|
صالح إدريس
|
النشوف آخرتا آن لأبي حنيفه أن يمد رجليه سعد الدين إبراهيم هذه المادة تنشر على مسؤولية كاتبها الأستاذ الصديق محجوب فضل بدري.
أضاف السيد صلاح أحمد محمد إدريس الأرباب (اخفاقاً جديداً لإخفاقاته الفنية) فقد كنا نظن وبعض الظن إثم أن الرجل محسود فكل ذي نعمة محسود حتى قادته علاقته الحميمة بقيادة البرامج التلفزيونية لتقديم سهرة بعنوان رجال أعمال جمعت بعض الذين جمعوا الأموال- نحنا مالنا ومالهم- ويحق للمشاهدين الفاضيين أو (الحاسدين) بمعايير أصحاب الأموال أن يتساءلوا عن هذه الإعلانات السمجة غير المدفوعة القيمة في زمن عالي المشاهدة في سهرة من سهرات العيد يقول المشاهدون نحن نفهم أن يستضيف التلفزيون نجوم الفن والرياضة والثقافة بحسبان إن لهؤلاءِ عطاءً يتجاوزهم لغيرهم من الجمهور ويبذلون من فكرهم وجهدهم وصحة أبدانهم ليقدموا لجماهيرهم الروائع في الفن بضروبه المختلفة ويحترقون من أجل الآخرين... لكن ما بال هؤلاءِ أنهم يكنزون لأنفسهم ويبنون الدور والقصور ويوفرون فرص العلاج الخارجي والتعليم الراقي لأبنائهم وذلك مما حباهم الله به... لكن سعة رزقهم وزيادة أموالهم لا تعود بالنفع لسواهم وحتى وأن (تضعضع) لهم البعض فإنهم لا يعطون فضول أموالهم والأمر هنا يخص العموم... وقد كنا نتوقع أن تكون تلك السهرة تحدثاً بنعمة الله وعيدية للفقراء بأن يبذل كل ذي فضل من فضله وأن تعلن الكوكبة عن استعدادها بشكل محدود بدعم الجمعيات أو الاتحادات التي تضم أصحاب الظروف الخاصة كالمعاقين والمكفوفين والأرامل والأيتام... لكن مقدم السهر (الفايق) الرايق... كانت أسئلته فقيرة ومداخلاته بائسة فقد كانت السهرة بلا هدف سامٍ وبلا مضمون وقد تجلى بوضوح أن من أهداف السهرة الترويج لأغنيات حسين شندي الجديدة أو على الأقل التي لم نسمع بها من قبل والتي لم تحرك جلاميد المال والأعمال مما إضطر الفنان أن يتكبد المشاق ويذهب برجليه ليبشر ويهز فوق الضيوف عاكساً بذلك الآية فقد كنا نظن أن الطرب يستبد بالمستمع فيتحرك صوب الفنان ويهز فوقه أو يطوقه بذراعيه ويقبله أو "يطعنه بسيف" كما حدث من قبل للفنان حسين شندي عندما كان يغني "للدهماء" أما عندما أصبح فناناً للموسرين فإن ثمن ذلك أن يغني وحده ويبشر وحده وأن يأخذ الشبال بنفسه من نفسه.
ولولا أن الله يغفر الذنوب جميعاً... وأن الحاج يعود وقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لما وجدنا عذراً للحاج عبد الرحيم حمدي وزير المالية الذي شارك في تلك السهرة بمجاملة واضحة كانت خصماً من رصيده وحجة في يد منتقديه وخصومه الذين يتربصون به الدوائر فالرجل الذي أمضى ما يقارب (نصف القرن) في خدمة الإسلام بلا حدود... كما قال لم تكن مشاركته لائقة في تلك السهرة والتي من بين فوائدها القليلة جداً اكتشافنا لشاعرية الأستاذ علي أبرسي ووطنيته.... ومع وافر الاحترام للسادة والسيدات المشاركين في تلك السهرة إلا أنها كانت (صفراً كبيراً) في الأعمال والبرامج التلفزيونية من حيث الإعداد أو التقديم ومن ثم القبول... وعذراً للزملاء هلاوي وتيراب ونهديهم بيت الشاعر محمود غنيم في مدابة صديقة والي يقول فيه:
هون عليك وجفف دمعك الغالي
لا يجمع الله بين (الشعر) والمال
مع إمكانية استبدال كلمة الشعر الواردة في البيت بكلمة "الفن". نقلاً عن الحرية
|
|
|
|
|
|