الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 12:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2002, 10:59 PM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي


    الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي


    اب عجات* اللحو* وكتين* يزم ينتر *

    إن جاتــه الالوف لا يضل ولا يفتر *

    حود* يا الخســيم بي غادي دربه كتر *

    حليله اب جديـــري الفرس المنبور *


    بحرن في المحاصة* وكت الرحابة تدور

    رحل ياشمــــة ابوك وقفا خلا الدور

    وانحـــــل النظام الكان قبيل مستور

    بي وجود ناس ابوك قبل العبوس ماتجود

    اتهد الجبــل وتشتت المعمـــــور

    ايابو زينب وراك اتكشــــف المستور

    بجيب قولاً صحيح في ابو شامة ماهو شكر

    مثبوتات فضايلــــــو مافي من ينكر

    ابو زيد الهــــــلالي زايد عليه قدر

    عباسي وقريشــــــي الا ما بيفخر

    الزناد أن حركوه يقــــوم وما بيذكر*

    دابي القاش حليلــة الفي المحاصة بخر*

    من شوفته تضــــل ناساً ذقونهم قر *

    شاف الحديــث بقـالو كتـــــر *

    يشلـــخ في الصفوف امات طبول وزمر

    زي بن الــــــوليد في يوم حنين وبدر

    سيف الصاقعــة ابوكي اللي الخصيم بدمر

    اب قدحاً سبيل مســــاء وصباح مجرور

    للضيفان بباشــــــر وشو ما مصرور

    منو البمســـــك مكانك ويفهم المضرور

    بتراجع في المواشــــي وفي خدمة البور

    قرار العبــــــوس ما بتشبه لـي زول

    والقدر إن نفد ما بيحجــب مقـــــدور

    أب رسوة أب هرش الضــــارب الوكرة

    تمساح دار كلي البمـــــرق مع الهجعة
    ابو شمـــة اللــــزوم كم درج العاطلة

    دا القدر إن نفد دونه الرجـــــال قاصرة

    تمســــــــاح القيوف ياللعزول بتكيد

    ياب مسكـــــاً يفوح يعم الاقريب وبعيد

    يوم جانـــــــي الخبر اسفاً علي شديد

    ياعمــدة كلي فرقك علينا صعـــــيب

    ________
    أب عاجات : هو النمر أو الاسد ، اللحو : الكميت
                  

05-13-2002, 11:17 PM

eyes of liberty

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي (Re: Elkhawad)

    الاخ الخواض

    شكرا لسماحك لنا بمشاركتكم هذه القصيدة الرائعة
    و من كلماتها يبدو ان كلي هذه من قري المحافظة الشمالية
    و بالتحديد في ديار الحعلية فياتري هل هذا صحيح ؟؟
    فكلمات مثل قيفة , تمساح , اب رسوة , وضرب لون الشجاعة
    مرة و الحاقه بالكرم و الجود و هذا ما ورد في القصيدة , توحي بان
    كلي هذه في ديار الجعلية تخصيصا , فأرجو ان تؤكد او تنفي ذلك
    لك تحياتي و احترامي
                  

05-13-2002, 11:21 PM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي (Re: eyes of liberty)


    حبيبنا
    صدقت كلي قريه غرب شندي بالقرب من المتمه
    والقصيده تغني بها ابراهيم اللحو
    فاجاد وهي من اغاني الحماسه التي تهز الوجدان
                  

05-13-2002, 11:40 PM

eyes of liberty

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي (Re: Elkhawad)

    شكرا عزيزنا الخواض للمعلومة

    بالمناسبة هل يوجد لديك بعض ما انشده الشاعر
    ود ضحوية في الشجاعة ؟؟ و الله هذا الرجل مبالغة
    في الفتوة ..طبعا كان همباتي من همباتة الجعلية
    وهو يفتخر لذلك جدا و اذكر انه دخل في هجاء مع
    احد همباتة مناطق وسط السودان , فأتحفا شعر الهمباتا
    لا اذكر مقاطع القصيدة , فقد
    مررت عليها زمنا ولي ايام الثانوي

    تحياتي و احترامي مرة اخري
                  

05-13-2002, 11:53 PM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر ود بشير يرثي ابو جديري عمدة كلي (Re: eyes of liberty)


    حبيبنا عيون الحريه
    رجاء المعزره فهذا ما امتلكه عن ودضحويه


    _________

    ومن شعراء الهمباته الطيب ود ضحوية
    _________
    اسمه الطيب عبد القادر سليمان ود ضحوية " وضحوية جدته لابيه " ينتمي إلى قبيلة الجعليين ولد بقرية الضيقة بجبل أم علي وهو مسندابي عاليابي والعالياب هم فرع من فروع قبيلة الجعليين .


    الهمبتة في حياة الشاعر:


    لما بلغ الشاعر العشرين من عمره اجتذبته حياة الهمبتة لما كان يشاع عنها من أساطير وقصص وبطولات تحكى في المجالس مقرونة بإشعارهم الحماسية وأخبارهم مع محبوباتهم ، استرعت هذه الحياة انتباه الشاعر فانضم إلى جماعة القديات والهواوير من البدوالهمباتة ، ليس بدافع الفقر وانما طلباً للبطولة والمتعة . صحب الطيب ود ضحوية في غاراته اعتى رجال الهمباتة كطه الضرير ورحمة التركاوي واحمد عمران وود فكاك وصار زعيماً للهمباتة لتفوقه عليهم في هذا الميدان .


