السودان بين الطائفية والقوى الايديولوجية

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2002, 08:48 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين الطائفية والقوى الايديولوجية

    د.يوسف نور عوض
    › هل يستطيع اي فرد ان يخبرنا عن طبيعة الخلاف القائم في الوقت الحاضر بين الحكومة السودانية والمعارضة؟
    اكاد اجزم ان احدا لم يفكر في ذلك بطريقة جادة ولا حتى قادة الحكومة او رموز المعارضة انفسهم، ذلك ان ما يجري في السودان مجرد مناورات لا هدف لها سوى كسب الوقت وتحقيق المكاسب الآجلة بصرف النظر عما تسفر عنه المناورات من اضرار تلحق بالوطنo ولما كان الصراع الدائر في السودان يهم الكثيرين على امتداد الوطن العربي الذين يريدون معرفة الأسس التي يقوم عليها، فقد رأيت ان اخصص هذا المقال لمعلومات أولية يحتاج اليها المتابع في الوطن العربي من أجل ان يعرف ما يجري في السودانo
    ونستطيع في البداية ان نقول ان سلطــــة الحكم في السودان عملية مداولة بين القوى الطائفية وطبقة العسكر تقف منها القوى الحديثة أو طبقة النخبة موقف المحايد، واسباب ذلك ظروف عملية يعرفها المتصلون بالواقع السوداني، ذلــــك ان القوى الحديثة والنخبة كانت تعتقد حتى وقت قريب انها هي المستأثرة بالمزايا التي أوجدها الاستقلال، وليس عندها الوقت الذي تضيعه في ألاعيب السياسة، ولا شك ان هذا الوضع تغـــير فـــــي الوقت الحاضر ولكن ذلك لم يغير من واقع النخبة التي اصبحت تتحدث عن احلامها من المنافي والمهاجرo
    وكلها احلام لا تتصل بالواقع على اي نحو من الانحاء، ولكن لذلك قصة نؤثر ان نؤجلها من اجل التركيز على القوى السياسية التي تؤثر بصورة مباشرة في صنع الحياة السياسية، والتي وجدت فرصتها في الحكم ومع ذلك لم تحدث تغييرات جوهرية تؤثر في حكم البلادo
    ويلاحظ ان الطائفتين اللتين تتحكمان في وضع السودان في الاوقات التي يطلق عليها ديموقراطية هما طائفتا الانصار والختمية، وتعتمد الطائفة الاولى على انصارها في غرب السودان والجزيرة ابا وهي اكثر ولاء وارتباطا بقيادتها الدينية لاسباب تاريخية، ذلك ان الطائفة نشأت لمؤازرة ثورة المهدي ضد الاتراك في القرن التاسع عشر ولكنها ظلت متماسكة بسبب ثاراتها مع الادارة البريطانية في اول الامر بعد معركة كرري التي قتل فيها آلاف الانصار ولكن الانكليز بدهائهم استطاعوا ان يحولوا العداء ضدهم نحو السلطة المصرية التي كانت تشاركهم حكم السودان ويجعلوا من الانصار قوة تناصر فكرة الاستقلال التي كانت تعارضها الطائفة الثانية وهي طائفة الختمية التي ارتبطت بمصر وظلت داعية الى فكرة وحدة وادي النيل حتى تبخر هذا الحلم عندما اعلن السودان استقلاله من داخل البرلمانo
    ومن الناحية السياسية فقد اسس الانصار حزب الامة الذي اصبح واجهتهم السياسية بينما اسس الختمية الاحزاب التي انتهى بها الامر في آخر المطاف لتصبح الحزب الوطني الاتحادي، وانصار هذا الحزب لا يقومون على اساس طائفي في معظمهم وانما هم يمثلون الطبقة الوسطى التي يأتي منها التجار والموظفون، وهي طبقة اقل ولاء مع قيادتها الدينية من طبقة الانصار وذلك في الواقع سبب ضعف الحزب وتأرجحه وكثرة الانشقاقات في داخله وآخرها انشقاق الشريف زين العابدين الهندي على السيد محمد عثمان الميرغني، ولا يعني ذلك انه ليس في داخل حزب الامة انشقاقات لان الجميع يذكرون كيف انقلب الصادق المهدي على عمه امام الانصار واحدث شرخا في كيانهم لم يندمل جرحه حتى الانo
    وظلت هناك دائما احزاب ثانوية الى جانب هذين الحزبين الكبيرين ومنها احزاب الحركة الاسلامية بأسرها، والحزب الشيوعي، والاحزاب القومية والناصرية وغيرها وهي جميعا احزاب صغيرة وما كان من الممكن ان تصل الى السلطة الا متحالفة مع غيرها او بطريقة انقلابية كما هو شأن احزاب الحركة الاسلامية في الوقت الحاضر، واما الجنوب فهو قصة اخرى، وعلى رغم كثرة الاحزاب فيه فقد وضع لنفسه هدفا واحدا هو محاربة الشمال من اجل تحقيق حرية الجنوب التي يراها معظم الجنوبيين ضرورية من اجل بناء كيانهم الذاتي المستقلo
    ويلاحظ على وجه العموم ان العجز مستأصل في بنية النظام السوداني، ذلك ان هذا القطر غير قادر على اقامة نظام ديمقراطي حقيقي بسبب بنيته الطائفية وعدم قيام الاحزاب الايديولوجية على قواعد شعبية تمكنها من الانفراد بحكم البلاد الا في حالة الجبهة التي تحاول ان تؤسس وجودها ليس على صفتها الحزبية وانما على مشروع حضاري متوهمo وتبدو الصورة في ضوء المعطيات الحالية قاتمة الى ابعد الحدود وقابلة للانفجار في اي لحظة خاصة وانه لا تبذل جهود كافية من اجل مواجهة القضايا بأسلوب متطورo
    واذا تأملنا نظرية الحكم في ضوء الواقع الذي ذكرناه، وجدنا اما انه يعتمد على انفراد حزب من الاحزاب الطائفية بالحكم او متحالفا مع الحزب الآخر او معه شراكة مع بعض الاحزاب الايديولوجية الصغيرة، او من ناحية اخرى قيام حكم عسكري خالص كما الشأن في نظام عبود، او نظام عسكري متحالف مع الايديولوجيين كما هو الشأن في نظام الرئيس نميريo
    ولا شك انها كانت خطوة جريئة ومحسوبة عندما قامت الحركة الاسلامية بانقلابها الذي اوصلها الى مرحلة لم تكن تحلم بها وهي فرض اجندتها على الآخرين بل وجعل الآخرين يشعرون انهم غير قادرين على الحركة بغير التفاهم معها، وهذه هي عقدة الوضع السياسي بأسره في السودان في الوقت الحاضرo والذي يدعو الى الحيرة انه على الرغم من فهم احزاب المعارضة لاجندة الجبهة القومية الحاكمة خاصة بعد مؤتمر الحركة الاسلامية فان احزب المعارضة ما تزال تتمسك بقضايا شكلية كأساس لبدء حوار مع الحكومة مثل الغاء القوانين المقيدة للحريات، وهي قوانين ليس هناك ما يحول دون اعادتها في اليوم التالي بعد الغائهاo وتبدو في كل ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق اوضح رؤية لمستقبل السودان من سائر تلك الاحزاب وهو ما يجعلها تتمسك بمبادئها التي يبدو انها اصبحت قريبة التحقيق، ولا شك ان جون قرنق يطور مواقفه بحسب مقتضيات الحال، فهو كان ينادي بالانفصال عندما كان الانفصال هو المكسب الوحيد الذي يمكن ان يحققه، ثم تحالف مع قوى المعارضة من اجل ان يضعف الحكومة وهو الان يعلن انه يطالب بوحدة السودان وتعني عنده غير ما تعنيه عند الاحزاب الشمالية، ذلك ان الوحدة عند جون قرنق تعني القضاء على حكم الشمال وسيطرته بصورة كاملة على مقدرات السودانo ويعتقد الكثيرون في الشمال ان تلك مجرد اوهام ولكن التطورات الجارية تؤكد ان ما يوصف بانه احلام واوهام اقرب الى الحقيقةo
    ومؤدى ما نرمي الى توضيحه من هذا العرض، ان نؤكد على ان القوى الطائفية لا تملك مستقبلا تقدمه الى شعب السودان، كما ان القوى الايديولوجية فقيرة في رؤيتها لواقع المجتمع السوداني وهي تتعامل في مسائل الحكم كما يتعامل الهواة، والضحية في آخر الأمر هي الدولة بأسرها التي تبدو في الوقت الحاضر وكأنها تقف على غير اسس وهي تحاول ان تؤسس علاقاتها مع اصحاب المصالح المتعارضة مع طموحاتها وتلك هي قمة المأساة التي لا يعرف احد كيفية الخروج منهاo
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de