|
الشريف زين العابدين الهندي..ليتني لو كنت أصغر
|
تعودنا خسران الأدباء في بحر السياسة المتلاطم..كان محيي الدين و التني و كثر غيرهم..و أخيرا و ليس آخرا ..الشريف زين العابدين الهندي..الا أن الشريف تفرد بأن يهدينا جديدا بين الفينة و الأخري ليذكرنا أن معين الشعر لاينضب الا بسلطان الموت..فالشاعر يحيا بأبياته.. جادت قريحة الشريف زين العابدين الهندي ..فأهدانا ما أهدته..قصيدة جميلة ..(قبانية) الروح..سودانية الملامح..أحببت نشرها هنا..و هي منقولة عن الرأي العام السودانية في عددها الصادر يوم الأحد الخامس من ديسمبر لعامنا الذي يصل محطاته الأخيرة ..و القصيدة بعنوان (ليتني)
ليتني الشريف زين العابدين الهندى ليتنى لو كنت أصغر
بمعدل نصف عمرى ليس أكبر
أو ليت لو أن عمرك أكبر
خمس أعوام وخمس ليس أكثر
كنت احببتك أكثر
ونثرت الحب في كفيك جوهر
وكسوت الكون من ديباجك أخضر
وسرحت في عينيك حتى أتبعثر
وتغنيت نشيداً
يجعل الانسان يسكر
وجعلت البحر والأنهار سكر
وزرعت الأرض ورداً ورياحين وعنبر
وجعلت الريح بستاناً معطر
ونسجت النجم عقداً وسوارين ومئزر
وصنعت الشمس تاجاً
كجبين لك أنضر
وتدليت الثريا بين نهديك لتظهر
وجمعت الضوء والنور نطاقاً يتخنصر
قد بعثت الروح في قلبى غراماً يتفجر
وتذكرت عهوداً
كان عمرى فيها أخضر
كلما ظلل غيم شاقه الطل فأمطر
صار للوجد رياضاً ونما فيها وأزهر
جعل الحب حياة ومزامير ومزهر
كلما أشرق بدر
كان حباً يتمخطر
أو هفا الجو بعطر
كان بشرى لمعطر
كلما غنى هزار ارجع الشجو بأكثر
أو شدى البلبل لحناً هاجه الشوق فأشعر
يجتنى الروض رحيقاً
وشذى الأزهار كوثر
كان اصباحنا زهوراً
وليالى الحب أقصر
كلما شقشق فجر
قلت للصبح تأخر
وسألت الشمس لا تأتي قليل الحب أنور
ذاك عهد قد تولى
لم يعد ما فيه يذكر
كان ما كان وولى وتدثر
وبقيت الآن كوناً يتكسر
وكياناً كلما سار تعثر
واذا حن الى الماضى تحسر
لم يعد في العمر الا ما تذكر
فدعينى ان وقتى قد تأخر
فأقبلى عذري فأني اتعذر
فأمانيّ سراب في دموع تتحدر
سأغنى في خفوت
ليتنى لو كنت أصغر
أو ليت لو عمرك أكبر خالد دفع الله
|
|
|
|
|
|