    حياة الهمباتة من خلال شعره :


    يعتبر شعر الطيب ود ضحوية مرآة لحياة رفاقه من الهمباتة لانه وليد تجربه وليس وليد الخيال وحده وفي ما يلي بعض الصور التي سجلها عن حياته ورفاقه :

    الليـــــــــل امسى والنعسان* جرايــده يرحن*

    كبــــــــــس الهم علي الســـــــط* قلوبن وحن

    كضــــــــــم* الجرة سحـــــّار الغروب اتمحن*

    نعـــــــــود سلمانه ياعمــــر الظنون إن صحن

    النعسان : يعني الجمل ، يرحن : يتألمن ، السلط : الشجعان ، كضم : كظم ، اتمحن : احتار

    في هذه الابيات يصور لنا الشاعر صورة الهمباتي الذي يستتر بالليل ويخب المسير على جمله الذي أصابه النعاس أنهكه السير حتى صارت اقدامه تؤلمه " جرايده يرحن " وكيف أن رفاقه الهمباتة الشجعان " السلط بمعنى الشجعان " قد ساورهم الهم والوساوس حتى أسرعت دقات قلوبهم فتجاوب " الساحر " وهو اسم احدهم مع هذا الموقف المتحفز " فكضم الجرة " أي لزم الصمت استعداداً للضربة القاضية التي يريد أن يكيلها الرجال لخصمهم في تلك اللحظات ، واثناء ذلك يعلل الطيب نفسه ويشجعها ويمنيها بالظفر والعودة للمحبوبة " سلمانة " برفقة صديقه عمر .



    امــــــلالنـــا الكــــــــــدوس تمبكنـــــا ياعبـــــاس

    مابـــــــترضى أم خدود جيبـــــــة الزمل يبـــــاس

    دا الجابر على الحـــــــــــارة أم ضـــــرب رصاص

    نحــــــن نــــــــدركا وعقـــــــب الكـــــــريم خلّاص

    وفي موقف آخر يبدو أن رجال الطيب قد اختلفوا في ما بينهم بين الإقدام والإحجام ، وذلك لان الغارة التي ينتوونها محفوفة بالمخاطر وفرص النجاح فيها قليلة ، لكن الطيب يضرب صفحاً عن لجاجتهم واختلافهم ويأمر رفيقه أن يقدم " التمباك " انصرافاً عن الجدل العقيم لان هذا الذي يتجادلون حوله امرمفروغ منه في رأيه ، فما دامت محبوبته لن ترضى بعودته دون غنيمة فما عليهم والامر كذلك إلا أن يخوضوا تلك الغارة و" الكريم

    خلاص " والله هو المنجي

    الفخر عند الهمباتة :

    الهمباتي فخور بشجاعته وإقدامه ، صامد عند الشدائد والملمات حريص ألا يصدر عنه ما يكون وصمة عليه وعلى رفاقه وبناته ومحبوبته وهو دائماً " يطرا " يتذكر محبوبته في مثل هذه المواقف ، فخور بمصاحبة جمله ، معتز بمضاء سيفه وبندقيته .

    يحكي لنا الطيب قصة تتبعه لقطيع من الإبل بمنطقة وادي أبو سلم لا راع ولا رقيب لهن" صياب "يريد اقتناصها وطريقه دائماً وعرة المسالك خطيرة " زلقيب " لا يمكن أن يلحق به الجبناء ولا الشجعان ولا يجبن مهما واجه من تحدي :

    بــــــــاري لي بكـــــــــاراً بي اب ســــــــــلم صياب

    مطلقـــــــــات همل بين الدليـــــــــج والكــــــــــــاب

    زلقيب دربي أنـــــــــا المنـــــــــــــو الرجال بتهــاب

    ينقطـــــــــــع اللسان يافاطمـــــــة ابوك إن عــــــاب

    وفي ابيات اخرى يتحدث عن غزواتهم ويفخر بشجاعته وذيوع صيته في انحاء البلاد كما يفخر بسباته عند اللقاء:

    نـــــــــــــــــاس أب آمنة شدوهن مع الاوكــــــــات

    عقدو الشـــــــــورة من تقلي وعقيدن فـــــــــــــــات

    ابوك ياالزينة الخجــــــــــــــــّا المديريــــــــــــــــــات

    ابوك ياالزينة عكـــــــــــاز التقيلــــــــــــــة إن جـــات

    وفي الابيات التالية يفتخر بشجاعته واعتماده على بندقيته وحدها :

    اتوجهنـــــــــــــــــــا من دار دتــــــــــي* والبقـــــــارة

    وامسى يتاتــــــــي* بالقلعـــــة ام قرود لايســـــــــــارا

    واحدين يا أم عــــــــــروض مثل التيــــــــــوس تتبارا

    وواحدين فـــــــــــــازوا بالقصبــــــــة* البتوقد نــــــارا

    داردتي : غرب السودان ، يتاتي : يسير محاولا الاسراع ، القصبة : البندقية



    الليلــــــــة أم هلال امســــــــت سراتك تـــــــــــــــــــارا

    واسيـــــادك جواميــــــس الردف* والـــــــــــــــــــــدارة*

    إن حرت صنـــــــــاديداً تقابــــــــــــــــل الحـــــــــــــــارة

    وإن بردن نكـــــــــــــافيبن سوالــــــــــــف الســــــــــارة

    نكافيبن : أي نكافئ بهن

    هم حين يتجشمون المصاعب يفعلون ذلك عن مقدرة وبسالة ، واقيم النوق عندهم الردوف أي التي يتبعها ثَقبها" الثقب هو بلد الناقة " والدارة " الحامل " التي اوشكت أن تضع حملها ، ومن اجل هذه النياق يخوضون المعارك الضارية ، فاذا ظفروا بها كان ذلك من نصيب محبوباتهم حيث المتعة واللهو والانفاق بسخاء ، اما إذا استرجعها اصحابها فلا يعني ذلك انهم ليسوا شجعان .

