|
يا ناس واشنطن عوووك ممكن واحد يورينا الحقيقة
|
في ضوء مشاركتها مسيرات واشنطن المؤيدة لاسرائيل: هل من علاقة بين شارون وجون قرنق؟ حسن أحمد الحسن - واشنطن مسيرة الصهاينة التي انطلقت في واشنطن قبل أيام لتأييد المجازر ضد الشعب الفلسطيني وتعزيز سبل الهيمنة على الإرادة الرسمية العربية حملت ملاحظات مهمة ليست بعيدة عن الشأن السوداني المباشر.. أهم تلك الملاحظات مشاركة عدد من رموز الحركة الشعبية التي يتزعمها جون قرنق في تظاهرة اليهود الصهاينة، والمعروف ان هذه المظاهرة تهدف الى حشد دعم الكونجرس مادياً وعسكرياً لمعاونة الدولة العبرية على إبادة الشعب الفلسطيني ولم يرع هؤلاء الرموز أي كانت مبرراتهم إلاً ولاذمة بل أمعنوا في تشويه الوجه السوداني «العربي الافريقي» بغية ثمن بخس من منظمات اليهود والكنسيين المتطرفين. هذه المشاركة الوقحة تعكس تساؤلاً واضحاً حول علاقة الحركة الشعبية باللوبي اليهودى في أمريكا ومدى ما يمكن أن تشكله هذه العلاقة من خطورة على «أمن السودان القومي» بحيث يصبح الموضوع أكبر من المطالبة بحقوق متساوية لم تكن أصلاً محل خلاف بين السودانيين رغم محاولات استغلال الحركة الشعبية لهذه المطالب لقضاء حوائج أخرى بعيداً عن مصالح أهل السودان في الجنوب والشمال معاً. هذا الموقف أعطى لإتخاذه زعيم الحركة الشعبية ضوءاً أخضر يطرح أيضاً تساؤلاً حول استخفاف الحركة الشعبية بعلاقتها مع الدول والشعوب العربية التي طالما أكد عليها زعيم الحركة الشعبية كلما حل ضيفاً على القاهرة أو طرابلس أو غيرهما. وحول ما إذا كانت هذه العلاقة التي بذلت القوى السياسية السودانية الشمالية داخل التجمع الوطني وعلى رأسها الحزبان الكبيران في دعمها رغم شكوك هذه الدول العربية في صدقية الحركة الشعبية وصدقية تسامحها تجاه كل ما هو عربي أو اسلامي. والغريب في الأمر ان «جماعات من الحاخامات اليهود أنفسهم» شاركوا في التظاهرة العربية رداً على تظاهرة «اليهود والحركة الشعبية» منددين بممارسات شارون ضد الفلسطينيين ومطالبين بمحاكمته ومؤكدين مطالبتهم بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية جنباً الى جانب الدولة اليهودية في محاولة لتوصيل فكرة ان اليهود كشعب ليسوا ضد العرب أو المسلمين، ولكن الصهاينة والمتشددين الشارونيين هم وحدهم أولئك الذين تجب محاربتهم وإبعادهم عن حكم اسرائيل لما يسببونه من ممارسات قد تشكل خطراً على اليهود أنفسهم، ولم تضع الحركة الشعبية بالطبع اعتباراً حتى لعلاقات عادة ما تجمع بين القوى المطالبة بحقوقها الشرعية ولم تضع أي وزن لعلاقاتها العامة مع القاهرة أو طرابلس بل ولم تحترم حتى مشاعر السودانيين الذين خرجوا عرباً وغير عرب ومسلمين وغير مسلمين منددين بمجازر شارون التي لم يجد قيادات ومسؤولو الحركة الشعبية حرجاً يمنعهم من تأييدها ودعمها في ممارسة غير مسبوقة ومقززة.