|
لو كانت البداية صحيحة ......؟
|
أحد الإخوة الذين تربطني بهم رابطة الصداقة.. عصفت به الأقدار يوماً صوب مكتب الخدمة الإلزامية لاستخراج إعغاء مؤقت لحوجته له للسفر للإمارات فقد ابتسم له الحظ بإيجاد فرصة عمل هناك وبدأ يحلم (بي عوالم.. وبي وجود ما مشت بينو القيود) وانتقل الحلم به للدولارات وسحرها والإجازات ومتعتها بين الأهل وكأنما بدأت التعاسة في حياته تلفظ أنفاسها الأخيرة وأفرط في الخيال إلى أن وصل الرجوع لأرض المليون ميل ( حزبي .. معارض .. شهيد .. فقيد.. جريح) رجوعه وهو محمل بالشنط وشيلة العرس لتلك المحظوظة بحساب صديقاتها والبنات في بيت العرس يرددون الأغاني (جنًا دبي .. مالو ما جاء .. الما حاسي بيً .. مالو ما جاء) هنا فرمل صاحبنا قليلاً موقفاً قطار أحلامه البنفسجية ليدلف إلى مكتب الإلزامية وهو كله تفاؤل يتقدمه حسن الظن بأن ينجز هذا الإجراء في وقت قياسي .. ولكن سرعان ما ذاب وتلاشى تفاؤله وهرب حسن ظنه وبدأ القلق يتسيد الموقف بدوا خله ( من مكتب لي مكتب) كل موظف يركله للآخر ليحوله برأسية متقنة لآخر يبدأ معه فصل من المراوغة مع الاحتفاظ بالكرة أطول مدة ممكنه وهو يمد حبال الصبر التي هي حيلته وأخيراً وبعد أن تبقى نصف ساعة من وقت العمل الرسمي طلبوا منه أن يحضر موظف حكومي ببطاقته (ليضمنه) .. وطبعاً هيهات هيهات أن يتم ذلك في نفس اليوم .. فخرج صاحبنا منهك النفس خائر الجسد يملؤه الإحباط .. يسب ويلعن أبو العمل التجنيد والخدمة .. وهو خارج لفت نظره ست الشاي التي تجلس أمام البوابة .. قرر أن يعزي نفسه بكوب من الشاي عسى أن يطرد منه بعضاً من الإمتعاض .. جلس أمام ست الشاي وهو يهمهم بكلام غير مسموع متنفساً وبجفاف وغلظه صاحبت نبرة صوته مخاطباً ست الشاي : أدينا كباية زفت ردت عليه ست الشاي : مالك يا أخوي زعلان .. إن شاء الله خير؟ رد عليها : الخير بجي من وين مع ديل .. ست الشاي : ما عملو ليك حاجه ولا شنو ؟؟ رد عليها : أبداً طلبت منه ست الشاي أوراقه وبعد أن صبت له الشاي قالت : أنتظرني هنا دقايق عشر دقائق وأتت وهي تحمل الأوراق موقعة والإجراء مكتمل وبعد ان أخدت الفيها النصيب قالت لصاحبنا إنت قبيل بديت غلط .. مفروض في الأول تجي تشرب كباية الشاي دي وبعدها أمورك كلها كانت سلكت ... فيا أعزائي من أراد منكم أن ينجز أي عمل في وزارة أو دائرة فليبدأ بست الشاي أولاً
|
|
|
|
|
|
|
|
|