رحيل النوار خلسة أو علي المك وجيله بقلم دكتور عثمان الجعلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة البروفسير على المك
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2003, 09:09 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل النوار خلسة أو علي المك وجيله بقلم دكتور عثمان الجعلي (Re: jini)

    هو سوداني اولا وشأن عام ثانيا، يستوي في ذلك ان كان هذا الشأن سياسة أو ادباً او شعرا او ادارة وغير ذلك

    عندما استرجعت اضافات علي المك المتعددة في سياقها التاريخي استنزعت انتباهي حقيقة االمك هو واسطة عقد فكري نضيد اضاء لجيلنا سبل المعرفة الانسانية، لقد تفتحت مداركنا «ونحن الذين انتظمنا في سلك التعليم مع استقلال السودان» على اشعار الفيتوري وجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن وصلاح احمد ابراهيم ومصطفي سند والنور عثمان ابكر واخوانهم وهؤلاء هم بعض جيل علي المك، لقد وجدنا المقابل السوداني في القصة لمن كنا نطالع اعمالهم من الروائيين المصريين من طبقة نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم وعبد الله وذلك النوبي العبقري الذي رحل باكرا محمد خليل قاسم «صاحب الشمندورة» وغيرهم في كتابات ابي بكر خالد والطيب صالح والزبير علي والطيب زروق وهؤلاء هم بعض جيل علي المك، جيل علي المك تبوأ صدر المحافل السياسية والادبية والثقافية وبدأ تأثيره يشمل كافة مناحي الحياة السودانية منذ نهاية الستينات ولعلنا لا نعدو الحقيقة إن مناحي الحياة السودانية منذ نهاية الستينات ولعلنا لا نعدو الحقيقة ان قلنا إن جيل علي المك قد كان الفاعل الاول في تشكيل بعض ابرز سمات الشخصية السودانية التي كان ميلادها في خمسينيات هذا القرن، من هنا كان عظم وقع خبر رحيل واسطة و«عقيد» هذا الجيل

    ما ستطالعه سيدي هو جزء من خطاب آحادي «ولا نظنه عاطل بالكلية عن الحد الادنى المطلوب من جدلية الحوار والاستنتاج» يرتكز علي الحدث العام ولا يخلو من خصوصية التلقى والفهم والاستيعاب ومن ثم اعادة الانتاج، إن ما اشتمل عليه العمل الذي تطالعه من احداث واخبار ومحاولات تفسير لبعض الظواهر انما هو اجتهاد لا ندعي ان فيه فصل خطاب ولا فيصل مقال.. وانما حسبه ان يفوز لدى القارئ باجر المجتهد، ولعل في ما خطه يراعنا تذكرة للنابهين ان يكملوا «أو حقيقة ان يبدأوا» ما حاولنا رسمه من صور، ولعلنا نفسر الماء.. بعد الجهد بالماء... إن اوردنا إن آفة الدخول في دهاليز السياسة والتاريخ المعاصرين هو وجود بعض من شارك في صنعهما علي قيد الحياة ومن هنا ازورار الناس عن الكتابة عنهما

    اذا كان على المك أو إن شئت الدقة خبر وفاته، وهو باعث هذا العمل فان تداعي الاحداث والاخبار قد حركته ظروف مكان وتصاريف زمان كانت هي الفاعلة وكنا رواتها قبل ان ندعي ان نكون فاعلين في جزء يسير منها وشهودا على بعضها الآخر، مكانا: يمكن لنا ان ندعي ان مدنا مثل الخرطوم بحري السودانية وليفربول الانجليزية والرياض السعودية قد شكلت منا وفينا الكثير بانماط حياتها ببشرها وعلاقاتها وتركيبتها الظاهرة والمستترة، وهذا في تقديري يدخل في باب اعتساف الامكنة، زماناً: عشنا ايام السودان المجيدة، دخلنا سلم التعليم وجماهير الشعب السوداني تهتف لسيدي الازهري اسماعيل

    اعلامنا ترفرف يا اسماعيل

    في الجو خفاقة يا اسماعيل

    عشنا مجئ عبود جبل الحديد وذهابه، عشنا ايام اكتوبر الاخضر ونحن نردد خلف وردي وود المكي:

    باسمك الاخضر يا اكتوبر الارض تغني

    الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني

    والقيود انسدلت جدلة عرس في الايادي

    عشنا ايام الديمقراطية الثانية وعشنا مجئ اب عاج اخوي دراق المحن.. وامد الله ايامنا ستة عشر عاما حتى رحل الرجل.. رحل وفيه شئ من حتى الرئاسة، وفي الشعب السوداني شئ من حتى المساءلة والمحاكمة فلا انتهت الاولى ولا برد لهيبها ولم تتأت الثانية لا، لم تتأت وانما بعد مهوى قرط تفعيلها وعشنا حتى الانتفاضة ورددنا خلف وردي ومحجوب شريف:

    حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
    ولم نبنه.. فالصيف ضيعت اللبن.. ومن ثم اصبحنا فاذا النشيد الحربي واذا البيان الاول واذا العودة الى ما حاوله جبل الحديد وأب عاج من قبل، و... واذا علي المك يموت بعيدا عن القبة وفتيح والخور والمزالق.. واذا هذه السطور


    العديد من الافاضل من الاخوة اطلعوا علي مسودات هذا العمل وابانوا بعض جوانب قصوره وبعضهم اضاف اليه ما رأى من اهميته التاريخية او البيانية، في مقدمة هؤلاء الأخ الكبير «سنا ومقاما» شيخنا النحرير المحدث المجود، الطيب محمد الطيب والأخ الموثق المدقق الدكتور عبد القادر الرفاعي انسان ما انفك يحاول تزيين وجه السياسة السودانية العاطل في اغلب جوانبه عن الخبر والحب والجمال بشئ منها، والدكتور علي عبد الحفيظ والاستاذ مهدي شيخ ادريس والاستاذ السر سيد احمد والأخ الروائي الكبير من شمال وادي النيل الدكتور ايهاب سلام والدكتور يوسف مختار الامين والدكتور عبد المحمود محمد عبد الرحمن وشكر خاص ازجيه لأخي وخلي صاحب الرئاستين «القانونية والادبية» الاستذا صديق علي كدودة، والشكر لكل من دعم هذا المشروع اخلاقيا تعضيدا ومساندة وفي رأس القوم الدكتور الاديب اللبيب حسن ابشر الطيب، فلهؤلاء الافاضل من الاخوة الشكر مقادير ما اسبغه سيدي عبقري المديح النبوي حاج الماحي علي اخوته المادحين: ود حليب ومحمد البصير واحمد الفقير والحاج ولد ضكير والطاهر وابيه الكبير وود كنانة الخير وتبقى العثرات ومثالب العمل الذي بين يديك مسؤوليتنا وحدنا

    نقطة اخلاقية اخرى ارى اهمية اثباتها بعض الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في بعض اجزاء هذا العمل هم اناس حقيقيون: اباء وامهات لنا نكن لهم من الاحترام منتهاه ومن التقدير غايته، رحم الله من ارتحل من الفانية منهم واطال عمر البقية واسبغ عليها الصحة والعافية ورغم ان اغلب الاشخاص حقيقيون الا ان بعض الاحداث والوقائع مصطنع، ان ورد اسم احد الاعمام او العمات في غير ما يرضي الابناء والبنات فللجميع العتبى حتى الرضا، وانما ما ورد هنا امر املته مسألتان: المسألة الاولى هي الرغبة في اسباغ شئ من البعد الدرامي على حدث ما والمسألة الثانية ان الطبع يغلب التطبع

    فرغم الشيب وتقدم العمر الا اننا مازلنا اسرى تلك الروح التي عرفنا عليها اولئك الآباء والامهات

    واخيرا يبقى ما ستطالعه من صفحات محاولة متواضعة لاعادة انتاج بعض ما استكن في الذاكرة من احداث وشخوص وتفاعلات في اصعدة متباينة وفي ازمنة متداخلة، المقصود من هذا الجهد اشعال فتيل الانفعالات والرؤي علنا نستميل لعكاظ الذكرى هذه من يساعدون في اعادة رسم بعض الوشم على ظاهر يد بل وكافة جسد واطراف **WORD OMMITTED**ة «النوستالجيا» السودانية

    اقول قولي هذا واصلي واسلم علي نبينا وسيدنا محمد بن عبد الله صاحب المقام المحمود والحوض المورود وعلي الخلفاء الاربعة المهديين اعلام الهدى: ابي بكر وعمر الفاروق وذي النورين عثمان والكرار علي وعلى الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين

    الرياض: المملكة العربية السعودية

    الاثنين في احدى عشرة ليلة خلت من رمضان المبارك لعام 1417 الموافق 20 يناير 1997 ميلادية.

    ما قبل البكائية: في ذكرى ما جرى

    الدرب انشحط واللوس جباله اتناطن

    والبندر فوانيسو البيوقدن ماتن

    يا ود امات هضاليم الخلاء البنجاطن

    اسرع قوذع امسيت والمواعيد فاتن

    شاعر سوداني مجهول وتنسب الابيات ايضا الي الهمباتي المجيد طه.

