بونا ملوال :حق مواطني الجنوب في تقرير المصير وفق اتفاقية السلام (1-2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2007, 03:49 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بونا ملوال :حق مواطني الجنوب في تقرير المصير وفق اتفاقية السلام (1-2)


    بونا ملوال

    حق مواطني الجنوب في تقرير المصير وفق اتفاقية السلام (1-2)

    threats opportunities

    أرجو أن تسمحوا لي بتقديم هذه الورقة الموجزة التي أود من خلالها تقييم مهددات وفرص الجنوبيين في أمر تقرير مصيرهم حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل.

    historical background

    قبل الدخول في هذا الموضوع الذي تكتنفه كثير من التعقيدات لابد من خلفية تاريخية لمطلب جنوب السودان في حق تقرير المصير والذي بدأ قبل استقلال السودان في العام 1956م قبل نصف قرن من الزمان ولعل هذه الفترة الطويلة وما صاحبها من أحداث جسام هى التي تستبطن الوضع الشائك الماثل في الوقت الحاضر.

    كغيرهم في المستعمرات الافريقية ومناطق أخرى من العالم كان من حق مواطني جنوب السودان ان يستشاروا في الانضمام إلى شمال السودان بعد خروج المستعمر وإذا تمت استشارتهم وقبلوا عليهم تحمل نتائج موافقتهم مهما واجهتهم من مشاكل في علاقتهم بشمال السودان.

    ولكن في حقيقة الأمر لم يقرر الجنوبيون خلال معاناتهم الطويلة أن يكونوا جزءا من شمال السودان وبدلا من منحهم هذا الحق الإنساني تصرف المستعمر نيابة عن مواطني السودان شماله وجنوبه وقضى بأن تكون البلاد موحدة في سودان واحد. ورغم هذه الوحدة السياسية قرر المستعمر أن يحكم الشمال بطريقة منفصلة عن الجنوب وصدر «قانون المناطق المقفولة» وذلك ليحمي حسب زعمه الجنوبيين من إخوتهم في الشمال كعناصر غريبة ومعادية.

    وبينما كان الجنوب معزولاً في إطار هذه السياسة الاستعمارية كان الشمال ينمي علاقاته مع العالم العربي والإسلامي على أسس مشتركة من الثقافة والدين، واستفاد الشمال من هذا التفاعل مع العالم العربي في الوقت الذي ظل فيه الجنوب فيما يشبه الغيبوبة وحيداً إلا من سادته المستعمرين.

    وفي سعيهم لتأكيد هويتهم العربية والإسلامية اخذ الشماليون ينظرون إلى إخوتهم في الجنوب نظرة دونية بمعايير الهوية والدين والثقافة، واتجه تفكير بعض المثقفين الشماليين إلى انه لا يمكن تنمية الجنوب إلا في إطار العروبة والإسلام في الوقت الذي كان الجنوبيون يزدرون مثل هذا الاتجاه الذي بلا شكل سيكون على حساب هويتهم وثقافتهم.

    واقع الأمر ان المستعمر لم يحث أو يشجع الشمال لتفهم وتلبية التطلعات المشروعة لمواطني الجنوب تحت سياسته المعروفة «فرق تسد» وفي العام 1946م قام السير جيمس روبرتسون السكرتير الإداري آنذاك باستشارة بعض أصدقائه من المثقفين الشماليين باتخاذ القرار بأن مصير الجنوب لابد أن يرتبط بالشمال، وبذلك قرر في مصير الجنوب دون إستشارة مواطنيه، ونفس السكرتير الإداري دعا لمؤتمر جوبا العام 1947م، ولم يشرك الجنوبيين حتى في اختيار ممثليهم في المؤتمر، وفشل المؤتمر الذي لقى معارضة عامة حتى في عضويته، ولم يقبل اقتراح الجنوبيين بمنحهم أي نوع من الحكم الفدرالي.

