من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد .... طيب تيزيني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-18-2002, 02:00 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد .... طيب تيزيني

    هذه أوراق إعتماد جديدة أقدمها لكم بعد غيبة، ولكم المعزة

    ====================================================================
    من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد
    الطيب التيزيني


    الملخّص
    يبدأ طيب تيزيني مقالته متسائلاً: لماذا ظهرت الإرهاصات الأولى للحداثة في أواخر القرن التاسع عشر؟ ولماذا ظهرت، كذلك، الإرهاصات الأولى لـ "ما بعد الحداثة" في أواخر هذا القرن العشرين؟ ويحاول الإجابة عليها من عدة جهات، فيرى بأن الحداثة تفصح عن كونها -ضمن احتمالات متعددة- وعياً أيديولوجياً مراوغاً مخاتلاً، يراوغ ويخاتل على وظيفتها "الاستشراقية"، حيث تبدو هذه الوظيفة تأكيداً على ضرورة إلحاق "الشرق اللاعقلاني" بذاك الغرب؛ وما ذلك إلاّ في سبيل "تمدينه وتحضيره" بحدود ثنائية "السيّد والعبد" الهيجلية.
    ويرى الطيب التيزيني أن التواصل كان بمثابة بعداً حاسماً، بل ربما وحيداً للفعل التاريخي؛ مما جعل من ذلك نقطة إقلاع كبرى للحداثة في ضوء ما بعدها، ما بعد الحداثة.
    ثم يتطرق التيزيني للتفكيكية، ويرى بأنّها بدلت "الأنا أفكر إذن أنا موجود"، إلى "أنا أهدم وأقوض إذن أنا موجود"، ثم يعدد السمات الرئيسية لما بعد الحداثة في نقاط ستة.




