|
Re: المناصير .. معظم النار من مستصغر الشرر .! / عثمان مرغني - الرائ العام (Re: ahmed haneen)
|
ويواصل عثمان مرغني
رحلة البحث عن المتاعب ..! الاخ/ عثمان ميرغنى
اتصل بي عدد من القراء محتجين على عدم نشر المقال الذي كنا وعدنا به أمس لتوضيح كل ملابسات قضية تعويضات الأهالى المتأثرين بقيام سد مروي خاصة في منطقة المناصير التي يدور حولها لغط كبير .. والحقيقة أن رحلة جمع المعلومات استغرقت زمنا أكثر مما توقعت مما حتم تأجيل نشر المقال قليلا ريثما تكتمل الصورة..
وقد جلست لساعات طويلة مع جماعات متفرقة من ابناء قبيلة المناصير الذين ستمحو مياه السد قراهم عن الوجود وعدد آخر من أبناء منطقة «أمري» و الحماداب من النصف الذين تم تهجيرهم الى المتلقى ومن ينتظر ومابدلوا تبديلا ..
ورجعت مرة أخرى لادارة السد والتقيت بمفوض الشئون الاجتماعية المسئول عن التهجير واعادة التوطين السيد أحمد محمد صادق الكاروري ومدير المشاريع الزارعية السيد عادل جعفر .. ثم التقيت أمس ولساعات طويلة في مقر الهيئة الاستشارية بجامعة الخرطوم بكوكبة من خبرائنا في مجال الري من اساتذة جامعة الخرطوم الذين قاموا بالدراسات الاستشارية التي تبنى عليها المشاريع الجديدة في مستوطنات التهجير..
وأتوقع أن التقي اليوم ببعض المواطنين القادمين من منطقة المناصير .. كل ذلك من أجل توفير أكبر قدر من المعلومات المستقاة من مصادرها الأصلية التي تضع امام القاريء شعلة ضوء قادرة على كشف كل أركان القضية حتى تستبين فيها الرؤية ..
مثل هذه القضية الحساسة تتطلب مجهودا مخلصا في استبيان مخابيها.. بعيدا عن أي اعتبارات عاطفية ترتبط بالقاريء او توقعاته المستبقة لموقف الكاتب فيها .. وأسوأ وأحط عمل صحفي هو الذي يبيع للجمهور عواطفه .. الذي يضع البوصلة في اتجاه الامنيات والرغبات أكثر من الحقيقة المجردة من شوائب التأثير.
وصدقوني ما اتصل بي مواطن بالهاتف ليضيف معلومة أو ليبدي رأيا في هذه القضية الا واستمعت له صاغيا بكل اهتمام وكل الرسائل التي وصلتني باليد أو بالبريد الالكتروني جمعتها لتزيد من قبس المعلومات ..
وبقدر ما حفلت به هذه القضية من توتر وصراع للدرجة التي جعلت البعض يمتطي مركب اليأس فيهاجر خارج البلاد مغاضبا لينضم الى الحركة الشعبية لتحرير السودان .. بقدر ما تبدو القضية سهلة و موفورة العافية في مضمونها وتفاصيلها الدقيقة .. وكلما أبحرت في رحلة جمع المعلومات فيها كلما طوقني سؤال رهيب .. في ماذا هم مختلفون ؟ أين نقطة الخلاف ؟!
ورغم كل الخلافات إلا أن هناك اجماعا فريدا في كل مناطق المناصير وامري والحماداب أن لا مساس بالمشروع وقيمته الوطنية .. وفي المقابل فيجب على الجميع الاقرار أنه لا حرج اطلاقا على الاهالي المتأثرين به أن يكافحوا من أجل أفضل قيمة تعويضية .. فكم مرة في التاريخ ستتاح لهم هذه الفرصة .. ومن حق الذي يكتشف أن تحت بيته بئر بترول أن يتمنى الأماني .. ولكن مع الاقرار بذلك سأضع أمامكم حقيقة غريبة ومثيرة للدهشة .. في المقال الكامل حول القضية يوم الجمعة القادم باذن الله ..
|
|
|
|
|
|