    وعلى طريق ابوحمد حيث تمر القوافل إلى مصر يترصدون القافلة التي تمر عابرة حتى إذا ما التقوا بأصحابها اخذوها عنوة واقتدار:

    الولد البجــــــــــيب كمـــــــــــش النقــــــو* مُوهيـــــــن

    سايم دمــــــــو في وقت الحــــــــديث مـــــــــــــــــطيّن

    غصبـــــــــــاً عنو يـــــــــا الساحـــــــــر نســــوقن بيّن

    النقو : النوق ومفردها ناقة

    فما أن يفوزوا بغنيمة من الإبل حتى يقتادونها إلى السوق بعيداً عن موطنها الاصلي ، بعيداً عن انظار الانجليز " الحُكّام " وهنالك يبادر تجار الجمال من عرب العليقات " اسم قبيلة " بالشراء ، اما غيرهم من الفقراء فوسيلتهم إلى ارضاء محبوباتهم أن يذبحوا لهن الديكة :

    واحديـــــــن في البيـــــــــوت بي ديك جداد رضـــــــــــوهن

    واحديـــــــــــــــن بالخلا والفيـــــــافي نفـــــــــــــــــــوهن

    بلد الانجليــــــــــز عقبنـــــــــو ماشــــــــافــــــــــــــــــوهن

    وقفن زومـــــــــــــة ياطــــــــــه العليقـــــــــات جوهـــــــن

    سخريتهم من العاطلين :

    كثيراً ما يسخر الشاعر من المتبطلين الراضين بحياة الذل والفقر، مفاخراً اياهم برفاقه الشجعان واصفاً الهباتي بأنه " الولد " الذي يسري الليالي واضعاً ساقيه واحدة فوق الاخرى على ظهر جمله " ابو قوائم " ، وهو يحمل قربته " وعاء يوضع فيه الماء يصنع من الجلد المدبوغ " ، كما يحمل ذلك النوع الفاتك من السلاح " أب كسرة " فشتان ما بينه وبين الخاملين " ناس يمه " الذين لاهم لهم غير أن يطالبوا امهاتهم بالمزيد من الطعام :

    ولداً بطبـــــــق المســـــــــــــــرى فوق المســــــــــــــرى

    يخلف ساقــــــــــو فــــــوق ضهــــــر ابوقوائم ويســـرى

    حقــــــــــب قربينـــــــو فوق جربانـــــو خت ابكســـــــرة

    فرقــــــــــــاً شتـــــــى من ناس يمــــــــه زيدي الكســـرة



    كما يسخر من المتأنقين الذين لا فخر لهم غير نظافة ملابسهم ولف عمائمهم ، وتسخر منهم الفتاة الجميلة ذات "الشلوخ العوارض" هيهات لمثل هؤلاء أن يكون شأنهم كشأن الصناديد من امثال الشاعر و الهمباتة الذين عادوا ظافرين إلى محبوباتهم اللائي ليس لهن شغل غير احصاء الايام التي تغيبوا فيها عنهن شغفاً وكلفاً بهم :

    ناس قدّر الله بـــــي الحلة مكبريـــــن عمامـــــــــــــــــــــن

    عدمـــــو الصيبــــــة والزول ابعــــــــوارض لامــــــــــــــن

    اندرجو الصنـــــــــاديد والضـــــــــــــرير قدامـــــــــــــــــن

    نوو العــــــــــــودة لي المسكــــــــن عواد ايامـــــــــــــــــن

    الصيبة : الصواب والعقل



    ومقارنة اخري بين هؤلاء واولئك يسوقها الطيب ليبين الفارق الكبير بينهم فبينما هؤلاء لا شغل لهم غير البطالة والسعي بالنميمة نجد اولئك يقطعون المسافات في اسفارهم إلى غرب السودان والمناطق النائية ، وهم لشجاعتهم وحسن بلائهم يبقون الساعات الطوال على ظهور الجمال ، ثم انهم لا يتهيبون قتل خصمهم إذا أصر على تحديهم ::

    واحديـــــــن في البيــــــــــــوت متل الكلاب الشـــــــــــــول*

    قاعدين لـــــــــــي مشاركــــــــــة الحديث والقـــــــــــــــــول

    وحديــــــــــن في الغـــــــــــــروب يا شمـــــة تامين حــــــول

    كســـــــــــــر فــــــــــــوق دبابيكـــــــــــن يكتلـــــــــو الزول

    الشول : الوالدة

    تجوالهم في انحاء البلاد :

    الهمباتة لا يتقيدون بحدود فكل الارض قاصيها ودانيها عندهم مورد مباح ، فمرة نجدهم في كثبان كردفان وتارة في جبال التاكا أو صحراء العتمور واخرى في غابات الدندر أوعلى نجاد البطانة ووديانها بحثاً عن الإبل اينما حلت سواء في الشرق والهوج " الغرب " وفي ذلك يقول الشاعر :

    ابوك يـــــــــــــاالزينــــــــــــة عكاهن* قبض في روســـــن

    الهوج* والشـــــرق فوق العواتـــــــي* بكــــــــــــــــــوسن

    سروجنـــــــــــا الغلّبن صايـــــــــــح القماري حسوســــــــن

    نوو العودة لـــــــــــي الغالـــــــــي ورفيع ملبوســـــــــــــــن

    عكاهن : استشارهن ، الهوج : الغرب ، العواتي : القوية

    ويحكي الكثير من هؤلاء الهمباتة مغامرات لهم بين مختلف القبائل ، فهم مرة يغزون قبائل الهدندوة والبشاريين في شرق السودان ومرة يتجهون إلى الدندر والرهد :