    وبعد عقود مضت جمعتني مناسبة عشاء بقصر الرئاسة بلندن أقامها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق السير ادوارد هيث على شرف الرئيس الأسبق جعفر نميري، وكنت اجلس بجوار السير جيمس روبرتسون وتحدثنا فيما مضى من شئون الإدارة في السودان، وقال لي انه لم يعمل بالجنوب وليس لديه أصدقاء من الجنوبيين، ولكن أصدقاءه الشماليين ذكروا له بأن الجنوب سيكون بخير وتحت عنايتهم وكنت اعتقد أنهم سيوفون بكلمتهم. وكان إن نقل نفس السكرتير الإداري حاكما عاما لنيجيريا التي تعيش ظروفاً مشابهة للسودان، وهو الذي ادخل النظام الفدرالي في نيجيريا. وسألته إن كان في الإمكان تفادي أحداث أغسطس 1955م وحقن دماء السودانيين من الشمال والجنوب، إذا طبق النظام الفدرالي في السودان فقال لي ببساطة.. للأسف إن التاريخ لا يرجع للوراء».

    لا أراني في حاجة لأن أكرر مرة أخرى أن الجنوب لم يقرر في أي وقت خلال ما يزيد عن نصف قرن بإرادته الحرة أن يكون جزءاً من الشمال، وعندما لا يكون هنالك اختيار ينعدم الشعور الطبيعي بالمواطنة.

    ولقد مارس الشمال ضغوطاً شديدة على الجنوب مستغلا الفوارق الكبيرة ووضعه الأفضل نسبيا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الشيء الذي أدى إلى تعقيد الأمور في العلاقات بين الطرفين ولذلك يخشى الشمال من نتيجة استفتاء تقرير المصير المرتقب في العام 2011م.

    لم تترك السياسة التي اتبعتها كل الحكومات في الخرطوم والتي اتسمت بالنظرة الدونية للجنوب وقمع التطلعات المشروعة لمواطنيه مجالا لقبول الرأي الأخر وتفهم الأبعاد النفسية والاجتماعية للجنوبيين وكان نتاج ذلك دائماً هو الحرب وإراقة الدماء.

    لقد بدأ التجاوز الخطير في إنكار حق الجنوب في حكم فيدرالي في إطار السودان الواحد منذ فجر الاستقلال مع تولي مؤسسي الاستقلال والسودان الحديث الأوائل عندما رفضوا اقتراح الفدرالية وأعلنوا الهوية العربية للسودان وقرروا قمع أي تطلعات افريقية لجنوب السودان بمنطق القوة.

    وتأتي بعد ذلك فترة الحكم العسكري الأول برئاسة الفريق عبود العام 1958م وليس مهماً أن كانت العملية «تسليم وتسلم» أو انقلاباً عسكرياً ولكن المهم إن تلك الفترة تميزت بالعنف الزائد والبطش والاستبداد لفرض الاسلمة والعروبة على الجنوب باعتبار ان ذلك أنجع السبل لعلاج مشكلة الجنوب، وعمل النظام على إنشاء مدارس لتعليم القرآن الكريم وفتح المعاهد الدينية واستبدال عطلة الأحد الأسبوعية بيوم الجمعة ومنع التبشير المسيحي وطرد المبشرين من الجنوب، هذا زيادة على العنف الزائد واستعمال سلاح الجو وحرق القرى مما كان له أثار بعيدة المدى أقامت سداً بين علاقات الجنوب والشمال وتفاقمت أزمة الثقة التي لم تكن متوفرة أصلاً وسعى الجنوبيون لبحث العون من الدول الإفريقية المجاورة وبدأت المواجهات المسلحة بقناعة تامة ان تقرير المصير لن يتحقق الا عن طريق البندقية.

    أود أن أوجز هنا بعض العوامل التي أدت إلى تدهور الوضع ولجوء الجنوب للكفاح المسلح طالباً حق تقرير المصير.

    «أ» لقد كان مؤتمر جوبا الذي كانت عضويته من اختيار المستعمر بداية خيبة الأمل في الحصول على نوع من الحكم الذاتي والإدارة المنفصلة لتوفير التعليم والتنمية الاجتماعية حيث لم يجد هذا المطلب أي قبول من المؤتمر.

