|
Re: أمير تاج السر ..... يحفر إسمه في عالم الرواية العربية (Re: أبنوسة)
|
أمير تاج السر وجنون الكتابة
هاشم كرار
صحيح انك شاعر اختطفته جنيات الرواية …. لكن رغم ذلك قل لنا من أين هذا الجنون فى العبارة أيضا ؟
ليس فى الأمر جنونا ولا شئ ، هى مجرد كتابة خارج الصف المدرسى ، الرواية لم تختطفنى فقط ، لكنها اختطفت لغتى أيضا ، كانت لدى لغة خاصة ، ولدى مخزون من التجارب ، واكتشفت أنني يمكن أن( أشعِّر ) الحكى … وحدث الأمر ببساطة أكثر مما توقعت
ما بين ( كرمكول ) و(سماء يلون الياقوت ) ، مسافة فى الحكى ومسافة في المكان ، ومسافة في بناء الشخصيات … لنتحدث الآن عن تلك المسافات ؟
أوافقك القول أنه توجد مسافات .. في كرمكول كانت اللغة خشنة بعض الشئ ، وحادة ، وكانت الشخصيات أكثر بساطة ، وأكثر فوضى ، بمعنى أنه كانت توجد ( هرجلة ) ما ، ربما هى أزمة النص الأول حين يود أن يثبت وجوده بشتى الطرق ، وأنا أعتقد أن كرمكول نجحت …. نجحت فى بناء جسر عبرت عليه تجاربى الأخرى ، أيضا انزواؤها عما هو مطروح فى الساحة فى ذلك الوقت جعل الكثيرين ينظرون إليها بعين الاعتبار . أما في سماء بلون الياقوت ، التى كتبتها بعد توقف طويل ، فقد انتظم الإيقاع بعض الشيء وتعقلت الكتابة
لا تشابه بينك وبين ماركيز .. إذن ما هو الفرق ؟
فى كلانا يلعب الإدهاش دورا كبيرا .. أنا أعتمد على الصورة الشعرية والتكثيف الشديد فى بناء عالمى ، أيضا أنا لازلت أجرب ولم أصل إلى نصى النهائى بعد .. التجارب التى أحوم حولها ليست تجارب ماركيز … واللغة التى تأتينى ليست لغته.. هو ألحق بما سمى بالواقعية السحرية … وأنا لازلت طفلا ( كتابيا ) لا أعرف بأي مدرسة سألحق
أعرف أنك هنا ستتردد لسبب أو لآخر، لكن وفقا للكثيرين أنك بدأت من
حيث يجب أن يتوقف ( الطيب صالح ) فى القرن المقبل … دع الآن التردد
أخالفك الرأى ، أنا بدأت من حيث يجب أن أبدأ شخصيا … أيضا أنا لا أقر بتسمية( الإمتدادات ) أو غرس مبدع فى آثار آخر … كل له تجاربه ورؤيته للأمور
أنت تتفصد إعجابا بكل شخصياتك الروائية إلي درجة التلاشى ، هكذا تقول طريقة بنائك لكل شخصية ، لأى شخصياتك تسجل انحيازا مطلقا .. وما هو السبب ؟
سؤال فيه كثير من الفوضى !! كل شخصياتى التى أشركتها فى كتابتى المتواضعة انحزت إليها فى فترة من الفترات سوى على مستوى التعايش قبل كتابتها أو أثناء الكتابة ، لكن لو سألتنى أى أعمالك أقرب إلى نفسك لقلت لك كلها.
مثل الشعر تبدو الرواية العربية الآن فى أزمة … هكذا يرى البعض … كيف ترى المسألة؟
لا أعتقد أن الرواية الآن فى أزمة … بل أعتقد أنها مزدهرة وقد تفوقت على سائر الفنون الكتابية … فى الماضى كانت ثمة أسماء وثمة رموز .. الأن يوجد جيل من الروائيين كل يحاول التميز
عفوا إنها تعانى أيضا من (أزمة فهم.). هكذا يقول كتاب الرواية الجديدة وفى مقدمتهم أمير تاج السر؟
- أزمة فهم .. نعم … نحن نبذل مجهودا خارقا فى تربية أعمالنا .. ونقذف بها إلى المتلقى ناضجة حسب ما نفهم … ونفاجأ بأن كثيرين لم يتواصلوا معنا أو تواصلوا جزئيا .. فى رأى أن الرواية الجديدة لازالت تعامل باستخفاف .. وتبذل جهود كبيرة لإبقائها كما هي
الأزمة كما يبدو طالت النقد أيضا … كيف ترى المسألة ؟
هذا صحيح .. للأسف لم تخلق الحركة الأدبية سوى نقاد قليلين من نفس الجيل مما أبقى النقد متخلفا كثيرا عن الإبداع فى الماضى كان الكتاب يقرأ بمتعة ويسلط عليه الضوء ويناقش بمتعة أيضا وبالتالى يظل حيا … الأن ليس أكثر من موت الكتب التى لو منحت قابلا من الاهتمام لعاشت
المكان في روايتك هو .. وليس هو !! لماذا تهرب إلى مسميات جديدة ؟
في الواقع أنا آخذ ما يهمنى من المكان الجغرافى .. أى الركائز التى أبنى عليها عالمى . ودائما ما أكتب عن أماكن عرفتها … ثم يأتى دور الإضافات … الفنتازيا تروقنى أو بالأحرى تناسبنى كتابيا
نار الزغاريد .. روايتك التى تحت الطبع .. أين هى فى طريق الوصول الروائى لديك؟
نار الزغاريد .. تجربة جديدة كليا .. تغوص فى موضوع ( الإغاثة ) وتتخذ من شرق السودان فضاء للتحرك … هى واقع .. هى فنتازيا … هى لغة … هى خارج الصف المدرسى بمئات الكيلومترات … على أى حال نتركها تخرج إلى النور ثم نرى
1996
|
|
|
|
|
|
|
|
|