    الدنــــــدر* كـــــــــــــــَرَب*ْ كيــــــــــــــف القُعاد والراحة

    ابقِــــــــــي لَزُمــــــــة يا بكيرة البـــــــدو السرّاحـــــــــــة

    ومرة اخرى في اقصى الغرب :

    إتــــــــــــــــوجّهنا من دار دتّـــــــــــــي* والبقــــــــــــــارة

    وامســـــــــــى بتاتي* في القلْعـــــــة أم قُرود* لا يســــارة

    دار دتي : غرب السودان ، يتاتي : يسير مسرعاً

    يصف الشاعر تجوالهم في منطقة غرب السودان " داردتي " ورحلاتهم فيها وكيف تسير ابلهم مسرعة لبلوغ تلك المناطق " القلعة أم قرود " .

    ومرة ثالثة في منطقة الفونج :

    شقّينــــــــــــا البلد لـــــــــــي الدالــــــــــــي والمزمــــــوم*

    واخيراً يطيب المقام عند الزبيدية " الرشايدة " في شرق السودان :

    مايقســــــــــــــن* دروب نـــــــاس عايدة بت عوّاد*

    يتمنى الشاعر أن تكون رحلاتهم إلى شرق السودان حيث تقطن قبيلة الرشايدة خالية من الاخطار " مايقسن " ودرب هو الطريق وقد اشتهرت تلك القبيلة بحيازة الإبل .

    مواجهاتهم مع رجال الحكومة :

    لعل اكثر ما كان يغض مضاجع الهمباتة هو ملاحقة رجال الحكومة من الهجانة الذين لا يفتئون يتعقبونهم ويتربصون بهم الدوائر حتى إذا ما التقوا دارت بينهم معارك حامية كانت الغلبة فيها للاصدق عزما الحريص على النصر ، وكانت الغلبة دوماً للهمباتة . وتستمر المطاردة والملاحقة من قبل " الشرطة " حتى رسخت كراهية الهمباتة لهؤلاء الرجال فاسموهم " كلاب الحر " سخرية منهم لانهم لا يصمدون عند لقائهم ، فهم حالما يشعرون بالخطر يقفلون راجعين متعللين بشتى الأعذار ، فهم لذلك اشبه لديهم بالكلاب التي لا تستطيع أن تعدو خلف فريستها في النهار الغائظ ، فسرعان مايدركها العطش فتتفيأ اقرب ظل وتظل تلهث حتى تنجو الفريسة :

    الليــــل امســـــــى كلب الحـــــــــر بجض* بارينــــــــــــــا

    عقبـــــــان* السمــــــــــائم عكــــــــرن صافينــــــــــــــــــا

    نَتِلّ القــــــــــــــود* على الزول الخليقتـــــــه حسينــــــــــا

    ياليــــــــــــــــل غادي في بلـــــــــــد أم فلـــــــــج ما جينـــا

    بجض : يدأب ، عقبان : ثم أن ، نتل القود : نحمس الجمال

    وهم في مواجهتهم لرجال الشرطة من ناحية وزعماء العشائر من نظار وعمد من ناحية اخرى يقفون في صمود غير مبالين بهؤلاء وأولئك ، بل تذهب بهم الجرأة والتحدي إلى الاغارة على إبل النظار والعمد انفسهم :

    حكــــــــــــم القبطــــــــي* والعمد العلينــــــا غـــــــــوادر

    مـــــــــــابنتـــــــــوب بلا حكــــــــــم الإله القــــــــــــــــادر

    ناقـــــــــــة العمــــــــــدة ود كرار بــــــــــــــراه* النــــاظر

    الحـــــــــي مننــــــــــا يكـــــــــربت* قرانــــن* ســــــــادر

    القبطي : الانجليزي ، براه : ذاته ، يكربت : يسرع بهن ، قرانن ، الإبل المربوطة إلى بعضها البعض .

    وحين تصل بهم الجرأة مداها يتحدون المدير الانجليزي فيقول له الطيب ود ضحوية اني انا القائد :

    ابـــــــــــــوك ياالزينــــــــــة بي درب الدراهم هافـــــــــــي*

    أنا يا المستر ابو فاطنة العقيد* الشافي

    مســــــــك القايـــــــــدة تمســـــــاح الدناقلــــــــــة مقافـــي*

    نــــــــــــــوو العودة لــــــــــــي زولاً حنيـــــــــن مو جافـي .

    هافي : جشع ، العقيد : القائد ، مقافي : مولي

    قيمهم وتقاليدهم :

    على أن لهؤلاء الرجال مهما اشتطوا في تمردهم على القانون والعرف والتقاليد السائدة ، لهم ايضاً قيم وخلائق حميدة ، فهم يرعون حق الجوار ويتعففون عن الخوض في الاعراض ويهبون لنجدة المستغيث ، وحتى في ممارستهم للنهب يتقيدون بتقاليد لا يجوز خرقها أو تجاوزها ، وهم رحماء بينهم ،يشفقون إذا اصاب احدهم مكروه كل ذلك مسجل في اشعارهم ، يقول الطيب ود ضحوية :