    «ب» كان واضحاً أن الإدارة البريطانية تواطأت مع القادة الشماليين في الفترة التي سبقت إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان ولم يأخذ في الاعتبار مطلب الجنوبيين في حكم فيدرالي وبذلك أغلقت أمامهم جميع السبل وقرروا المضي قدماً في تحقيق تطلعاتهم السياسية والاجتماعية بكل الوسائل الممكنة.

    «ج» أعقب ذلك الظلم الفادح الذي لحق بالجنوبيين في سودنة الوظائف التي خلت بذهاب المستعمر ومن «800» وظيفة كان نصيب الجنوب منها «6» وظائف فقط وكانت هذه مع الاسباب الأخرى الشرارة التي أشعلت التمرد في توريت في أغسطس 1955م وأدى عدم أحتواء تلك الأحداث بالسرعة والتفهم المطلوب الى بداية الحرب الأهلية.

    «د» تسليم السلطة بواسطة حكومة عبد الله خليل للفريق عبود أو استلام السلطة كان فيه تجاوز كبير للجنوب أدى إلى تعميق الشعور بالغبن والظلم لدي الجنوبيين بالإضافة لمحاولات النظام العسكري الأول لاسلمة وعروبة الجنوب عن طريق البطش والقوة والسجل الفظيع للعنف والمجازر التي ارتكبت في ذلك العهد في حق الجنوبيين عندما أفرط النظام في استعمال القوة وظهرت الحركات المسلحة مثل أنانيا «1» للمرة الأولى كمعارضة تحمل السلاح وجدت الدعم والمساندة من الدول الأفريقية المجاورة.

    لقد ظل يحدثني عدد من المثقفين الشماليين دائماً بأن ثورة أكتوبر تفجرت ضد نظام عبود للظلم الذي لحق بالجنوب في تلك الفترة ولكن الأنظمة الديكتاتورية عندما تقمع الشعوب يعم الظلم ففي الشمال أيضاً حددت الحريات وكممت الأفواه وثار الشماليون لاستعادة حرياتهم السياسية والمدنية لذلك فليس من المتوقع أن يشكر الجنوبيون أخوتهم في الشمال لتفجير ثورة أكتوبر لأنهم جميعاً في مركب واحد تحت استبداد ذلك النظام.

    وقد شهدت الفترة التي أعقبت اكتوبر فترة راحة وهدوء مؤقت لم يدم طويلاً ولكن فشلت حكومة اكتوبر من خلال مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في الخرطوم أن تقدم حلا لمشكلة الجنوب بالرغم من أنها كانت تتمتع بالشرعية الثورية والقبول الواسع من مواطني الشمال والجنوب على السواء وأعلنت قبول الحل السياسي لمشكلة الجنوب، ولكن داخل المؤتمر أتحدت الاحزاب الشمالية لرفض اي مقترحات من الجنوبيين لحل المشكلة.

    «1» وفي مؤتمر المائدة المستديرة تقدم أقرى جادين رئيس حزب الاتحاد الوطني الافريقي وهو الجناح السياسي لحركة انانيا المسلحة باقتراح فترة انتقالية تؤدي في النهاية لاستقلال الجنوب وكأنه علم مسبقاً رد الفعل على طلبه فغادر الخرطوم قبل نهاية المؤتمر وبالطبع كانت النتيجة رفض الطلب.

    «2» أودع حزب جبهة الجنوب للمرة الأولى طلباً لمنح الجنوب حق تقرير المصير واعتبر هذا الطلب دعوة للانفصال لدرجة الخيانة وسحب من المؤتمر بواسطة القوى الشمالية.

    «3» وتقدم وليام دينق نيال رئيس حزب سانو داخل السودان بطلب يدعو للنظام الفيدرالي كحل أمثل للصراع الطويل بين الشمال والجنوب ورفض أيضاً هذا الطلب بواسطة الشمال باعتبار أنه يؤدي للانفصال.

    «4» الاستثناء الوحيد من الجنوب تقدم به سانتينو دينق تينق داعياً للوحدة مع الشمال وذلك الطرح لم يجد القبول من الجنوبيين لأنه كان يعبر في حقيقة الأمر عن رغبة الشماليين الذين كانوا يرغبون أن تبحث المشكلة بإدخال اقتراح سانتينو دينق في المعادلة.
    -------------------------------------------
    الرأي العام.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de