    -1-
    ........لعل المراحل الأولى من نشوء "الحداثة" و"مابعد الحداثة" توحي بوجود "آلية" تحكم مسار التاريخ تكون بمقتضاها مراحل الانتقال من قرن إلى قرن نهايات وبدايات، نهايات لنظم ومنظومات مفاهيمية وسوسيو-ثقافية، وبدايات لأخرى. والحق. أن مثل هذه "الآلية" قد وجدت في المنعطف من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين، كما هي توجد، راهناً، في المنعطف باتجاه القرن الواحد والعشرين. ولكن، إذا صحّ ذلك هنا وهناك، فإنه ليس من اللازم لزوماً ضرورياً أن يوجد في منعطفات قرنية أخرى.
    ذلك لأن الأمر يتصل بالشرطية التاريخية المشخصة، التي تقبع وراء تلك المنعطفات وأمامها وفي صلبها. وإذاً، يغدو السؤال التالي مدخلاً إلى ما أفصح عن نفسه في مرحلتيّ الانتقال من التاسع عشر إلى العشرين ومن هذا إلى الواحد والعشرين: لماذا ظهرت الإرهاصات الأولى للحداثة في أواخر القرن التاسع عشر؟(1) ولماذا ظهرت، كذلك، الإرهاصات الأولى لـ "ما بعد الحداثة" في أواخر هذا القرن العشرين؟
    لعلّ الإجابة عن ذلك السؤال المركب تؤتى من مداخل متعددة. بيد أن أحد هذه المداخل المحتملة لا بد أن يكون ذا طابع سوسيو-سياسي واقتصادي. ويمكن أن يجد هذا المدخل تعبيره فيما أعلنه (آلن بلوك) من بلوغ الحضارة البرجوازية ذروتها في بداية القرن العشرين (وآخر القرن التاسع عشر). أمّا هذه "الذروة" فقد حدّدها وضبطها لينين بانتهاء الليبرالية ونشوء الإمبريالية بوصفها نظاماً رأسمالياً متجهاً نحو شمول عالمي، تتم بمقتضاه عملية تقسيم العالم إمبريالياً(2). ويمكن في سبيل تشخيص ذلك، الإشارة إلى أنه في عام 1900 كانت بريطانيا وحدها قد سيطرت على ربع الكرة التي وصل عدد سكانه إلى أربعمائة مليون نسمة(3).
    في ذلك المنعطف العالمي الانقلابي، أخذت البنى الاقتصادية والسوسيو- ثقافية والقيمية تعيش حالة من الاختراق وإعادة التبنين، مقترنةً ببروز وضعية متعاظمة عمقاً وشمولاً من القلق والاضطراب والهلع، وكذلك التّوق إلى فضاءات وآفاق أرحب.
    إن الثورة الصناعية (الأولى)، التي سبقت تلك الوضعية وهيأت لها ورافقتها، بدت بمثابة رافعة عظمى للتقدم والعقلانية والصرّامة المنطقية والتفاؤل بالمستقبل.وهي، في هذا،مثلّت وريثاً شرعياً لعصر التنوير( في مرحلة أو مراحل الانتقال من الإقطاع إلى البرجوازية في أوروبا) ولمفكريه أمثال فولتير وروسو ، وهردر وغوته ، ولوك، مع الإشارة إلى أن جيوش العاطلين عن العمل نتيجة التصوّر الصناعي التقني راحت تواجه المزاعم برأب صدعهم عبْر "المجالات الحيوية"التي ستفتح ما وراء البحار والتي ستدرّ عليهم "السمن والعسل" بعد أن افتقدوهما في أوطانهم.
    لقد تشكلت منظومات معرفية وأيديولوجية أسّست،معرفياً وأيديولوجياً، لتلك التحوّلات التاريخية، لترتد هي نفسها على ذاتها (أي هذه التحولات) وتجعل منها مثلاً نظرية وقيميه عليا وثابتة. فالانطلاق من مفهوم لـ "التقدم" المطّرد بخط مستقيم لا يلوي على شيء، ومن ثقة مطلقة تداني الجبريّة بـ"العقل والعقلانية"،ومن "علم" كلّي القدرة، إضافة إلى الانطلاق من مبدأ"الحرية والمساواة المدنيتين"،أفضى مجتمعاً إلى تكوين "نماذج أساسية إستراتيجية" عممّت في سائر الحقول المجتمعية، سواء منها المادية أو الثقافية والروحي . ومن موقع هذه النماذج نظر إلى"الآخر" القابع وراء أوروبا بالاعتبارين النظري والقيمي، ولعلّنا نضع يدنا هنا،على الأقل، على واحد من المفاصل التي انطلقت منها الحركة الاستشراقية الغربية الحديثة. وقد نرى في هذه الأخيرة - بواحد من أوجهها الكبرى الحاسمة على الأقل– تشخيصاً وتخصيصاً "شرقياً" لـ" النزعة المركزية الأوروبية "، التي كانت قد أفصحت عن نفسها، على نحو أولي، لدى هيجل.
    ومن الدّال الطريف، في هذا الحقل، أن نتبين الحركة الاستشراقية المذكورة في نزوعها الأيديولوجي التسويفي إلى إظهار"الثقافة الغربية" كبنية واحدة ذات نسق واحد وبعد واحد، هو ذاك الذي يقوم على التمويه على"الغرب" كما على"الشرق" كليهما. إن الحركة إيّاها – وهي من ثمار"الحداثة" و"المشروع الحداثوي الغربي"– تقدّم"الغرب"، بوصفه تلك البنية، لشعوب الغرب ذاتها ولشعوب الشرق، بقدر ما تقدم "الشرق" بنية واحدة وذات نسق واحد وبعد واحد لشعوب الغرب. فتنجز، بذلك، وعياً أيديولوجياً وهمياً وتوهيمياً يضع الفريقين المذكورين، الغرب والشرق، في موضع التقابل والتضاد "المؤسسّين إبستيمولوجيا".
    وفي هذه الحلقة الدقيقة من المسألة ، يفصح عن نفسه الوهم الكبير الذي وقع فيه إدوارد سعيد، حين نظر إلى"الغرب"و"والثقافة الغربية" على نحو ميتاواقعي وميتاتاريخي، ومن ثم، رأى في"الحداثة الغربية" خطّاً ناظماً وضابطاً للغرب كله، بتشكيلاته الفئوية والطبقية والإثنية المتعددة والمتنوعة. ويتابع سعيد موقفه هذا، في كتابه حول الاستشراق، ملاحظاً أن"كل الغربيين" نظروا إلى"الشرق" بمرآة واحدة ،هي مرآة"العقل الإستشراقي الحد اثوي"، أي العقل العقلاني النقدي الصّارم. وإذا كان "البعض" منهم قد حاولوا أن يشذّوا عن الموقف، فإنهم فعلوا ذلك من موقع عاطفي قيمي، لا عقلاني، ليس إلا(4).
    وفي لجّة الوهم الاستشراقي الكلّياني عن الغرب والشرق، أقصيت الحدود الفاصلة إبستيمولوجيا(معرفياً تأسيسياً) والقائمة، من حيث الأساس العمومي، بين نسقين من الرؤية الثقافية في الغرب، هما "الثقافة الغربية"و"الثقافة في الغرب" .
    من هنا، تفصح "الحداثة"عن كونها – ضمن احتمالات متعددة – وعياً أيديولوجياً مراوغاً مخاتلاً، يراوغ ويخاتل على وظيفتها"الاستشراقية "بحيث تبدو هذه الوظيفة تأكيداً على ضرورة إلحاق"الشرق اللاعقلاني "بذاك الغرب؛ وما ذلك إلاّ في سبيل"تمدينه وتحضيره " بحدود ثنائية "السيّد والعبد"الهيليجية(5). ومن ثمّ، قد تتضح الحداثة هنا بطابع يقوم على الإزدواجية الوظيفية. فهي من طرف، تعبّر عن النهوض الأوروبي الرأسمالي منذ عصر الأنوار وربما حتى التسعينات من هذا القرن( يبقى هذا التحديد نسبياً وخاضعاً في تغيره لتغير البلدان الأوروبية ذاتها). ومن طرف آخر، تشترط ضرورة إلحاق"العالم الآخر – غير الأوروبي"بالغرب عموماً، بوصفه " خزاناً لا ينضب من المواد الأولية والقوى البشرية ". وبهذا، تتحدد العلاقة بين الحداثة الغربية( مشروع التحديث الرأسمالي )وبين "ما قبل الحداثة الشرقية"على أساس طرفين غير متكافئين؛ مما ينطوي على تناقض منطقي وجدلي من طرف واحد: وهو أن المشروع المذكور قادر على الإحاطة بـ" ما قبل الحداثة الشرقية "من موقع هيمنة تتصاعد عمقاً وسطحاً، بحيث إنه ينتهك ويخترق ليظهر بوجه آخر مضاد، هو وجه الغازي القاتل والقامع لـ"تحديث الشرق"بإنهاء مرحلة" ما قبل حداثته ".
    بيد أن الحداثة الغربية وقد نشأت ثم تبلورت في شرط تاريخي تمثل بتصاعد التفاوت الطبقي والتهميش السياسي والسوسيو –ثقافي، فإنها تحوّلت – شيئاً فشيئاً – إلى أداة قامعة لضحايا ذلك التفاوت وهذا التهميش وأخرجتهم بدرجات مختلفة من دائرتهم وألحقتهم في دائرة" اللاعقلانية "و " اللاتقدم "و " التشاؤم التاريخي "و " اللاعلم "، وربما كذلك وبمعنى محدد"اللاتاريخ – التاريخ ما قبل الرأسمالي". بل لعلنا نقول ، إنه بفضل التاريخ الرأسمالي الحداثوي الآخذ في التوحّش والهمجية تخرج تلك"الضحايا" من التاريخ الذي أنتجته هي وقام هو على أكتافها.
    هكذا تبرز الحداثة الغربية وكأنها تحوّلت إلى أخطبوط شرع في التهام صانعيها"من تحت"إضافة إلى تشتيت منظّريها والحاصدين لثمارها من الطبقات العليا، وذلك بوضعهم وجهاً لوجه أمام"انحرافاتها". إن الاغتراب والبؤس والشقاء السيكولوجي والأخلاقي يتحوّل إلى كابوس يؤرّق حياة الجميع، ولكن من موقع إحكام قبضة"المالكين" على هذا الجميع. وقد وصل الأمر إلى أن تحوّلت الحداثة إلى موضع اتهام وإدانة.
    ها هنا، يعلن (جان شينو) إدانته لتلك"الحداثة " التي اخترقت المجتمع الفرنسي وجعلت منه إمّعه تنتزع منها"هويتها وذاتيتها وأصالتها". فقد حدّد الباحث المذكور في كتابه"الحداثة" أهم ما رآه حاسماً في مصائر"الحداثة الأخيرة".
    إن هذه المصائر انتهت إلى الحدود التالية: التنميط والنمذجة والتّسليع؛ تعاظم الإنتاج والدوران المستمرمع المراوحة"التاريخية"؟ الترّميز والاختزال والمطرّد؛ البدائل "اللاذاتية –الآلية"(6).وهذا من شأنه أن يحيل البشر إلى أشباح تتباعد بقدر ما تتعاظم إمكانات التقدم الصناعي والتكنولوجي. ويتواري، في هذه الحال، صنّاع المجتمع ومنتجوه وكذلك أصحاب القرار،لتتحول العلاقة بين الإنسان والإنسان إلى علاقة مباشرة مع الطبيعة المصنّعة، بعيداً عن "الآخر". ومن ثمّ، فإن جدلية الذات والموضوع، التي يبدع وفقها البشر، تبدو وكأنها اختزلت إلى ثنائية بين موضوع وموضوع. وهنا، يعلن نعي "الإنساني والحميمي"، لتبرز أرقام متصاعدة من"تقدم" التكنولوجيا والعلم. ويظهر الأمر وكأننا انخرطنا في"العالم الكافكاوي"الغريب إلى حد الإدهاش الفاجعي.
    وعلى هذه الطريق، تتحوّل الحداثة إلى نقيضها، متطابقة - في ذلك – مع تحوّل الرأسمالية إلى ظاهرة مستنفذة إنسانياً وفنياً وجمالياً.وإذا كانت(أي الحداثة) قد أتت تحت عباءة مجموعة التيارات الفنية الأدبية، مثل الانطباعية والتعبيرية والتكعيبية والمستقبلية والرمزية والتصويرية والدوامية والدادائية والسريالية، فإنها أفضت إلى"تحطيم كل ما هو إنساني"وإلى هدم"لكل القيم الإنسانية التي كانت سائدة في الأدب الرومانسي، إضافة إلى أنها قادت الفن إلى ظلمات الفوضى واليأس" (7)..
                  

العنوان الكاتب Date
من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد .... طيب تيزيني أبنوسة05-18-02, 02:00 PM
  Re: من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد .... طيب تيزيني أبنوسة05-18-02, 02:02 PM
    Re: من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد .... طيب تيزيني أبنوسة05-18-02, 02:05 PM
      Re: من الحداثة إلى مابعد الحداثة - إشكالية ونقد .... طيب تيزيني قرشـــو05-19-02, 07:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de