    نـــــــــــــاس قدر الله قاعــــــــــــدين في الفريق ما بخترو*

    من كبــــــى وكشف حـــــــــال الحريــــــــــــم مـــــــــابفترو

    أنـــــــــــا البختــــــــــــــر براي اسد الرضيمـــــــــة* بنترو

    صاحبـــــــــــي إن ضلا ما بفشـــــــــاه ديمه بســــــــــــترو

    ما بخترو : لا يغتربون ، الرضيمة : الغابة الوعرة

    يقول الشاعر : التبطل والبقاء في المنازل دون عمل وتتبع اخبار النساء والاطلاع على احوالهن ليس ديدنهم ، فقد اتخذوا لانفسهم سبلاً اخرى وهي سلوك الطرق الوعرة المحفوفة بالمخاطر ، إن احدهم ليسافر منفرداً إذا دعت الحال ولا يغير طريقته مخافة الاسد الرابض في " الرضيمة " بل ينازله ويقضي عليه ، كما انه حافظ لاسرار اصدقائه غافر لزلاتهم ، وقد يدفعه وفاءه هذا أن يتجشم المصاعب ويعرّض حياته للهلاك وما ذلك الا التزماً بمبدأ الهمباتي الذي لا يعرف الغدر والخيانة لاصحابه :

    الخبـــــــــر البجيـــــــك الصديق مقفـــــــــــــــــــــــــل جوة

    حالــــــــــــف ما افوتو حتـــــــــى إن وقــــــــع فـــــي هوة

    عنــــــد حالــــــــــــة الدرك* مابنســـــــــــى شرط الخـــوة

    كبّـــــــــــاس للدهم* فوق البــــــــــقول يا مـــــــــــــــــروة

    الدرك : الخطر ، الدهم : المصائب

    والهمباتي حريص على عرضه وعرض جاراته عفيف بعيد عن الدنايا ولا " يعقب يحل الصرة " أي انه لا يسرق المال زد على ذلك أنه كريم لا يخفي زاده أو ماله عمن يسأله وفي هذه المعاني يقول الطيب ود ضحوية :

    ما بتبــــــــــن* الجـــــــــــارات اخــــــــــــون الحُــــــــــــرة

    مانـــــــــــــــــي دغـــــــــــــور* بيوت بعقب احل الصـــــرة

    ساوي ضــــــراعي للفــــــــارس العنود* ومشـــــــــــــــرا*

    بازل مـــــــــــــالي لي القاصــــــدني قـــــــــــــــاعد بـــــرا

    مابتبن : لااتجسس ، دغور : ولوف ، العنود : العنيد ، مشرا : الشرير

    ويقول ايضاً :

    مابتــــــــــبن الجــــــــــــــارات اخونــــــــا وليتــــــــــــــــي*

    مانـــــــــــي دغـــــــــــور بيــــــــــوت الناس بتكره جيتــــي

    ساوي ضراعــــــــــي للفارس البقـــــــــول ضميتـــــــــــــــي

    بازل مالــــــــــــــي للاخوان بعرفــــــــــــو حنيتـــــــــــــــــي

    وليتي : جمعها ولايا ويقصد بها المرأة أو الزوجة



    ومن تقاليدهم في الاغارة والغزو الا يعتدوا على القبائل التي تربطهم بها علاقات حسنة ، كما لا يجوز لاحدهم أن يقتنص " الهاملة " من الإبل التي ضلت عن قطيعها فليس في هذا الفعل أي بسالة أو مجهود وهو يعد عندهم سرقة صريحة وعلى الهمباتي أن يأخذ المحصنة المحمية من الإبل ، وجاء في هذه المعاني :

    الزول البـــــــــدور مـــــــــن البــــــوادي ضريبـــــــــة

    يبقــــــــــــى موارك الغربــــــــة ويبعد الريبــــــــــــــة

    مـــــــــــــايتدنى لي الهاملــــــــة البشوفــــــــا غريبــة

    الا السيــــــــــدا في الدنــــــــــدر مسيـــــــــــلا زريبـة

    كما أن الهمباتي سريع الاستجابة للتحديات يخف إلى نجدة المستغيث ونسوق هذه القصة التي تبرز تلك المعاني بجلاء :

    قتل احد افراد قبيلة الخواوير " الكرار " اخ "الطيب" غدراً وخيانة ولم يعلم احد بالحادث ، ولكن " بت ريا " احدي نساء الخواوير راحت تفخر بالقاتل وتتغنى وتهجو الطيب وتعيّره بعدم اخذ ثأر اخيه قائلة :

    الجنيـــــــــــــات جميــــــــع مفقودكــــــــــــــم الكـرار

    ضُـــــــــلعو يطقطقــــــــــن تحت الهشيم والنـــــــــــار

    وينــــــــــــو الطيب القلتـــــــو بجيب التــــــــــــــــــار

    يسلــــــــــم لـــــــــي علـــــــى العدمكــــــــــــــم الدوار

    وتبلغ الابيات مسامع الطيب فيعرف أن قاتل اخيه هو هذا المدعو "على" ويستشيط غضباً ويهيئ نفسه للاخذ بثأر اخيه ويرد على استفزاز المغنية بالابيات التالية حيث يعلن فيها عن استعداده للاخذ بالثأر مضاعفا :

    أكل الخلفــــــــــة وعقـّــــــــب علـــــــــى البكريــــــــة

    وشمــــــــــخ الحوري لــــــــــي بعصت عـريب بت ريا

    كان مـــــــــــا وجّب الباكيــــــــــات وخلف الكيـــــــــــة

    قولت ابو فاطنـــــــــــة يا الصادق خســـــــــــارة علي

    ولعل خير مثال لتعاطفهم وتراحمهم في مابينهم مايحكى عن أن احدهم قد مات وترك زوجته واطفاله وليس لهم عائل ، فزارهم الطيب في يوم من الايام فوجد حال المنزل بائسة وسروج الجمال مبعثرة والمنزل مهمل وقد تضعضعت اركانه وانحلت اطنابه فتألم وبكى لهذه الحال و انشد :

