كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ (Re: Abomihyar)
|
الحركة الطلابية والحكومة
إضاءة سودانية بقلم: د. الطيب زين العابدين
لقد أسست الحركة الإسلامية في السودان لنفسها قاعدة طلابية عريضة في الجامعات والمدارس الثانوية منذ نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات حتى أصبحت صاحبة التنظيم الأقوى وسط الطلاب منذ ذلك التاريخ وحتى بداية التسعينيات حيث بدأ ذلك التنظيم في الاهتزاز والضعف، أى حينما اتضح أن الحركة الإسلامية مسئولة عن الإنقلاب العسكرى الذي وقع في 30 يونيو 1989 ويكفي استشهادا بقوة ذلك التنظيم وقاعدته العريضة أن الحركة الإسلامية حصدت كل مقاعد دوائر الخريجين في شمال السودان في انتخابات البرلمان لعام 1986 حين خصصت 21 دائرة في أقاليم السودان الشمالية يصوت فيها فقط خريجو الجامعات،
وكان تنظيم الحركة الإسلامية وسط الطلاب «الإتجاه الإسلامي» يفوز بانتخابات اتحادات الطلاب في كل الجامعات والمعاهد العليا عدا المرات القليلة التي تأتلف ضده كل التنظيمات الأخرى مجتمعة بسبب حماقة ارتكبها اتحاد اسلامي سابق. وكان حصيلة ذلك العمل هو بروز قيادات إسلامية في مجالات سياسية ونقابية واقتصادية وادارية واجتماعية اعتمدت عليها حكومة الإنقاذ منذ مجيئها الى الحكم حتى اليوم. استطاعت الحركة الإسلامية أن تبنى ذلك التنظيم الطلابي المتميز بالإهتمام الفائق الذي أولته قيادة الحركة للعمل وسط الطلاب، وباعطائهم حرية تامة في اختيار قياداتهم وتمثيل تلك القيادات في أجهزة الحركة العليا وبتبنى الخط السياسي الذي يختارون ولو اختلف جزئيا مع خط الحركة العام كما حدث بعد المصالحة مع نظام الرئيس نميرى، وبتفريغ كوادر مقتدرة للعمل في تنظيم الطلاب.
وكانت الحركة تعطي وزنا مقدرا لرأي الطلاب في تحديد سياساتها العامة، أذكر أن شعبة جامعة الخرطوم كانت صاحبة الصوت المرجح في عدم اشتراك جبهة الميثاق الإسلامي في حكومة قومية عام 1967 مع حزب الأمة والاتحادي الديمقراطى رغم حماسة الأمين العام حسن الترابي لفكرة المشاركة، وكان صوت الشعبة مؤثرا وفاعلا في مؤتمر الحركة العام سنة 1969 الذي اختار الترابي رئيسا للتنظيم الداخلي وزعيما لجبهة الميثاق الاسلامي التي كانت بمثابة الواجهة السياسية للحركة.
تشير الأحداث في السنوات الأخيرة أن التنظيم الطلابى للحركة الإسلامية قد أصيب بداء عضال، فقد بسببه براءته الأخلاقية وبوصلته الفكرية وحريته في الحركة والقرار. رضى التنظيم أن يكون بوقا للحكومة يردد ما تقول، وعصا يهز بها في وجه التنظيمات الطلابية المعارضة، وشغلت قيادات التنظيم عن العمل القاعدى بلقاءات المسئولين التي تفتح لها أبواب التوظيف السياسي، وبدت عليها مظاهر نعمة مشبوهة تختال بها وسط غالبية مسحوقة من الطلاب. وأدى الداء العضال دوره المتوقع في اضعاف التنظيم ونفور الطلاب منه واهتزاز ثقته في نفسه، وبدلا من المعالجة الجادة الناجعة لفيروس الداء الذي تغلغل في جسم التنظيم لجأ القائمون على أمره بحقنه بمقويات اصطناعية مؤقته مثل ربطه مع بعض الأجهزة المختصة التي تعينه في التغلب على الآخرين،
واغداق المال عليه ليكسب شريحة يغريها ذلك المال، وتوجيه ادارات المؤسسات التعليمية أن تتعاون مع طلاب الحزب الحاكم، وتأجيل انتخابات اتحادات الطلاب لعدة سنوات أو العبث بها لتأتى بالنتيجة المرغوبة. ثم جاء الإنقسام بين المؤتمر الوطني الحكومى والمؤتمر الشعبى المعارض بكل ما أفرزه من خصومة فاجرة ليصيب ذلك التنظيم المضعضع بضربة قاضية ان لم تكن قاتلة!
