|
الكاتب الرسام السوداني حسن موسى
|
السلام عليكم
لم أسمع به قبل أن أقرأ عنه في أحد أعداد مجلة المجلة لشهر فبراير 2002 رغم أن الكاتب أشار الى شهرته الطاغية..ربما لجهلي0 أحببت أن تشاركوني ما كتبته المجلة عن الفنان السوداني حسن موسى..وكم أعجبتني نماذج أعماله التى نشرتها المجلة، وياليتني كنت أستطيع أن أضيفها هنا، وهي عبارة عن رسومات أو تشكيلات لحيوانات وشخوص أعتمد فيها على الخطوط والحروف0
.......
لندن --- صلاح أحمد
يعرفونه في الغرب فنانا متميزا في معارضه التي أقامها مرارا وتكرارا في لندن ومدريد وكبريات المدن في فرنسا وألمانيا وأميريكا وكندا ويعرفونه أيضا من خلال مؤلفاته التي تقارب العشرين كتابا (أجملها تلك المؤلفة- المرسومة للاطفال من جميع الأعمار)..يعرفونه في قارته السمراء وفي آسيا، لكن اسمه ما زال مجهولا في العالم العربي0
الحديث هنا عن حسن موسى السوداني المولد (1951 بمدينة النهود في غرب السودان) الحاصل على الجنسية الفرنسية، وقد اشتغل هذا الفنان الكثير الانتاج بالفن والبحث في اسبابه وأغراضه منذ نعومة أظافره0 ولأنه أوتي موهبة الرسم والتلوين مقرونة بشهية مفتوحة أبدا للتنقيب في معناها، فقد فتحت له أبواب ظلت موصدة أمام العديد من المشتغلين بالتشكيل0
الحروفية كفن توصل حسن موسى، في فترة مبكرة من شبابه، الى "هوس" بالعالم كقيمة مرئية..بـ "جمال" الأشياء من حولنا..بـ "القبح" باعتباره "درجة في سلم الجمال" 0 وقد قادته هذه الرؤية في دروب عديدة متشعبة وصل به أحدهما الى معالجة "الحرف" عربيا كان أو صينيا، وعتقه من أسره "الصوتي" والمرور به الى حيث يسترد قيمته الجمالية المرئية0
هكذا يتيح حسن موسى للجمهور في باريس ونيروبي وطوكيو، على سبيل المثال، "قراءة" مكونات اللغة العربية باعتبارها قيما تشكيلية يستمد العقل غير العربي معانيها من جمال أشكالها. ولهذا فان لديه قناعة راسخة بأن الجمهور الغربي "أكثر قدرة" على رؤية جمالية من الجمهور العربي الذي "يقرأه" ، متيحا للسان وأذنيه "مزاحمة" عينيه في محاولتهمااستيعاب التشكيل البحت. والأمر نفسه ينطبق على العربي، الذي يرى في الخط الهندي، مثلا، قيمة جمالية لا تؤتى بسهولة للناظر الهندي نفسه0
تدريب بصري العربي اذن، يحتاج لتدريب عينيه على "الدفاع الذاتي" ضد "القراءة" والعبور الى "الرؤية البصرية" (مقابل الرؤية السمعية الكتابية)، للحرف العربي المخطوط. ولهذا السبب نفسه، يقدم حسن موسى في معارضه ما يسميه "العرض الحي": يأتي الجمهور فلا يستضاف باللوحات الجاهزة، وانما بالفنان نفسه يرسم "لوحات سريعة" بعضها مبني على الحرف العربي للجمهور الغربي خاصة، وأخرى قائمة على حرف صيني أو سريالي أو هندي او لاتيني لجمهور عربي أجنبي..من أجل قيمته التشكيلية ولا شيء سواها0
|
|
|
|
|
|
|
|
|