مارسيل خليفة: قال إن مشاركته في البحرين للموسيقى ٣١ واجب ثقافي..
ألوم قائد الأوركسترا لقبوله التقديم في مثل هذه القاعة!
(أنا لا أقدم نفسي على المسرح كموقف فكري أو أيديولوجي. كان هذا تعليقُ المطرب مارسيل خليفة حين سُئل عن المسافة التي تحدد: أين تنتهي السياسة.. وأين يبتديء الفن.
والالتزام؟ يقول مارسيل »التجدد الدائم في الحب هو عمل ملتزم. وليس، فقط، الهتاف من أجل قضية ما«. وما الثورة؟ يقول »خلخلة الثوابت التي تعرقل فعل الحرية، هو عمل ثوري بامتياز. لكن هذا العمل يبدأ أولاً من الإنسان نفسه؛ فثورة الإنسان على ذاته إضافة إبداعية على الحياة«.
والقضية؟ يفيد »الموسيقى بدورها قضية كبيرة، وتستحق أن تأخذ نصيبها مع اللحظات الحرجة بمعزل عن أي شيء آخر«. وكان مارسيل خليفة يجيب بذلك على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحفي عقده الأحد الماضي في فندق الريجنسي بالمنامة.
وقد تحدث مارسيل في تمهيد مقتضب عن مشاركته في مهرجان البحرين للموسيقى، وقال »إنها بمثابة واجب ثقافي أصيل تجاه التراث الموسيقي العربي وحاجته إلى التجدد الدائم، معتبراً أنها فرصة لطرح الأسئلة من خلال الفن »فإذا استطعنا أن نجعل غيرنا يشاركنا الرؤية نكون قد حققنا الهدف«.
وانتقد مارسيل أداء الفضائيات العربية، قائلاً إنها حولت الفن من فن شعبي يصنعه الناس إلى برامج مصنوعة طبقاً لمواصفات مخبرية »تحتكرها مؤسسات لديها إمكانيات مادية كبيرة، لاتسمح لأي فعل أن يتحرك من خارجها«.
ودعا المتلقّي لأن يباشر عملية النقد للنماذج الفنية السائدة، ذلك لأن »المتلقي شريك في العمل الفني، ويجب أن يبقى فعّالاً وحساساً. وأن تبقى علاقة الشراكة بينه وبين العمل الفني متوازية مع الإبداع«.
الحب عمل ملتزم وفي سؤال لـ (الأيام عما إذا كان راضياً لما جرت عليه العادة عند تعريفه بأنه »فنان ملتزم«.. وما إذا كان بالإمكان الحديث عن الالتزام بصورة مغايرة عما تم طرحه في الستينيات والسبعينيات، أجاب مارسيل »حين أبحث كموسيقي عن جملة موسيقية جديدة ونظيفة، فإن ذلك هو عمل ملتزم. بمعنى أنني حين أسمي نفسي فناناً ملتزماً، لا أقصد من ذلك أن لديّ قضية معينة نذرت نفسي للهتاف باسمها. حتى في بداية عملي لم يكن الالتزام مطروحا عندي بهذا المعنى السلفي. لا.. أنا اعتقد أن الحب هو عمل ملتزم. وعندما غنيت (ريتا قبل ٥٢ سنة -وهي أغنية حب جريئة وفيها تصعيد إيروتيكي عالٍ- أشعر اليوم أنني قدمتُ عملاً في غاية الالتزام«.
وعما إذا كان يرى في ارتباط الفنان بموقف سياسي معين مسألة قد تحد من انتشاره، قال »ربما، ولكني لم أواجه هذه المشكلة. كان لديّ دائماً فرصة دائمة لأن التقى بأعداء وأصدقاء. لكنني أبداً، لم أفكر أن أقدم نفسي على المسرح كموقف فكري أو أيديولوجي«. ليست مسألة أوركسترا !!
وعن تقييمه للإبداع الموسيقي في البحرين، قال »الجو الثقافي السائد في البحرين، سواء لجهة الموسيقى أو الشعر أو المسرح، يشي بموقع متقدم. تعرفت على الكثيرين من الشباب الموسيقيين الواعدين الذين يسعون بجدية لتعميق مغامراتهم. ولكن ينقص كل ذلك اهتمام شركات الإنتاج بهذه التجارب لكي تخرج إلى العالمية«.
