حوار الحضارات / ملاحظات تستدعى البحث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2002, 08:13 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار الحضارات / ملاحظات تستدعى البحث

    زاوية فكرية

    ندوة حوار الحضارات بالسعودية
    ملاحظــات اساســية تســتدعى البحــث
    الرياض _ خالد عويس
    ثمة ملاحظات جديرة بالتوقف عندها تقترن بطرح اسئلة كبرى من خلال الندوة الفكرية المخصصة لبحث مسألة شائكة يتداخل فيها الفكرى والسياسى والاقتصادى ليشكل نواة الوجود الانسانى بوجهيه " الخيّر والشرير" برغم نسبيتهما ، على سطح الكوكب الارضى . افتراضات متقاطعة تلوح عندما يعكف الباحث على حل جدلية الحضارات ، فليس ثمة ما ينفى واحدية الحضارة الانسانية وهندستها رأسيا فى شكل طبقات ، اودعت كل طبقة اسرارها وخلاصاتها لتاليتها " فضلا او امرا " ، وافقيا باحتفاظ كل المكونات العرقية والاثنية لحضارة ما بملامح تأبى الفكاك حتى فى حالة تغيّر العصر والظروف ، وليس ثمة ما ينفى احتدام الصراع بين مكونات مختلفة لحضارة واحدة ، او لحضارات متشاكلة تصبح نقطة ثيوقراطية او ثقافية " او حتى اقتصادية " عاملا للتفريق والتشاحن ، وليس ثمة ما ينفى ان حضارة المستقويين دائما تمارس نوعا من الاستعلاء على حضارات المستضعفين فى زمن ما مؤدية الى خلخلة فى المفاهيم ومحيلة صراع " المجاميع الكلية" الى صراعات متشبثة بقشور قابلة للحلحلة فى حال مارس العقل دوره بعيدا عن المؤثرات النشطة لجهة الثيوقراطى خاصة "او حتى الجيوسياسى" . التناقضات بين الحضارات امر مفروغ منه ، لكن المصير المشترك للانسانية على سطح الارض يستدعى نوعا من "التفاهم الحضارى" على الحد الادنى من استيعاب "الآخر" بدلا من تدجينه ، ومحاورته بدلا من تحقيره ، وملاقحته بدلا من مساومته ، والذى يجرى الآن لا يخرج عن نطاق النقاط السابقة ، ولا يعنى هذا ان حضارة بعينها هى المقصودة بالامر ، متى يعترف "الآخرون" بأنهم مهووسون تماما بفكرة افضلية الحضارة و"اخلاقيتها" ارتهانا للماضى ؟، ان الحضارات فى غالبها لا تحمل قدرا من التواضع بحيث يسهل " التواصل الحضارى" ومعظمها يتقوقع على الذات فى انكار كامل للمنجز البشرى خارجه ، ويعمد الى نبش السقطات والعثرات للتأكيد على ديمومته ، وفى ظل انهيارات اخلاقية جسيمة تعانى منها " الحضارة الارضية " ، تتقدم حثيثا القيّم المادية ، ليس لأن حضارة مادية فرضت الامر على حضارات روحانية ، لكن ، لأن واقعا جديدا طرأ على الارض ، ومفاهيم جديدة وثبت الى العقول ، وديناميكيات فرضت حركتها ، واشكالات دعت لتخفيف الاطر الروحية لصالح " العمل والانتاج" ، وتعقيدات ادت لتكوين مجتمعات مادية فى طول العالم وعرضه ارتكازا على الانتاج والاستهلاك ، واطلت المصالح على حقل التنافس الحضارى ، فتبدلت القيم نفسها مجارية التاريخ الجديد للولادة الانسانية ، القيم الجديدة فى حقيقتها صادمت ثوابت قيمية وصادرت حقها فى العيش "الجديد" ، اما ان تذعن للواقع او تصادمه ، التقدم الذى صارت اليه "جغرافيات" بعينها ، لا تصلح متوالياته قطعا فى جغرافيات اخرى تحدد مسارات تطورها وفقا لظروف لا تستند الى حيثيات الجغرافيات الاولى ، العالم الشمالى انتفت عنده اشكاليات "الانتماء" و" الانتاج" و"التحفيز" وتوّضحت اشكاليات اخرى بالافراط فى المادية والتواطؤ على الروحانية ، والعالم الجنوبى قامت اشكالياته على "الانتماء" فاما ان ينتمى للحضارة بزعمها الجديد "شمالا" ويحصل على حقوقه كاملة ، او ينتمى للجنوب فاقدا "حقه الحضارى " وعائشا فى خارطة ماضوية تباعد عنه "المعرفة " و" التقدم" ، تفرّخ الارهاب عن هذا المناخ فى مستويات عدة :