    غيب الموت البروفيسور علي المك احد ابرز رموز كوكبة اهل الثقافة والاستنارة السودانيين وهي الكوكبة التي انفرط عقها او كاد، بعد ان زينت بابداعها وتجلياتها واضافاتها المتفردة جيد تلكم البلاد التي رزئت وما انفكت بفقد الصفوة النيرة الخيرة من ابنائها ومن قبله غيب الموت عثمان حسن احمد ومحمد عمر بشير وجيلي عبد الرحمن وعبد الرحيم ابو ذكرى ومن قبلهم صاحب «وجهان في مفازة الفردوس» و«حديقة الوردة الاخيرة» واسطة العقد محمد عبد الحي رحلوا وتركوا اهل الثقافة والفكر في السودان في حال افراخ الحطيئة زغب الحواصل لا ماء ولا شجر وكأيام بدر شاكر السياب حين تكالبت عليه اوضار المنفى واقعده المرض ووعثاء الترحال بعيدا عن «جيكور وبويب»

    هباء كل اشواقهم اباطيل

    ونبت دون ما ثمر ولا ورد
    رحل على المك كما ينبغي ان يرحل امثاله من المقتحمين الرواد، رحل دون ان يغسله غبار الخرطوم او تبلله قطرات المطر الطلحبي كما عبر محمد الاسباط توفى بعيدا عن مضارب العشيرة في بقعة ام درمان التي كان بها مسكونا قريبا من سربه الفكري في نيومكسيكو ولعلها من تصاريف الازمنة انه خرج من ام درمان التي ادمن عشقها ليسلم الروح الى بارئها في اوساط (الجيكاريلا) معقل الاباشي الذين ولع بهم دهرا فتأمل رعاك الله

    ذهب علي المك الموسوعي النزعة وصاحب الصنائع السبع الى ديار الهنود الحمر ضاربا اكباد مكائن الايرباص لينهل المزيد من العلم الذي لا يرتوي منه، كان كما يقول عثمان حسن احمد سوسة قراءة واطلاع، ذهب ليهب المزيد من عطاء فكري لم تنفصم عراه ولم يبل نسيجه منذ ان ألم بمجالس العلم واروقته، نعم كان دائم الغشيان لاسواق عكاظ يغدو اليها ويروح منها بائعا وشاريا وكل ذلك في وقت توقف فيه جل اهل جيله ممن صرفتهم الايام وبدلتهم الازمنة وسبل كسب العيش واخذتهم بعيدا عن المعارف ودروبها وعن العلم وساحاته واصل على المك والعصبة من اولى العزم الفكري العطاء دون منّ أو اذى وقد اشرعوا ذوات الواح ودسروا ليلجوا شتي بحور المعارف في الوقت الذي قنع فيه سائر جيلهم بالوظيفة والهم الخاص قائلين: يكفي، والتي تعني قراءة مزرعة الحيوانات لجورج اوريول و«آلة الزمان» لويلز وشئ من مقررات الادب الانجليزي في كلية الآداب تتمثل في بعض اشعار كولردج ووردث ورث القليل من مسرح شكسبير وبرناردشو وابسن والنذر اليسير من اصول الفكر الماركسي وقدر معلوم ـ ينقص ولا يزيد ـ من وجودية سارتر والبير كامو، لم يقل علي المك يكفي ولم تعده العدوى بل ما انفك يستزيد من العلم عملا بالمأثور: ما يزال الرجل عالما ما طلب العلم فان قال قد علمت فقد جهل، في مراجعته لديوان الشاعر الفنان خليل فرح الذي قام علي المك بتحقيقه كتب د. عبد الله علي ابراهيم:

    علي المك ذو مواهب ومساهمات كثر إن اختلفنا في تقويمنا لها فلن نختلف في موهبة وحيدة هي ما وطن نفسه عليه بالمثابرة علي الابداع لا تصرفه صوارف اقعدت من ابناء جيله النفر الكثير، هل ياترى كان علي المك ورهطه المثابر المعنيين بابيات ابي الحسن علي بن التهامي:

    فاقضوا مآربكم عجالا

    انما اعماركم سفر من الاسفار

    وتراكضوا جيل الشباب

    وبادروا ان نسترد فانها عوار

    نقلا عن الصحافة
                  

العنوان الكاتب Date
رحيل النوار خلسة أو علي المك وجيله بقلم دكتور عثمان الجعلي jini10-11-03, 09:03 PM
  Re: رحيل النوار خلسة أو علي المك وجيله بقلم دكتور عثمان الجعلي jini10-11-03, 09:09 PM
  Re: رحيل النوار خلسة أو علي المك وجيله بقلم دكتور عثمان الجعلي jini10-11-03, 09:11 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de