|
وقت للرسائل
|
لم يسبق لي أن تنبهت الى أن ثمه علاقه بين كتابه الرسائل وبين الخجل ، نعم ! الخجل 0 حتى طالعت مقالا هو أشبه بالنصائح في طريقه كتابه الرسائل الى الذين نعزهم أو نودهم أو أولئك الذين نود أن نقول لهم شيئا ، أن نعبر لهم عن مشاعر وتمنيات ، يقول صاحبه إننا نلجأ الى الرسائل حين نعجز عن التعبير المباشر 0 وحين تأملت في الامر بدا لي صحيحا الى حدود بعيده 0 إننا لانستطيع القول إ، كل الناس الذين يكتبون رسائل هم اناس خجولون ، ولكن من المؤكد أن الرساله تتيح لكاتبها هامشاً أوسع كي يعبر عن مكنون نفسه ، عما يرغب أن يقوله أو يعبر عنه 0 ليس لكل الناس المقدره أن يقولوا لبعضهم وجها لوجه مايحسون به 0 وليس لكل الناس المقدره ذاتها على ان يقولو عبر الهاتف مايودون قوله 00 لكن الرساله تمنحهم حريه تعبير أوسع ، مساحه أكبر للتداعي والتدفق ، الجلوس أمام ورقه بيضاء لكتابه رساله يحرض على مثل هذا التداعي ويستدعيه 0 * ليس أجمل من تلك المشاعر التي تنتابنا حين تصلنا رساله يهمنا أمر من ارسلها 00 يمكن للرساله أن تكون مباغته جميله 0 يباغتنا بها شخص رائع 0 أن تتصفح رزمه رسائل أمامك فتجد بينها مثل هذه الرساله المباغته ، أو تفتح بريدك الالكتروني فتجد عنونا أو اسماً لم يخطر في بالك أنه سيكتب لك 0 وستجول سريعا بعينيك بين سطور الرساله ، وسترتوي بدفقه المشاعر التي تتضمنها تلك الرساله 0 ويمكن للرساله أن تأتي بعد حرقه انتظار 0 لامباغته هنا ، انك تنتظر هذه الرساله منذ زمن تترقبها ، تتحرق لأن تصل ، لذا فإن مجرد وصولها حتى قبل أن تفتحها وتقرأ مالذي عليه تنطوي جدير بأن يطفىء حريق الانتظار ، أن يروي ظمأ الترقب 0
* من مصاعب كتابه الرساله الخشيه من ألا تحظى الرساله باستحسان من كتبناها اليه ، أو لايرد عليها 0 ومن علائم ان الشخص الذي نبعث له الرساله أول مره هو شخص يعنينا أمره هو أننا نلجأ الى مسودات في اعداد الرساله ، اننا نغير فيها مرات عده ، ونستبدل كلمات بأخرى وعبارات بسواها ، وقد يحدث أن نرسل له رساله اخرى مختلفه تماما عن تلك التي كتبناها أول مره حين قررنا الكتابه اليه 0 ومن العلائم أيضا ذلك التردد الذي ينتابنا إزاء إرسال الرساله ، وقد يحدث أننا نكتب له هذه الرساله ولانرسلها ابداً وقد يحدث أن نكتب له : ( ترددت كثيراً في ارسال هذه الرساله اليك ) ونكون في قولنا هذا غايه في الصدق 0
* هل جربتم العوده الى قراءه رساله قديمه وصلتكم من أناس تحبونهم أو تكنون لهم موده ومعزه مازالو في دائره اهتمامكم ، أو أن الدنيا أخذتهم بعيد عنكم ، أو أخذتكم بعيدا عنهم 0 هل لاحظتم تلك المشاعر التي انتابتكم وأنتم تعيدون قراءة ماكنتم قد قرأتموه مراراً قبل ذلك ، قبل سنوات 0 هل لاحظتم ان هذه الرسائل نفسها يمكن أن تقرأ بصور مختلفه ، وأن الوقت يفعل فعله في كل شيء 00 حتى في الرسائل
لن أقترح عليكم شيئاً في هذا المجال ، سأترككم تتأملون ما إذا كانت المشاعر الحاره التي كتبت بها تلك الرسائل قد ازدادت اشتعالاً أو أنها هدأت وبردت تماماً كبركان جرى اخماده 00 وفي الحلين فإن الامر جديرا بالتأمل 0
|
|
|
|
|
|
|
|
|