|
|
 حمو ونرمين محادثة فى جوال
|
من الظواهر والافعال التى تجعلنى اصاب بحالة من الغيظ - المكظوم بعد لاى وجهد - تلك المتعلقة بانتشار ظاهرة (الونسة ) والدردشة وعقد الصفقات التجارية او ربط المواعيد الغرامية عبر الهواتف السيارة بالمركبات العامة بالخرطوم .
وبالدارجى والعامى (المفيد ) تلقى الزول قاشر ومتانق بالموبايل جالس و(منجعص ) فى حافلة لنقل الركاب لنقل مثلا انها متجهة الى انغولا - منطقة سكنية بام درمان - من السوق العربى طبعا والكلام دا للناس الطولت ما جات الخرطوم لسبب موضوعى او لمجرد الغربة طبعا الحافلات دى (كبيرة ) ومريحة بمسجل عالى الصوت وجوال من اشرطة الكاسيت تبدا من نانسى عجرم وتنتهى بالحاج مدكر مع مراعاة فروق الوقت ففى رمضان مثلا يتم توفير اشرطة مدائح للصحوة والصفوة وكدا ، المهم نرجع لموضوعنا تلقى الناس مسهمة وسارحة داخل الحافلة وهى بامانة مكان كويس خالص (لوقعدت مرتاح ) للقراية والتفكير والخلوة الذهنية ولو عاوز تسمع الغنا ممكن برضو ، اها قلت ليكم فجاة يجيك صوت نغمة من كورنر الحافلة وفى الغالب بتكون مقطوعة سودانية وبعد شوية يجيك صوت .....الو اهلا يا حبة كيفك ........ ثم ضحكة .......ثم يقطع المتحدث والذى هو راكب معنا حديثه الهاتفى ليخاطب السواق ....... اسمع بالله لو سمحت ممكن تخفض الصوت .. (استياء من بعض الركاب والكمسارى والسواق الذى ينظر للمتحدث من خلال المراية ) وينخفض الصوت ويضطر الركاب للاستماع لجملة احاديث وموضوعات تبدا من (الكورة الكجروها ناس الهلال ) وتمر بناس الشغل والزميلات العرسوهم و(الولدن ) وتمضى الونسة لضرب مواعيد للقاء فى محل سليمان بتاع الشيشة المساء لو ما جو ناس كشة النظام العام ..
ثم يعود الهدوء للحافلة وحتى المسجل يحال للتقاعد فقد( قفل ) صاحبنا اذاننا وانفسنا من اى استماع ......صمت لم يطول ليرن هاتف اخر ..وهذه المرة كانت البطلة (بنية ) يبدو من سمتها وكمية الاوراق التى تتابطها انها (طالبة ) .....الوووووو ..قالتها بنغم وجرس جميل ... اهلا يا حمو .. كيفك .. ماشى الحال .. ثم يرتفع صوتها ... لا مافى طريقة نرمين دى بت صعبة وكريهة ! ....... لا اعذرونى يعنى ما ممكن تشاكلنى فى اللاب والناس كلها تعاين لى .....ثم يرتفع صوتها اكثر بعدين يا حمو انا ما فرضت نفسى على وليد بتاعة دا ........ لا اعذرنى ........ طيب خير خلاص بكره اشوفك .. انشاء الله . .. واثناء هذا الحوار تكون الانظار معلقة بصاحبتنا خاصة من امراة فى العقد الخامس (مشلخة ) بدا الاستياء واضحا على محياها ........ ثم وفجاة وقبل ان اصور بقية انطباعاتى رن جرس الهاتف من الشخص الذى يجاورنى والذى يبدو انه (معلم بناء ) لانه كان يعمل ويضع تحت قدميه كمية من (المحارات ) وموازين (الموية ) ....اهلا يا نورين ...... تمام التمام ..الاولاد كيف بالله .. والحاجة ........ لا خلاص قربت انا منكم لمن انزل من الحافلة بديك (اس كول ) وكنت اظن ان الكلمة الصحيحة (MISSED CALL )............ثم تمضى النهاية باسلام .يلا سلام ... بارك الله فيك ...الله يعافيك .. الحمد لله ماشاء .. وظل يردد التحيات رغم اقتناعى ان محدثه قد اغلق الخط !
ثم ....... اه .. دقيقة يا كمسارى .......محطتى ... انا وصلت يا اخوانا ... لكن بالله مش احسن الناس لمن تكون راكبة مركبة عامة تغلق هواتفها او تختصر وما تفر المواضيع بتاعة ناس حمو ونرمين دى على الاقل
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد حامد جمعه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست