|
Re: قضايا أساسية للتجمع الوطنى الوطنى الديمقراطى 1-3 (Re: Raja)
|
العزيز هشام..
وجدت هذا المقال ذو الصلة بالموضوع..
-------
التجمع الوطني الديمقراطي إلى أين؟
لا يختلف اثنان أن التجمع الوطني الديمقراطي يمثل غالبية جماهير الشعب السوداني د. علي بابكر الهدى/واشنطن [email protected] في الشمال والجنوب ، فهو يضم كل القوى السياسية في السودان باستثناء الجبهة الإسلامية بشقيها المؤتمر الوطني والشعبي وحزب الأمة الذي اختار الخروج من التجمع بعد أن وقع رئيسه اتفاقا منفردا مع النظام وعاد بموجبه إلي السودان، وباستثناء حركة حق. حقق التجمع منذ إنشائه الكثير من النجاحات والإنجازات خاصة في مجال كشف طبيعة النظام الفاشية وخطورته على الأمن والاستقرار في المنطقة ، وفضح انتهاكاته لحقوق الإنسان. ويعتبر ميثاق أسمرا 1995 أعظم إنجازات التجمع على الإطلاق ففيه يطرح التجمع معالجات جذرية لكافة المشاكل التي تعاني منها البلاد كما يعالج الأسباب التي أدت إلى الحرب الأهلية وعدم الاستقرار. ولكن وعلى الرغم من هذه النجاحات إلا أن التجمع فشل في حشد طاقات السودانيين في الداخل والخارج خلف برنامجه لإسقاط النظام وظلت الجماهير السودانية طيلة السنوات الماضية تقف موقف المتفرج بل الناقد للتجمع.
إن النقد لاداء التجمع أمر مشروع ومطلوب ، بل انه حق وواجب وطني علينا جميعا" القيام به، إلا أن ممارسة هذا الحق تتطلب المشاركة في العمل المعارض لا النقد من صفوف المتفرجين فهنالك توازن بين الحقوق والواجبات ومما يؤسف له أن غالبية المثقفين والمتعلمين ينتقدون التجمع ويطالبونه بأكثر من قدراته ولكنهم يفعلون ذلك من موقع المتفرج لا المشارك الناشط ، وقد آن الأوان لكي يتغير ذلك فنحن في أشد الحاجة لحشد طاقات الجماهير في الداخل والخارج بعد أن أوصل النظام السودان إلى حالة باتت تهدد وجوده في الوقت الذي يواصل النظام ممارساته القديمة ويتعامل مع مشاكل البلاد وأزماتها بنفس أسلوبه القديم القائم على المجافاة التامة بين الأقوال والأفعال ، واتباع أساليب وتكتيكات شراء الوقت ومحاولة شق صفوف المعارضة.
لقد أصبح واضحا "الان أن النظام سيوقع على اتفاق نهائي للسلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل نهاية العام الحالي امتثالا" لقرار مجلس الآمن الأخير. هذا الاتفاق سيضع الجميع أمام تحديات كثيرة وبقاء السودان موحدا" ومستقبله سيعتمد على قدرة القوى السياسية على الاستجابة السليمة لهذه التحديات كما أنه سيفرز واقعا" جديدا" سيفتح الفضاء السياسي في الداخل مما يتيح المجال لتصعيد العمل الجماهيري وعلى التجمع الاستفادة من هذا الواقع الجديد.
بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي لم يتحدث عن عقوبات ولم يشمل مشكلة دارفور وبعد التوقيع على الاتفاق النهائي قد يرى النظام أن وضعه قد تعزز إقليميا" ودوليا" وعليه ربما يقرر عدم العودة لطاولة المفاوضات لتكملة محادثاته مع التجمع في القاهرة وبذلك يضع التجمع أمام خيارين ، إما الموافقة على المشاركة في السلطة بالنسبة التي حددتها بروتوكولات نيفاشا أو رفض المشاركة في السلطة. وفي رائي فان علي التجمع رفض المشاركة في السلطة بالنسبة المطروحة ووضع استراتيجية للعمل في الداخل والخارج لانهاء الشمولية وتحقيق التحول الديمقراطي.
لقد أدى تركيز التجمع في الماضي على العمل الدبلوماسي والسياسي الخارجي على حساب العمل الداخلي ثم العمل العسكري لاحقا" إلى حالة من الاستكانة وسط الجماهير في انتظار الحل والفرج من الخارج ، كما أدى إلى إضعاف الأحزاب الضعيفة أصلا" مما أفقدها القدرة على ممارسة الفعل الاحتجاجي وتطويره على الرغم من مصادرة النظام للحريات واستمراره في انتهاك حقوق المواطن السوداني. ألان يجب على التجمع التركيز على العمل الداخلي فهنا تكمن قوته الحقيقية وذلك بتحريك فصائله لقواعدها وتصعيد النضال الجماهيري للمطالبة بفك الحظر عن الأحزاب و بإلغاء قانون الطوارئ وقانون أمن الدولة وجميع القوانين المقيدة للحريات تمهيدا للانتخابات التي ستجرى في نهاية الثلاث سنوات الأولى من الفترة الانتقالية. هذه المهمة ستكون جد عسيرة بسبب طبيعة الإنقاذ وتغلغلها في مواقع القمع وسيطرتها على مفاصل الحياة الرئيسية في البلاد بالإضافة إلى الضعف والصدأ الذي ران على الأحزاب نتيجة الإهمال وغياب التمويل والتنظيم وممارسات النظام القمعية.
في الخارج فشل التجمع حتى ألان في حشد طاقات سوداني الشتات رغم أن غالبيتهم العظمى معارضين للنظام وتعود أسباب ذلك إلي عزوف هؤلاء عن العمل السياسي من ناحية والى هيكل التجمع و صيغته التي تتطلب أن تكون لجان التجمع قاصرة على ممثلي الأحزاب والنقابات والحركة الشعبية من ناحية أخرى. في رائي أن الوقت مناسب ألان لابتداع صيغ تضم الحزبيين وغير المنتمين للأحزاب في لجان التجمع لتفعيله في هذه المرحلة الهامة في تاريخ السودان وقد سبق آن اقترح الحزب الاتحادي بمنطقة واشنطن في الماضي صيغة لتشكيل لجنة موسعة تضم لجنة التجمع بالإضافة إلي الحزبيين وغير المنتمين للأحزاب من الناشطين شريطة الالتزام بمواثيق التجمع وبرنامجه. واقترحنا أن تجتمع هذه اللجنة بصورة دورية لمناقشة الوضع السياسي وتقرر ما تراه مناسبا" من خطوات عملية وتشكل مجموعات عمل للتنفيذ الفوري. لا نود أن نتعرض في هذا المقال للأسباب التي أدت لتعثر جهودنا في تشكيل تلك اللجنة فليس هذا ما نحن بصدده هنا ولكننا نود أن نعيد تقديم الاقتراح للاخوة في منطقة واشنطن وفي مختلف دول المهجر لإحساسنا بأن الوطن يمر بمنعطف خطير يتطلب منا جميعا" المساهمة في انتشاله من الأزمة العميقة التي أدخلنا فيها نظام الجبهة الإسلامية لعلنا ننجح في إنقاذ بلادنا من التقسيم والتفكك. ما أحوجنا اليوم لمثل هذه الصيغة التي ستجعل التجمع وعاء جامعا للكل سواء كانوا أعضاء في الفصائل المنضوية تحت لواء التجمع أو خارجه. ولتكن من أولويات عمل مثل هذه اللجان إقناع العالم بأن التوقيع على اتفاق نهائي للسلام ليس نهاية المطاف وانما بداية الحل. فالحل لا بد أن يكون شاملا" وبمشاركة كل القوى السياسية الآمر الذي يتطلب عقد المؤتمر الدستوري القومي بمشاركة الجميع لإزالة السلبيات وتكملة النواقص في اتفاق الحكومة والحركة حتى يصبح أساسا" سليما" لحل شامل لا بد أن يشمل التحول الديمقراطي. أمل أن يبدأ الأخوان في التجمع في واشنطن باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ هذا الاقتراح حتى نساهم جميعا" في تفعيل التجمع والله المستعان.
المصدر: سودان نايل دوت كوم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|