وعما إذا كان يتفق مع رأي أحد الناقدين الموسيقيين من أن فرقة البحرين للموسيقى استطاعت - على مابدت في ليلة الافتتاح - انتشال المفردة الشعبية وتقديمها في أوركسترا للجمهور، قال »أريد التصويب فقط. ليس بالضرورة أن يكون العمل الموسيقي ضخماً مع الأوركسترا. وأيضاً العكس، أن يكون العمل غير ذي أهمية بالآلات البسيطة. لا.. المسألة ليست بعدد الآلات. فالأغنية الشعبية ممكن أن تكون جميلة وحقيقية بآلة واحدة.
لقد كنت منهمكاً في الإنصات لأداء الأوركسترا التي قادها خليفة زيمان. لقد قدم أداءاً رائعاً. اذ استطاع أن يضع الأغنية في وضع مرتب وصحيح. ويبقى المكان هو المشكلة. وأنا ألوم قائد الأوركسترا لأنه قبل التقديم في هذه القاعة«. وأضاف »إن ما قدم كان جيدا وعلى طريق الصواب، وأن أحب العمل أو لا أحببه فهذا أمر يعود لي!!«.
لاقربى فوق المسرح وحول تعاونه مع ولديه رامي وبشار معه، قال إنه جاء بالصدفة؛ حيث جاء التعاون من خلال حاجته للموسيقيين وكانوا موجودين حوله وذلك بعد أن كانوا أطفالا يلعبون بالآلات الموسيقية أصبحوا من العازفين لها، موضحاً في هذا الشأن أنه لم يشعر ولو مرة واحدة بأنهم أولاده وهو على المسرح، أو هو أبوهم حيث تختفي علاقة القربى عادة فوق المسرح. ويواصل قائلاً: إن كل واحد من أبنائه لديه مشروعه الفني الخاص به، فهم يحاولون الهروب من شهرته وأن يؤسسوا مشروعهم الخاص بهم فهم لم يطلبوه في عمل يقومون به بل هو من يطلبهم للعمل مؤكدا على أنه سيعمل معهم بالمقابل إذا ما طلبوا منه ذلك.
أما فيما يخص أعماله وتجاوب الجمهور معها، يقول مارسيل »لا يوجد فنان جاد يكتب للجمهور؛ إذ أن كل واحد يكتب لنفسه وقد يلاقي العمل صدى أو العكس، إلا أنني لا أزعل إزاء ذلك وخاصة أنني مؤمن بأن أي عمل يقدمه الإنسان بجهد وإخلاص يصل للآخر«.
وعن علاقته بالجمهور، قال »إن الجمهور في أي صالة هو سيد الموقف لذا فإنني أحاول أن أقيم حواراً وعلاقة حب معه في الحفلة حيث أنني لا أفصل بين المسرح والصالة، بل أسعى لخلق حوار وعلاقة حب بين الطرفين«.
أنا يوسف يا أبي وفيما يخص الدعوى التي رفعت عليه جراء غنائه لقصيدة (أنا يوسف يا أبي لمحمود درويش، أكد بأنه فوجئ بأنه يحاكم في لبنان.. هذا البلد الذي يفترض بأنه يتمتع بهامش من الحرية، إلا أنه لم يفعل أي شيء حيال ذلك، ولكن الناس ووقوفهم بجانبه هو ما دافع عن قضيته، معرباً عن ألمه في أن يقف في ساحة المحاكم وهو في حيرة من أمره كونه لم يسرق ولم يتاجر بأصوات الشعب ولم تكن له أي جرائم يعاقب عليها. وفي هذا السياق أشاد بالقاضي وكان امرأة، معتبراً أنها أقوى وأجرأ من الرجال، حيث كان لها حكم رائد حين قامت بتبرئته فأعطت بذلك للموسيقى حقها في التبرئة والانتصار على ما حاول البعض زجّه فيه.
وحول ما إذا كتب أغنية للمقاومة، قال إنه كتب عملاً موسيقيا بالعود والكونترباص، ويعمل على إعداد بحث جديد من خلال علاقة آلتين مع بعضهما البعض ومنها آلة العود ذات الصوت الحنون. حيث يعتبر هذا العمل تحية للمقاومة فهو ليس بالنشيد الذي لا يحبه منذ أن كان صغيرا في المدرسة حيث ان له ذكريات سيئة مع الأناشيد كما أنه لا يحب الإيقاع العسكري في تقديم الأغاني الوطنية أو المقاومة فهو إذا لديه موقف مع المقاومة يبحث عن شكل آخر للتضامن مع المقاومة ويقدم أعمالا غير مباشرة تعبر عن علاقاته مع الإنسان الذي يقاوم، دفاعا عن حقوقه وحقوق وطنه وأبنائه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
. كان هذا تعليقُ المطرب مارسيل خليفة حين سُئل عن المسافة التي تحدد: أين تنتهي السياسة.. وأين يبتديء الفن.
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست