الزمن يجرى كالماء/عيسى الحلو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2002, 07:11 PM

wadazza
<awadazza
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزمن يجرى كالماء/عيسى الحلو


    الزمان يجري... كالماء

    عيسى الحلو

    الزمان.. هذه السيولة التي تجري كالماء.. لحظة مستديرة... تمتلئ بكل التاريخ.. الماضي والحاضر والمستقبل.. لحظة.. هي حركة تتراجع إلى الوراء.. وتتوقف لحين.. ثم تتقدم إلى الأمام.
    فلسفة الزمان.. تدرس هذه الخلية الحية في نسيج الزمان والتي نقتطعها من السياق العام لمجرى الزمان.. هي هذه اللحظة الآنية التي هي كثافة كل الزمان. ولكن من الصعب جداً أن تقتطع من جريان الماء نقطة ماء.. وتعزلها عن نسيجها.. وأن تعتبر أن الماء.. كل الماء هو هذه النقطة المستقطعة من جريانها ومن تماسكها.فالزمان في فكرنا الإسلامي هو خط دائري.. مجموعة نقاط تكون محيط الدائرة الذي ينفلق في النهاية على ذاته.. ميلاد واضمحلال وموات ثم نشور. فمثلما يعاني الناس من الزمان.. يحيون ويبلون.. فكذلك تفعل لحظات التاريخ الكبرى فالتاريخ عند مؤرخ مثل أرنولد تونبي هو الذي يعتبر أن اللحظات الكبرى التي تنجزها الحضارة هي نتاج تحديات تواجه الإرادة الإنسانية. أمام تحديات المستعمر صنع العرب والأفارقة استقلالهم، وأمام ذات التحدث أخذوا يحدثون أدواتهم ومناهجهم التي يمكن أن تبدع موقفاً حضارياً متقدماً.ومن تجليات هذا التحديث ما حاولت القصيدة العربية الجديدة إنجازه، أولا كانت القصيدة الرائدة في العراق (السياب- نازك- البياتي) ثم جاءت موجة (فارس- جيلي- فيتوري- تاج السر الحسن (ن السودان) وعبد الصبور وحجازي (مصر) وفي لبنان الستينات انفجرت قصيدة النثر.. (يوسف الخال- شوقي أمير الشعراء- أدونيس- توفيق الصائغ). كل تيارات التحديث هذه التي شملت الحياة العربية فجرت حيوية فكرية حارة... ما بين مبارك للحداثة وما بين رافض.. وكانت مساحة الرفض أكبر من مساحة القبول.. لأن الجديد لا يقبل بسهولة عادة.
    والآن أصبحت الكتابة العربية المعاصرة كلها تأخذ بموقف الحداثة.. بل أصبحت القصيدة العمودية تكاد تندثر تماماً.. واستجدت فنون كالدراما التلفزيونية والأغنيات المصورة، بل أ الحداثة أخذت كل شيء أمام تيارها الجارف.. وأصبح نقاد العرب على أن العصر الآن هو عصر الرواية.. فالورية العربية تسعى لأن تصبح هي ديوان العرب.. بعد أن كان الشعر هو ديوان العرب منذ الجاهلية حتى عهد قريب.سبحان الله.. ما الذي تغير؟.. أنه الزمان.. فلحظة التحديث تلك التي اشتعلت واهنة في البدء كعود ثقاب.. أخذت تشع وتغمر مساحات واسحة من حياتنا. إن رواد الحداثة العربية الإبداعية في السياسة والاجتماع والجمال.. قد مضوا ولكنهم مهدوا الطريق للأجيال لأن تبدع. فالإبداع ليس هو استحضار لحظة ماضية.. ولكنه هو استنباط حكمة الماضي.. وإعادة تشكيل الماضي في الراهن.. لا بمعنى تكرار الماضي.. ولكن بمعنى استلهامه.. بمعنى أن تستطيع رؤية إبداع الحاضر.. أن ترى هيئة الماضي التي تعيد صياغة نفسها في الحاضر.. فالحاضر يشكل نفسه بوصفه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.. ومن ثم فالحاضر هو الذي يتشكل في الماضي.. وليس الماضي هو الذي يتشكل في الحاضر. وهذا ما أكده سودانياً محمد عبد الحي في قصيدته (العودة إلى سنار).. وأيضا هو ذات اشيء الذي تؤكده رويات الطيب صالح.. إذ يرى الطيب صالح أن الأب هو ضحية الجد والحفيد.. الماضي والمستقبل.. فالأب يرمز للحاضر والجد يرمز للماضي والحفيد يرمز للمستقبل.. الأب هو اللحظة المتمثلة بأزمنتها المتناقضة.فقراءة الزمان وجودياً... كما فعل الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه العظيم (الزمان الوجودي) تعلمنا ألا نجعل اللحظة الراهنة الأب الضحية.. ألا نجعل اللحظة الحاضرة مستلبة بفعل لحظة ماضية ولا بفعل أماني لحظة مستقبلة.. أننا الآن.. هنا.. داخل الراهن.. داخل الحاضر.. كلحظة تحمل جذورها.. تحمل ماضيها.. وتحمل مستقبلها.. وما حاضر هذه اللحظة إلا تمظهر كل إمكانياتها التي تتفجر طاقاتها الإبداعية كلها هنا والآن وهي في ذات الوقت يمكن أن تقرأ كحاضر وماضي ومستقبل.. وذلك على اعتبار أن كل هذه الأزمنة هي إمكانات خبيئة قابلة للتفتح والتفجر والتحقق. ولهذا فالقصيدة.. ليست هي قصيدة.. وكفى.. ولكنها لحظة كاملة تمتلئ بكل هذه الحقائق التي هي تجليات التاريخ والحضارة.. هي جهود لإجابات أسئلة التحدي كما يقول (تونبي).وبما أن المبدع.. أي مبدع هو في ذات اللحظة جماع كل هذه الأزمنة.. فلاشك أن موهبته التي توضع أمام التاريخ هي موهبة مستلهمة لكل حقائق اللحظة.. وذلك على اعتبار أن الزمان.. يجري كالماء.. ومن الصعب أن تجعل من نهر الزمان.. نقطة ماء.. مجرد نقطة.

    نقلا عن الصحافة


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de