال بإحضار دمية تمثل المتآمر قاي فوكس ثم تحرق في نار توقد في فناء أحد المنازل وتطلق بعد ذلك الألعاب النارية. ويتناول الحاضرون الأكل والشرب في أمسية بهيجة تبدد كآبة ليلة الخامس من نوفمبر الباردة..

    ما أحوجنا نحن فى السودان خاصة، «ودول العالم الثالث» عامة، لمثل هذه الدروس الثمينة في التربية الوطنية لنربي الناشئة على تقديس مبادئ الحرية والشورى والديمقراطية واحتقار كل متآمر بليل يسلب الشعبَ إرادته وحقه في العيش بحرية وكرامة، وذلك بتنفيذ الانقلابات العسكرية مهما كانت المبررات، والتي لا يمكن أن تبرر استلاب الحرية ومبادئ الشورى والديمقراطية من الحياة في السودان وتلك الدول النامية..

    والشورى كقيمة لها أولوية قصوى في الإسلام، قال تعالى: «والذين استجابوا لربِّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون».. ويقول المفسرون ان الترتيب هنا مقصود، إذ يصف المولى سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم الذين استجابوا لربهم بالإيمان بوحدانيته وكتبه ورسله وباليوم الآخر والقدر، خيره وشره، ثم أقاموا الصلاة، فالصلاة عماد الدين. وبعد الصلاة يأتي مبدأ الشورى. وأمرهم يعني كل أمورهم الدنيوية يقضونها بالتشاور بينهم بدون تسلط أو تجبّر أو وصاية من أحد بلغ ما بلغ من شموخ قامة وعلو مكانة، ثم تأتي بعد ذلك زكاة المال «ومما رزقناهم ينفقون»، أي أن أمر الشورى مقدم على الزكاة والله أعلم..

    إن الانقلابات العسكرية والمحاولات الفاشلة في السودان، شأنه شأن كل البلدان النامية، كثيرة ومتعددة، وشاعت تلك النكتة التي تقول ان من يستيقظ أولاً من العسكر يتسلم السلطة. والنكتة الأخرى التي تقول ان رتل دبابات الانقلابيين تتقيد بقانون الحركة في الإشارات الضوئية، وهي ذاهبة لتمزيق الدستور الذي هو مصدر كل القوانين.. سألت أحد الأطفال عماذا يود أن يكون عندما يصبح كبيراً، ففاجأني بقوله انه يريد أن يلتحق بالجيش ليس ليدافع عن الوطن ولكن ليتمكن من تدبير انقلاب عسكري ليصبح رئيساً للبلاد، وهذا أمر يدعو للقلق ويدعو للأسف على حد سواء، وعليه أقترح أن نُدخِل في مناهج مدارس الأساس مادة التربية الوطنية التي تعلي من شأن الحرية ومبادئ الشورى وتشجب الانقلابات العسكرية وأن يشمل المنهج تفاصيل انتفاضة الشعب السوداني في 21 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1964 والخامس من أبريل (نيسان) عام 1985.. وأن تعتبر أيام 17 نوفمبر 1958 و25 مايو (أيار) 1969 و30 يونيو (حزيران) 1989 أياماً سوداء في تاريخ السودان.. نحمد الله أن كل القوى السياسية في السودان قد اتفقت على الرجوع للحياة الديمقراطية وإعلاء مبادئ الحرية وحقوق الإنسان والتبادل السلمي للسلطة والعودة للحق فضيلة، وهذا يشمل الذين نفذوا انقلاب الإنقاذ بشقيهما الشعبي والوطني، فقد صرح الدكتور الترابي أكثر من مرة عن ندمه على ما أقدم عليه، وقال انه لو استقبل من أمره ما استدبَرَ لَمَا أقدمَ على تدبير ذلك الانقلاب.. والإخوة في المؤتمر الوطني ألا تمثل موافقتهم على عودة الحياة الديمقراطية والتعددية الحزبية اعترافا ضمنياً بخطأ ما ارتكبوه في حق الشعب السوداني؟ إن كل الذي ذكرت لا يعني دفاعاً عن الأحزاب وعن الممارسات الحزبية الخاطئة أثناء فترات الديمقراطية بل إن كل هذه الأحزاب تغني بمحاسن الديمقراطية علناً وتسعى في تقويضها سراً، فحزب الأمة سلم السلطة للفريق عبود والحزب الشيوعي والأحزاب اليسارية نفذت انقلاب 25 مايو 1969، والإسلاميون نفذوا انقلاب الإنقاذ والحزب الاتحادى الديمقراطي لم يجد حرجاً في مباركة حكم الفريق عبود، وفي التعاون مع انقلاب مايو..

    إن الدول التي تنعم بنظام ديمقراطي، مستقر الآن، مرت بفترات عصيبة مضطربة وممارسات حزبية قبيحة جداً، ولكنها صبرت على الديمقراطية.. وقد رويَّ عن رئيس الوزراء السوداني، الراحل محمد أحمد محجوب، قوله «ان علاج مشاكل الديمقراطية هو المزيد من الديمقراطية». وقال الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري «إن الديمقراطية نور ونار من أراد نورها فليصبر على الاصطلاء بنارها».

    نسأل الله أن يكون انقلاب 30 يونيو 1989 هو آخر الانقلابات في السودان..

    * باحث وأكاديمي سوداني

    hafizhomeida @ yahoo.com


                  

05-10-2007, 03:19 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التربية الوطنية والانقلابات العسكرية (Re: Deng)

    من هو هذا "الكاتب والباحث السوداني"حافظ محمد علي حميدة؟

    دينق.
                  

05-10-2007, 03:49 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التربية الوطنية والانقلابات العسكرية (Re: Deng)

    Quote: ما أحوجنا نحن فى السودان خاصة، «ودول العالم الثالث» عامة، لمثل هذه الدروس الثمينة في التربية الوطنية لنربي الناشئة على تقديس مبادئ الحرية والشورى والديمقراطية واحتقار كل متآمر بليل يسلب الشعبَ إرادته وحقه في العيش بحرية وكرامة، وذلك بتنفيذ الانقلابات العسكرية مهما كانت المبررات، والتي لا يمكن أن تبرر استلاب الحرية ومبادئ الشورى والديمقراطية من الحياة في السودان وتلك الدول النامية..


    كلام بليغ

    نحن أمة تعيسة يدمن القائمين على امرها سياسة الفشل سعيا وراء مصالحهم الشخصية

    والانكى من هذا كله يجبروك على الانصياع لهطرقاتهم الممجوجة

    نحتاج فعلا لتربية وطنية

    ودروس في والاخلاق ومحاسبة النفس

    شكرا دينق على طرح المقال في البوست
                  

05-15-2007, 01:09 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التربية الوطنية والانقلابات العسكرية (Re: Deng)

    Quote: ما أحوجنا نحن فى السودان خاصة، «ودول العالم الثالث» عامة، لمثل هذه الدروس الثمينة في التربية الوطنية لنربي الناشئة على تقديس مبادئ الحرية والشورى والديمقراطية واحتقار كل متآمر بليل يسلب الشعبَ إرادته وحقه في العيش بحرية وكرامة، وذلك بتنفيذ الانقلابات العسكرية مهما كانت المبررات، والتي لا يمكن أن تبرر استلاب الحرية ومبادئ الشورى والديمقراطية من الحياة في السودان وتلك الدول النامية..


    مقال جدير بالقراءة والتمعن..

    شكراً دينق..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de