وكيف تستقيم دعاوى الحركة الشعبية حتى في الغرب بما تسميه انتهاك حقوق الانسان الجنوبي وقصف المدنيين وهي تروج له مع دعاوى الرق والتطهير العرقى مع تأييدها لقصف المدنيين الفلسطينيين بطائرات إف 16 والاباتشي وقاذفات الدبابات في نفس الوقت بل والسير في ركاب المتطرفين اليهود الذين تعرضوا لانتقادات حادة حتى في داخل الولايات المتحدة نفسها ومن بعض وسائلها الاعلامية التي غلبت على بعضها عوامل السبق الاعلامي والصحفي. لقد سمعنا في الماضي اتهامات عديدة لعلاقات يقوم بين يهود اسرائيل وبعض خطوط في الحركة الشعبية وكنا نعتبرها نوعاً من الحرب الاعلامية في تلك المرحلة حتى تكشفت الآن الحقائق حول هذه الارتباطات الآسنة وغير المقدسة مع كيان تغلب على المتنفذين فيه الدموية واستقصاء الآخر، فإذا كانت هذه المشاركة الآثمة هي ما انكشف تحت شمس واشنطن فما هي حقيقة الروابط والعلاقات بل والاتفاقات الخافية والخفية؟ هذه المشاهد تكشف في الواقع عن ماهية الأجندة الخفية للحركة والتي طالما رددتها بعض القوى والقيادات السياسية السودانية فمما لا شك فيه اليوم ان للحركة الشعبية علاقات وارتباطات واتفاقات مع دوائر كنسية متشددة ويهودية متطرفة وتحالف مع العناصر التي تجتاحها مشاعر سالبة ضد العرب والمسلمين في الوسط الاعلامي والسياسي وفي بعض منظمات المجتمع المدني الأمريكية. كما ان لها مظلة كنسية من كبار المتطرفين في الكونجرس والعديد من رؤساء الكنائس فيها يعرف «بتجمع كنائس السودان الجديد» في أمريكا والذي رتب لزيارة قرنق السابقة. هذه العلاقات والتحالفات لا يقابلها في الواقع قدر من الوعي الرسمي أو برنامج وطني يجمع الوطنيين في الشمال والجنوب لمواجهة الاختراقات المحتملة وطبيعة التحالفات التي بدأت تبدو شيئاً فشيئاً. والتساؤل المباشر الذي يمكن طرحه على مؤيدى الحركة الشعبية من الاخوة الشماليين قبل الجنوبيين ما هي المبررات العقلانية لوقوف الحركة الشعبية الى جانب الكيان الصهيوني بل الى جانب «مجرم الحرب» شارون كما يطلق عليه هنا في عدد من وسائل الاعلام الأمريكية ودعم مجازر ضد شعب أعزل يناضل من أجل حريته واستقلاله الوطني؟ وكيف «لحركة تحرير» ولو مجازاً أن تقف الى جانب تصفية شعب يناضل من أجل أرضه المغتصبة؟ وبماذا تبرر الحركة الشعبية هذا الموقف المشين؟ أما التساؤل الثاني فيطرح بالضرورة على «التجمع الوطني» في الخارج اذا كان هناك ما يعرف بهذا الاسم من كيان الآن كيف لفصيل منه أن يشارك في مثل هذا العمل المستهجن حيث تعتبر مثل هذه المشاركات مؤشراً واضحاً لعدم احترام مشاعر غالبية اعضائه حتى لو كان للحركة الشعبية ما يبرر تحالفها أو مساندتها للكيان الصهيوني ومجازر شارون ضد أهلنا في فلسطين؟ أيضاً فإن المؤشر الموضوعي الآخر هو في الاتجاهات المتباينة التي تحاول أن تتبناها الحركة الشعبية في مجال انتماءاتها الخارجية يتأكد تأييدها للكيان الصهيوني في اختلاف صريح مع اتجاهات السياسة السودانية كافة بما في ذلك مجموعات المواطنين الجنوبيين الذين اختاروا العديد من الدول العربية والاسلامية سكناً لهم والعيش بين شعوب هذه الدول تحت مظلة من الأمان واحترام المشاعر، وأخيراً هل آن الأوان لتقييم موضوعي وجدي في ظل هذه الوقائع لاتجاهات وارتباطات الحركة الشعبية باسرائيل؟؟ http://www.rayaam.net/araa6.html
|
|
|
|
|
|
|
|
|