    مستوى الارهاب الذى مورس بحق شعوب بأكملها بزعم حملها على التقدم وفى حقيقته اخفى نزعات استعمارية قصدت استغلال الثروات وتطويع الحضارة لصالح الحضارات المستعمرة ، ومستوى الارهاب الذى يمارس بحق الشعوب بزعم حمايتها من اختراقات المستوى الاول بعد رحيل جنوده والابقاء على مدوناته الثقافية واطره النظرية ، ومستوى الارهاب بزعم ان المستوى الثانى تخلى عن ثوابت حضارية وانصهر فى المستوى الاول مشكّلا حلقة واحدة وضرورة محاربة المستويين بالقدر ذاته من الصرامة ، ومستوى اخير بعودة المستوى الاول لانزال اقصى قدر من العقوبة بحق الذين ثاروا عليه . المستويات المختلفة من الارهاب المتوّلدة عن شروط حضارية مختلة ، تضمنت اجندة فكرية وثقافية واقتصادية وعسكرية جردت الانسان فى الجنوب والشمال من كرامته وحقوقه الطبيعية ، الجنود الذين قاتلوا فى "فيتنام" سيقوا اليها بمبررات تطعن فى نزاهة الحضارة ، كذلك معظم الحروب التى يقررها صنّاع السياسة ويحشر بها آدميون بحجة "الحق الحضارى " او ربما "تهذيب الشعوب" ، والشعوب التى تجلد صباح ومساء وتقطع السنتها الى الابد ، لا تخرج عن كونها تروس فى الآلة الحضارية المزيفة ، والذين ابتلوا بالهوس الحضارى ليشنوا غارات على مواطنيهم وعلى الغرب فى عقر داره ، ليسوا مجرمين بالفطرة وانما حمولاتهم الفكرية الاساسية ترتهن الى " عامل حضارى " فرّخته عوامل داخلية وخارجية هادمة ، والعنصرية التى "تتحلى" بها امم بأكملها ليست ناشئة من فراغ ، انما هى حالة حضارية تمثل اقصى طاقات الدفاع وعزل الآخر ، ودعنى استعرض نموذجين حضاريين ، الاول ، ما كتبه الكاتب الاميركى ريتش لورى عن ضرب مكة المكرمة بالاسلحة النووية ، وقد سبقه الى ذلك كاتب اسرائيلى فى "اسرائيل من الداخل" Israel insider ، يتوقع ان تتبعه حملة شعواء ضد مثل هذه المفاهيم الساذجة التى تعمّق العداء بين الحضارات ، حالة لورى ، تحاسب عليها حضارة بأكملها وتعطى انطباعا بأن الغرب كله متهور ومنحط ، مثلما يتصور الغرب ان كل المسلمين "بن لادن" ، النموذج الثانى ، نقيض لما كتبه لورى ، رسالة من الرئيس نلسون مانديلا الى الصحفى توماس فريدمان ، يستعرض فيها الاول نظرته حيال فلسطين الناتجة عن شعوره هو سابقا بوبال العنصرية ومضارها وضرورة ان يتسع العالم للجميع لتحقيق السلام والامن ، مطالبا فريدمان بأن يعتبر بما جرى فى جنوب افريقيا حيث اتخذ قرار "جماعى" لانهاء العنصرية ، مانديلا لم يحصر العنصرية فى رسالته لفريدمان فى العنصرية البيضاء ، فهو اشار الى العنصرية السوداء كذلك ، وغنى عن القول بأن مانديلا كان يفنّد ادعاءات فريدمان ودفوعاته عن عنصرية اليهود ، المثال الاول قادم من الشمال ، مدللا الى ان الحضارة العظيمة لا تبّشر بالضرورة دائما بأفكار "حضارية" خلاقة ، المثال الثانى قادم من اعماق قارة وصفت على الدوام بالجهل والتخلف ، لكنه مثال يبيّن ان التجربة الانسانية قادرة على خلق نماذج متوازنة فى قراءاتها الحضارية ، هما مثالان لا يقللان من اهمية ادراك ان جوانب كثيرة تقف الى جانب حضارة ما ، لكنهما يوضحان بجلاء ان تصويبات اساسية قد تدخل على مفاهيم حضارة متقدمة من خضم مخزون حضارى اكثر عراقة واوفر فهما للتجربة الانسانية المتسعة ، من ذلك تتأكد حقيقة اهمية التواصل الحضارى ، وهى لا تتأكد فقط من مجرد طرح مثالين ، انما يعمّق المثالان رؤية الواقع الانسانى القائم على المساواة حتى فى الشروط الحضارية ، واولوية التناظر الحضارى بدلا من الهدم ، لأن الحضارات "المتقدمة" آنيا ، هى بحاجة الى جهود حضارات اخرى داعمة ، وللتخلى عن مفاهيم نتجت عن تقدم حضارات وتقهقر اخرى ، يلزم شيئا من التواضع الخليق بانسانية بلغت شأوا بعيدا من الادراك والمعرفة ، ويلزم شيئا من المؤازرة الحضارية بحيث يسود مناخ اعترافات متبادلة بالانجازات وحاجة الانسان لمعرفة الآخر ومحتواه الحضارى وتجربته الانسانية حتى لو كنا ننظر اليها بشىء من التحقير والازدراء ، فمن وسط المستنقعات الآسنة واكوام النفايات فى جنوب افريقيا ، خرجت افكار عجزت عنها قاعات باريس الفخمة ومصانع يوركشير ، تنادى بالحق الانسانى فى ان يعيش المرء من دون عقد عنصرية .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de