THE AFRICAN MUSIC BIOGRAPHY

الأخ عيون الحرية..تحية طيبة

لا أخفي عليك فقد رفع تشجيعك من معنوياتي...المشكلة يا أخي أن تجربتي مع السودانيين (الشماليين بشكل عام) أنهم لا يستمعون للموسيقى الأفريقية، مثالا عندما ذهبت للسودان لم أكن أسمع الموسيقى الأفريقية إلا في بيتنا أو عندما أذهب إلى السوق العربي أو حيثما يتواجد الأخوة الجنوبيين بكثرة، و عندما ذهبت إلى الخليج وجدت الناس لا يستمعون سوى للأغاني العربية و الأمريكية (بالنسبة للشباب)، و عندما حضرت هنا إلى أمريكا و جدت كل الناس (من حولي من الشباب عامة) ليس لديهم حتى الرغبة في سماع جديد...و لا يسمحون بغير الموسيقى الأميركية في بيوتهم و سياراتهم، حتى إن أصدقائي قد نبذوني موسيقيا إذا صح التعبير و وصموني بعدم الذوق مدى الحياة و حرموني حتى الفرصة للدفاع عن نفسي بأن أجعلهم يستمعون لما أستمع بتأني، أما كبار السن فلا مجال لغير الموسيقى السودانية لدخول آذانهم (عامة)

أعرف أن ذلك لا ينطبق على جميع الشماليين، فأنا شخصيا و لدت في عائلة تعشق الموسيقى الأفريقية بشتى أنواعها (مع التركيز على الغرب أفريقية لأسباب ربما أجد وقتا آخر لشرحها)، ومن هناك بدأت رحلتي منفردا في ذلك المحيط بعد أن تلقيت جرعات كافية للإنطلاق

الموسيقى الأفريقية تتميز بأنها حنونة كأهلها، نغما و كلمة، كما أنها تتميز عن الموسيقى العربية بتنوع محتواها، فتجد فيها الأغاني الإجتماعية بغزارة، و السياسية و الوطنية و الإنسانية و العاطفية بنفس الغزارة....حيث لا تجد ما ينافس الأغنية العاطفية في الحقل العربي...السودان كمكان إنصهرت فيه الثقافتين يتميز بوجود قدر من المساواة في المحتوى رغم تفوق الأغنية العاطفية نسبيا، لكن يكون الإستثناء في حالة موسيقى (الجالوة)من جنوب البلاد..حيث يختلف هذا النوع حتى عن باقي الموسيقى الشرق أفريقية و يميل لمشابهة الأسلوب الغرب أفريقي الناعم النغمة، و قد شرحت تشابه الأسلوبين في البوستات أعلاه

لا أعتقد أن بالإمكان أن أصف إلمامي بالموسيقى الأفريقية بالعميق، لكني أحب أن أبحت (أبحت و ليس أبحث) و أكتشف قدر ما أستطيع عن أي نوع موسيقى عندما أحبه، و لدي من المعلومات ما أحب أن أشاركه معكم هنا حتى أحس بأني فعلت شيئا لنشر هذه الموسيقى و تقديمها للعالم، فذلك واجب في إعتقادي الشخصي

أعتقد أني سأذهب للإسهاب في شرح موسيقى (الجالوة) في البوستات القادمة، و أطالب الأخ الموصلي بمساعدتي...فهذه أيضا موسيقى سودانية عريقة، و ربما أعود للكلام يشكل أعمق عن موسيقى الريجي و بوب مارلي (فذلك تخصصي الحقيقي) و مغني الريجي الأفارقة و إضافاتهم المميزة لهذه الموسيقى

أشكرك أخي عيون الحرية مرة أخرى لإعادتي إلى الساحة بعد تخاذلي...و لنا عودة إنشاء الله أذا تمكنت من جمع المعلومات الكافية عن موسيقى الجالوة