    الــــــــــــولد البرضــــــــي النيــــــــــــــــــــه مو نوام

    حقب قربينـــــــــــــه فوق ضهــــــــــر المسري* وقام

    اندمــــــــــــــــرن سروجــــــــــــــــو وكملــــــــن الايام

    وتشلـــــــــــــع ستـــــــــــــار القبلـــــــــــــــــة من قِدّام

    المسري : سنامه عال

    صفاتهم النفسية والجسدية :

    يتميز الهمباتة بصفات نفسية وجسدية ، ففي الناحية النفسية نجد انهم جميعاً يستهينون بالحياة في سبيل تحقيق اهدافهم ، والموت عندهم امر لا مفر منه ، ومن شعرهم في هذه المعاني :



    الولـــــد البِدور فـــــــُوق القبيلــــــــــــــــة يشَكـر

    بخلــــــــف ساقـــــو فوق بلد العدو ؤيتْـــــــوكّر*

    أمّن جـــــــاب رُضْوَة* البَهَم* اللهيّجـــو* مسَكّر*

    وآمـــــــا اب صلعة* فُوق ضلّاعو تيتل* ؤكَرْكَرْ*

    الوكرة : المكان الموحش ، رضوة : رضى ، البهم : يعني بها الصيدة الصغيرة ، اللهيجو : اللهيج تصغير لهجة ويعني الحديث ، مسكر : حلوٌ عذب ، أب صلعة : كناية عن الصقر ، تيتل : مشى في كبرياء ، كركر : احدث صوت .

    ومنه :

    الولــــــد البدور في قفاهـــــــو* ما يتشَنــّف*

    اللحجـــــم* قُجة* اللشَق* الطويل ومقنّـــفْ*

    أما يجيب رُضــــى السمتانة* ما بتخنّـــــــف*

    ولا أم رُبـــــة لا حولين* تَكوفتُوْ* مَصَنّـــف ْ*

    القفاء : مؤخرة العنق ، شنف : اعاب ، يحجم : من حجم يعني يربطه عن مؤخرة الرأس ، قجة الإبل ذروة سنامها اللشق : من لشق طافة الجمل أي رفع الخشبة التي يوضع عليها السرج فوق سنام البعير لتستقر ، قنف وأقنف : مرفوع الرأس ، السمتانة : المرأة الطيبة السوية ، حنف : لام ووبخ ، حولين : عامين ، كوفت الشعر : ضفره ضفراً غير متقن .

    فهذا هو المبدأ ، نيل شكر القبيلة وثنائها ورضاء المرأة أو الموت ، فليس هنالك مجال للحلول الوسط في حياتهم .



    ومن مظاهر قوتهم النفسية عزوفهم عن الاعمال التي يرون فيها صعفاً وهواناً ، وقد عبروا عن هذا في شعرهم ، واكثر الاعمال التي تعرضوا لها بالتحقير والإستهجان الزراعة ، ذلك لانها البديل المباشر لحياة الرعي سيما منهم من عمل بها :

    يقول الطيب ود ضحوية :

    الليلـــــــــة التِّغمِّد* ياحســــــــــن* مفقــــــود

    كِتـــــر قلِّيبي فوق لوُزْ التّبس* والعـــــــــُود*

    كان مـــــــــي قسمة* يا الدِّقة الوضيبه* يقود

    ما خَسّنـــــا* بي زراعة وِديْ مسعـــــــــــود*

    التغمد : النوم ، حسن : رفيق الشاعر ، التبس : القطعة من الزرع ذي الساق حين يقطع ويجفف ، العود : الغصن

    ويقول ايضاً :

    كم عتمــــــــــرتبن* فوق قُجـــــــــــة العَبّادي*

    وكم غَوّصْتلـــــــن* من الدنـــــــــــادر وغادي*

    كان مي قسمـــــــة يا الدِّيقة أم قريناً نــــــــاديْ*

    ما خسّانــــــــــا بي زراعــــة الفَشَقْ* والوادي

    عتمر : ضرب في الصحراء ، العبادي : الجمل ، غوص من غاص في الماء ويقصد البُعد ، غادي : بعيد ، قرين : تصغير قرن وهو الشعر ونادي من الندى ، الفشق : لعلها من الفاشوق وهو جزء من الساقية .

    ويقول احد همباتة قبيلة الحمر :

    من جِرنبــــــــــــــان* قُمنـــــــــــــــــا جماعــــة

    عقدنــــــا الشورة صدر القُوز قُصــــــاد القاعة*

    البَكرة العليهــــــــــــا الطَقّة والطُبّاعـــــــــــــــة*

    أنا بعيش فيهــــا سيبك* من هموم وزراعــــــة

    جرنبان : بلدة في منطقة الحمر بكردفان ، القاعة : مكان بعينه ، الطقة والطباعة : وسم لقبيلة معينة فلكل قبيلة وسم معين تضعه على حيواناتها من إبل واغنام وغيرها . سيبك : دعك .

    ولم يقف الأمر على حرفة الزراعة وحدها ، بل حظيت اعمال اخرى بهذا النوع من التحقير . يقول الطيب ود ضحوية :

    أنا ماني* التنبل* أل في البيت صنعتي حليب*

    بدور الشــــــــَّدة فوق إبلاً شوافـــــي* ؤنيب*

    إن حضــــــــرّن نخُت الشكــــــــــرة ما بنعيب

    وإن بردن نكافيبــــــــن* سوالف* أم طيـــب*

    ماني : لست ، التنبل : القصير القامة البليد الكسول ، الحليب : من حلب الشاة إذا اخرج ما في ضرعها من لبن ، الشوافي : قويات ، نيب : جمع ناب وهي الناقة المسنة ، كافى : جازى ، سوالف : جمع سالف وهو ماتقدم من عروف واحسان ، أم طيب : المرأة المتعطرة .





