|
الى هذه الاجساد الفلسطينية الطاهرة
|
خالد فتح الرحمن
الى هذه الاجساد الفلسطينية الطاهرة التي تتهادى مواكب نعوشها في ثنايا لحظات أكلنا وشربنا وغفلتنا .. اللهم إنَّا اليك نعتذر».
ويُوغِلُ في المدى نَعْشُ
وراءَ ضيائهِ نَعْشُ
وراءَ رجائه نَعْشُ
وراءَ ندائه نَعْشُ
وراءَ ورائه نَعْشُ
ونحن عيونُنا تعشُو
فَتَرْهنُ في خُفُوتِ حَيائها البَصَرا
كأنَّ بَهَاءَ مَنْ يمضونَ لا يَسْتَلفِتُ النَّظَرا
كأنَّ رَجَاءَهُم بالثَّأرِ لا نَادَي .. ولا سَهِرَا
فَلَوْ أنَّ الذي عَبَرا
أمامَ عيونِنا كالطَّيفِ مُخْتَصَرا ..
وَميضٌ من بريقِ اللؤلؤ المسحورِ والمرْجَانْ
لكُنَّا قد أرحْنَاهُ
على أهدابِنَا وَجْداً ضحوكَ الثَّغرِ مُزْدهِرا
ولَوْ أنَّ الذي عَبَرا
جَسُوراً باسِمَ الإغفاءِ مُصْطِبرا
نَجْمٌ من نجومِ الإفْكِ والتَّدجيلِ والبُهتانْ
لكُنَّا قد نَفحنَاهُ
سُويداءَ القلوبِ وَصْوتَنا المقموعَ والآذانْ
ولَوْ أنَّ الذي عَبَرا
أمامَ مَواتِ أعْيُنِنِا ــ كَسَيْفِ اللَّهِ ــ مُنْتَصِرا
رفيفٌ مِنْ ظِلال الجاهِ والسُّلطانْ
لكُنَّا قد أبَحْنَاهُ
دِماءَ دِمائنا .. مِنْ شِدَّةِ الإذْعَانْ
ولكِنَّ الذي عَبَرا
نَدِيَّ الوعْدِ والإيماءِ والأحْزَانْ
نَعشٌ
أمامَ مقامِهِ نَعشُ
أمامَ سَلامِهِ نَعشُ
أمامَ أمَامِهِ نَعشانْ!!!
ü الخرطوم
12 ابريل 2002م
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2002
|
|
|
|
|
|