|
Re: الهيئة العامة تنتخب الحاج مضوى رئيساً وميرغني عبدالرحمن اميناً عاماً.. كرست لكيان جديد في ا (Re: معتز تروتسكى)
|
زيارة إلى التاريخ ... تاريخ الإتحاديين...
معركة ذكاء الاتحاديين.. ودهاء البريطانيين!
يكتبها: محمد سعيد محمد الحسن
.. والذكرى التاسعة والأربعين لنيل الاستقلال على الأبواب، يجب التذكير بذكاء وقدرات الاتحاديين في العمل الوطني والسياسي في السودان، كانوا ظاهرة لافتة في الحيوية والجسارة والمبادرة. ان خوض أول انتخابات عامة وبوجود الادارة البريطانية تعكس مهارتهم وذكائهم في مواجهة دهاء ونفوذ الادارة البريطانية. كانت أول معركة للانتخابات العامة لأول برلمان في نوفمبر 1953م حامية وساخنة في الدوائر الشمالية والجنوبية، وفي الدوائر الجنوبية استخدمت الادارة البريطانية كل نفوذها وقوتها وخبرتها لاعاقة فوز الاتحاديين وزيادة فرص منافسيهم من حزب الأمة، واستخدمت الادارة البريطانية كل صلاحياتها الى أقصى الحدود، وحملت بعض مرشحى الحزب الوطنى الاتحادي المعلنيين الى خارج مناطقهم ودوائرهم الانتخابية الى مسافة بعيدة ثم تركوهم هناك بغرض ان يفوتهم الوقت المحدد لتقديم طلبات الترشيح.. ومع ما بذل من جهد وتهديد ووعيد واغراء واستخدام نفوذ كانت نتيجة الانتخابات مذهلة تماماً للادارة البريطانية وبشكل خاص في نتائج انتخابات دوائر الجنوب الذي هو تحت سيطرتهم ونفوذهم بالكامل، وكان الاتحاديون يعرفون ان الادارة البريطانية ستسعى لالحاق الهزيمة بمرشحيهم ولذلك اتفقوا سراً مع اثنى عشر مرشحاً جنوبياً ليتقدموا للانتخابات كمستقلين، وان يخفوا صفتهم «الاتحادية»، وفي نفس الوقت وقع هؤلاء المرشحون على وثائق انضمامهم سراً للحزب الوطنى الاتحادي، ونجحوا كلهم بهذه الوسيلة في الانتخابات دون ان تتعرض لهم الادارة البريطانية هنالك بأي ضغط او تعويق ودون ان تنقلهم خارج دوائرهم الانتخابية كما فعلت مع رصفائهم، ولم تكن هذه المعلومات الخاصة بالاتحاديين قد بلغت بعد الادارة البريطانية، وليلة اعلان نتائج انتخابات دوائر الجنوب، اعلنت اللجنة الدولية للانتخابات عدم فوز أي مرشح اتحادى هناك وجاء هذا الاعلان قبل اجراء انتخابات الشمال بيوم واحد، وهز الفرح الحاكم العام سير روبرت هاو، واستدعى مندوب مصر في اللجنة الدولية البكباشي عبدالفتاح حسن ليقول له والبشر طاغ على ملامحه: ألم نقل لكم ايها المصريون انكم لن تجدوا نصيراً في هذه البلاد؟ ما رأيكم في نتائج الانتخابات الآن في الجنوب؟ وكان عبدالفتاح حسن قد علم قبل وصوله للحاكم العام بدقائق بالبيان الذي اذاعه الحزب الوطني الاتحادي بفوز الحزب باثنى عشر مقعداً في الجنوب اي اكثر من نصف الدوائر هناك، كما اذاع نصوص البرقيات التي وصلته من النواب الفائزين واعلان انضمامهم لصفوف الاتحاديين، فأجابه بما يلى: ان حديث معاليكم محتمل ولكن سمعت عرضاً قبل وصولى اليكم بدقائق بياناً من الاتحاديين يعلن فيه غير ما تقوله معاليكم.. فبدت الدهشة على ملامح الحاكم العام ورد بالعربية: «ده كلام فارغ» وصمت ثم سأله وماذا قالو؟ اجاب: انهم يقولون ان «12» نائباً جنوبياً اعلنوا انضمامهم اليه.. فعلق الحاكم العام، لا شك انك تمزح، فأنت عضو في اللجنة الدولية للانتخابات ألم تسمع ما اذاعته ونشرته رسمياً لجنة الانتخابات؟ فرد المندوب المصرى: يجوز ان الاتحاديين غير جادين في اعلانهم، وربما أرادوا ان لا تؤثر نتائج الجنوب على الانتخابات بالشمال غداً.. وصافحه وانصرف.. واكتسح الاتحاديون غالبية الدوائر الانتخابية بالشمال وحققوا الاغلبية البرلمانية وشكلوا أول حكومة وطنية، وبعث الحاكم العام البريطاني ببرقية للندن قال فيها انه لم يعد يفهم ما يدبره الاتحاديون!
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|