    ظروفهم في الحبس :

    لقد كان من الطبيعي أن يقع رجال هذا حالهم في قبضة الحكومة وأن يسجن بعضهم ، فلابد أن يخطئ احدهم التقدير فيترك اثراً يدل عليه فيأخذ إلى السجن جزاء ما اقترف .

    جلس الشاعر مرة في الزنزانة يترنم بالدوبيت فقال :

    اللــــــيلة السجـــــــــــــن جاب انكتامــــــة وحــــــــــرا

    نمّـــــــــن جرارقو* حدث لـــــــــــي الجنين* الــــــــبرا

    سحـــــــــــــار الغــــــــــــــروب راجينا كاضم الجـــــرة

    بلحــــــــــــق بيك مــــــــــراح حسب الله وين ما خـــــرا

    لمّن : الى أن ، جرارقو : معاوده ، الجنين : الرجال

    يقول الشاعر أنه لم يكن ليأبه بالسجن مهما لاقى فيه من معاملة غير كريمة وما يكلف به من أعمال شاقة لكسر شوكته وإذلاله ، وكان يقابل ذلك بسخرية وجلد وهو واثق من أن الايام لاتلبث أن تنقضي فيخرج بعدها اشد بأساً واعظم سطوة ليتابع مع رفاقه غزواتهم التي لا يثنيهم عنها غير الموت، وهو يتوعد ذلك الرجل الغني صاحب الإبل بأنه بمجرد خروجه سينهض ليلحق بى ذلك المراح الكبير " مراح حسب الله " والمراح هو المجموعة من الإبل .

    اما في الابيات التالية فيسخر من إجراءات السجن والمحاكمة التي يتعرض لها ، كما يصف الزنزانة ورقاده على "النمرة "، و يفخر بذيوع صيتهم وشهرتهم التي طبّقت الآفاق :

    رقـــــــادي النمــــــــــــرة والباب العلـــــــي مقفــــــول

    واخــــــــذوا البصمــــــة ومقاييس العــــــــــرض والطول

    دي النـــــــــادرة العــــــــلوانة لااستنبــــــــــــــــــــــــول*

    خرب ايدينـــــــــا يا شمـــــــــــــــة وجرايد الغـــــــــــــول*

    استنبول : مدينة بتركيا ، الغول : اسم بعيره

    وحينما يطول به امد الحبس وتضيق به الحال يعلن توكله على الله واذعانه لامره :

    زنزانــــــــــة الرمــــاد قاطعــــــة البصيـــــــص والضوء

    وفيهـــــــــــا مسجنيـــــــن ناســـــــاً اسوداً حـــــــــــــو*

    ارجــــــــــــــا البـــــــاري شـــــــن مايريـــــــد عليك يسو

    وإن وقـــــــــــع القـــــــدر تلقانــــــــا يابسيــــــن كـــــــو*

    حو : خالط سوادهم حمرة ، كو : إشارة لصلابتهم .

    أحيانا يلجأ للسخرية من حياته داخل السجن ومن الأعمال التي يكلف بها :

    رقــــــــــادي بـــــــــــــــلاط وسيـــــــــخ متعـــــــــــارض

    وقــــــــــــافلنو علــــــــــي من النسيـــــــــم البــــــــــارد

    يا عــــــــــــايد البلـــــــــد قول لام وريــــــــدا*ً شــــــارد

    كــــــــــــــل ما يشق حَمــــــــــــار* شايل جرادلي ووارد

    ام وريداً شارد : البضة ، حَمار : الشفق ، شايل : حامل ، وارد : الورود هو جلب الماء من النهر او نحوه .

    وإذا ما أخذ صديقه يتذمر ويشكو حاله في السجن يوبخه ويطالبه بأن يتحلى بالصبر ولا يضعف ، وعليه أن يتذكر محبوبته لانها تنتظر عودته :

    يومــــــــــــــاً في السجن يومــــــــــــاً رقاد متحـــــــــدر

    ويومــــــــــاً بالصفـــائح للبحــــــــر بنبــــــــــــــــــــــــدر

    القيــــــــــد والحبـــــــس قط للقـــــــلب ما بـــــــــــــــودر

    اطـــــــــــــرا اللينــــــــــــة يا طــــــــــه العزيـــــز لا تودر

    بنبدر : مبكرين ، بودّر : يُنسي ، اطرا : اتذكر

    المرأة والناقة في شعره :

    المرأة هي ثاني الموضوعات التي يهتم بها الهمباتي بعد اهتمامه ببعيره ، فالجمل هو رفيق غزواته ومنجيه من المهالك ، وهو صبور يحتمل الظمأ كما يحتمل السير في وقت الهاجرة ، كما انه كاتم سر الهمباتي ، لذا نجده يشركه في احتفاله بالنصر كما يقاسمه الفخر ويعزو إليه أسباب النجاح .

    اما المرأة فهي مصدر عزائه وسلوته ، فهو يعلل النفس بلقياها إذا بعدت به الشقة واغترب ، ويضع بين يديها جميع ما غنم من مال لذلك فالمرأة والجمل صنوان متلازمان في شعره .