وما حدث في جامعة الخرطوم قبل أسابيع قليلة هو مجرد عرض درامى لما آل اليه حال ذلك التنظيم الطلابي الذي كان ملء السمع والبصر في الساحة الطلابية قبل حكومة الانقاذ، فقد حوصرت مجموعة طلاب المؤتمر الوطني الحاكم باسم الحركة الإسلامية من كل جانب في مجمع الطب والوسط وشمبات والتربية وضاع صوتها تماما وسط هدير الطلاب المعارضين للسلطة الذين أحكموا قبضتهم على ادارة حركة الطلاب، واستعادت التنظيمات الطلابية الأخرى ثقتها بنفسها لأول مرة منذ مجئ حكومة الإنقاذ فقد رأت عيانا بيانا أن الجبل تمخض أمامها فولد فأرا وليس من السهل أن تفقد تلك الثقة في وقت قريب.
وأسوأ ما تفعله الحكومة في هذا الظرف أن تلجأ للكبت واستعمال العنف ضد الطلاب، فكل كبت وعنف تلجأ اليه يعنى المزيد من تحطيم سمعة المجموعة الطلابية التي تعتمد عليها حتى تنقرض من الساحة ولا يبقى لها الا فئة الوسطاء المعدودة التي تمتطى الكريسيدا وتقبض على الموبايل. وبما أن الاتفاق المتوقع مع حركة التمرد سيعنى تغييرا كبيرا في هيكلة السلطة ومنهج عملها وشفافية اجراءاتها فان النظام القائم يحتاج الى إعداد نفسه للمرحلة القادمة التي لن يجدى معها الاعتماد على الكبت والعنف خاصة في أوساط الطلاب. ولكن تغيير الاتجاه عند منعطفات الأحداث السياسية يحتاج الى ثقة عالية بالنفس وجرأة في اتخاذ القرار وخيال بعيد الرؤى وهو عادة ما يفتقده أصحاب النظرة الأمنية العسكرية في التعامل السياسي!
Albayan Newspaper Bayan Alarb3aa
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-21-02, 03:56 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | مهيرة | 11-21-02, 10:10 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-22-02, 05:48 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | degna | 11-22-02, 06:29 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-22-02, 06:44 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | مارد | 11-22-02, 07:15 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-22-02, 08:46 AM |
ماذا قال | mohmmed said ahmed | 11-22-02, 07:23 AM |
Re: ماذا قال | Abomihyar | 11-22-02, 09:18 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | zumrawi | 11-22-02, 04:39 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-23-02, 01:21 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | nadus2000 | 11-23-02, 01:26 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | MXB6N | 11-23-02, 10:10 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-23-02, 10:39 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | رقم صفر | 11-24-02, 03:30 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 11-24-02, 10:14 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | nadus2000 | 12-12-02, 09:06 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | wadsolfab | 12-13-02, 00:18 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Mandela | 12-13-02, 10:12 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | zumrawi | 12-16-02, 01:39 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 12-16-02, 07:09 AM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Abomihyar | 01-18-03, 03:13 PM |
Re: ماذا يقول هذا الاسلامي عن دولة الانقاذ الاسلامية؟ | Elmosley | 01-18-03, 04:29 PM |
|
|
|