    ويحكي الشاعر في الابيات التالية أنه كان يسير في الظلام الدامس فوثب جمله عن الطريق في ذعر ، فأخذ يتساءل هل هذا الذعر نتيجة سماعه لخشخشة إبل مقيدة بالحديد أم أنه مجرد خوف من حلكة الظلام ؟ وهنا تطوف بمخيلته صورة محبوبته ذات الشفاه الزرق ، فيقول أنها المتسببة في تعب " الغول " وبلواه والغول هو اسم بعيره ، فمن اجلها يغزو به حتى صارت اقدامه مثل أيدي الرجل الذي يملأ القربة من ماء الحفير في خفتها وسرعتها " واحدة تدوبي واحدة تكيل " :

    الليلـــــــــــــــة الغول بــــــــــــــدا* لو جفيـــــــــــــــــل*

    نقــــــــــرة قيد* والله خوفــــــــــــاً من دمـــــــاس* الليل

    الزول* البراطمـــــــــــــو* محبّكــــــــــات بالنـــــــــــــيل*

    خلّا* جـــــــــــــرايده* واحدة تدوبـــــــــي واحدة تكيــــل*

    بدالو : بدأله ، جفيل : جفلت الدابة وثبت ، نقرة قيد : صوت صلصلة الاصفاد ، دماس : ظلام حالك ، الزول : الشخص ، براطمو : شفاههو ، محبكات بالنيل : بخضوبات باللون الازرق ، خلّا : جعل ، جرايده : ارجله ، تدوبي وتكيل : اشارة للسرعة .

    ولا تبرح صورة محبوبته خياله فنراه يتمثلها حتى في سير جمله وارقاله ، فعندما يرى جمله يخب به في ايقاع منتظم تخطر بذهنه صورة فتاة جميلة اجادت فن الرقص على ايقاع " الجابودي " او " الحمبي " " نوع من الرقص الشعبي " وهو من فوره يأمر بعيره بالاسراع نحوها متذكراً شعرها الكثيف الطويل وحديثها الهادئ الرزين " مو تقزي " :

    الدلاك عــــــــــلى الدجيــــــــــــــــج* والـــــــــــــــــــدي*

    تقـــــــــــــول فارســــــــــــة حريمـــــــاً باتعة في الحمبي*

    اجبــــــــــد السير* علــــــــــــي أم شلّاخ* سمحــــــــة الـــزي

    سابل* ديســــــــا* راســـــــــي* حديثــــــــــا مو تقـــــــــــزي*

    الدجيج والدي : السرعة ، الحمبي : رقص شعبي ، اجبد السير : اسرع في السير ، أم شلّاخ : ذات الشلوخ ، سابل : منسدل ، راسي : رزين ، مو تقزي : ليس هرجا .

    اما الابيات التالية فتحكي قصة لقاء الطيب باحدي الفتيات واعجابه بها ، وقد كان يجلس معها في لحظة طرب ومرح حينما ادركهما " الفزع وهي المطاردة من قبل الشرطة او اصحاب الإبل المنهوبة " ولكنه لم يأبه لذلك ويطلب من الفتاة ان تستمر في ما كانت عليه من طرب ورقص لثقته من أنه قادر على هزيمتهم إذا حاولوا الإعتداء عليه :

    ما يهمــــــــــك فزع ناساً كتـــــــــــــــــــار منهنــــــــــــدة *

    زوزي ونسّفــــــــــــــــــــي اللاعند* الفنايــــــــــــد* نّـــــــدا

    يعجبــــــــك عوسنــــــــــــا* وكتين الضـــــــــراع يتمــــــدّا

    عودي الرقصـــــــــــــة عقبـــــــــــــان السمــــــــا الينقــــدّا

    منهندة : متجمعة ،اللاعند : الذي يصل حتى ، الفنايد : العجُز ، عوسنا : فعلنا، الضراع : الزند ، السما : السماء



    وفي الابيات التالية يخاطب جمله الذي لا هم له غير انتقاء الافرع الباسقة الخضراء ، اما هم فلا يرتاحون ولا يريحون اصحاب الإبل ، وقد زادهم عناء إلى عنائهم شوقهم إلى محبوباتهم ، ويذكر محبوبته ذات العنق الطويل " الباهي " والقوام المعتدل الخالي من تعقيدات السمنة المفرطة :

    بالك فاضــــــــــــــي في روبة* الفـــــــروع بتنقــــــــــــــــد

    ونحـــــــــــــــن نهاتـــــــــي* لا بنرقـــــــــد ولا بنرقــــــــــّد

    الخلانـــــــــــــي دون النــــــــــاس بقيت متسقّــــــــــــــــــــــد*

    فُرق العنقــــــــــــو باهــــــــــــي ودوفــــــــــــو مو تعقــــــّد

    الروبة : القِمة ، نهاتي : نتكالب ، متسقّد : مساهر: مُسهّد ، العنقو : عنقه ، دوفو : قوامه .

    وفي احدى رحلاته العديدة يتذكر محبوبته " سلمانة " التي طالما تغنى بها وهام بها وقد كانت تهب عليه نسمات " الدعاش " او الزيفة وهو هواء فصل الخريف ، فيقول أن " سلمانة " التي فاقت جميع أترابها انوثة وجمال شديدة الثقة بفتنتها ومدى تأثيرها عارفة لقدرها عنده :

    وين سلمــــــــــــانة وين ديفــــــــــة المعيز الجبـّـــــــــــــــــــر

    والزيف هبــــــــــــــا ياعاشـــــــــــــق أم خدود اتصَبّـــــــــــــر

    الكــــــــــــــــال مدو زائد فــــــــــوق ندادتو وشَبّـــــــــــــــــــر

    الفـــــــــــــــوت هيلــــــــــــــو عارف عزه ما بتنبّــــــــــــــــــر

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de