التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عربي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 01:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-18-2004, 08:52 PM

aboalkonfod
<aaboalkonfod
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 534

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر (Re: aboalkonfod)


    كنا في الحلقة السابقة وقفنا عند هذا السؤال الجوهري:

    لكن أين تتقاطع وأين تتفارق وحدة الوجود والحلول؟.
    نواصل ..


    النظريتان تتقاطعان عند اعتبارهما أن الله والعالم كينونة واحدة، وتتفارقان من حيث إن عقيدة الحلول تنفي ثنائية الحق والخلق، على حين أن وحدة الوجود التي قال بها الشيخ الأكبر تعترف بثنائية الحق والخلق وتنفيها في نفس الوقت. فهي تحافظ على الثنائية فيما تقول بالوحدة، أو وحدة في ثنائية؛ لكنها تمنح الوحدة قيمة مطلقة والثنائية قيمة نسبية. والسبب في ذلك قِدم الحق وحدث الخلق. فالخلق، أو العالم، محدث غير قديم. ووجوده بهذه الصفة، ليس إلا وجوداً عابراً بما هو صائر إلى زوال؛ بينما الحق تعالى موجود أزلاً، وموجود أبداً، لا بل هو الوجود بامتياز. وبذلك يكون وجود الخلق، قياساً على وجود الحق، وجوداً كالعدم، أو هو ألا وجود. فكل ما له بداية ونهاية فهو محدث، لا حظ له في قِدم. وهو، بهذه الصفة، لا وجود له إلا ما بين بدايته ونهايته؛ أما قبل البداية وبعد النهاية فعدم محض على صعيد الخلق بما هو خلق. إذن، فثنائية الحق والخلق معترف بها بمقدار "وجود" الخلق ما بين نشأته ومآله؛ وإلا فالوجود للحق تعالى وحده، لأنه هو الوجود بامتياز، كما قلنا. وعلى هذا تكون ثنائية الحق والخلق ذات قيمة نسبية، ويكون وجود الحق وحده ذا قيمة مطلقة. أو تقول إن ثنائية الحق والخلق شأن عابر، بينما وجود الحق وحده هو الثابت والدائم. أو تقول إن وجود الحق وجود حقيقي، ووجود الخلق وجود اعتباري. فوجود الخلق، بهذا الاعتبار، أمر معترف به لدى الشيخ الأكبر.
    ثمة معيار آخر للتمييز بين الحلول ووحدة الوجود، أعني به التنزيه والتشبيه، أو المباينة والمحايثة، على حد تعبير الإمام ابن قيم الجوزية، أو التقيد والإطلاق، على حد قول الشيخ الأكبر.
    تلتقي عقيدة الحلول مع عقيدة وحدة الوجود في أن الاثنتين تقولان بالمحايثة، محايثة الألوهة للعالم؛ وتفترقان من حيث أن الحلول يقول بالمحايثة المطلقة، على حين أن وحدة الوجود تقول بالمحايثة النسبية. فالحق ليس مبايناً للخلق مباينة مطلقة، لأنه لو كان كذلك لكان الخلق موجوداً بذاته، ولم يكن حادثاً، وكان حداً للألوهة. ويؤدي بنا إلى نتيجة مشابهة القول بأن الحق محايث للخلق محايثة مطلقة بلا مباينة، فيكون الله تعالى، في هذه الحالة، محدوداً بحدود العالم، متناهياً كتناهي العالم، نسبياً كنسبيَّته. إذن لا بّد من الاعتراف بكلتا صفتي التنزيه والتشبيه، أو المباينة والمحايثة، أو المفارقة Transcendence والكمون Immanence. وقد جمع ابن عربي بين التنزيه والتشبيه في قوله: "وبالجملة فالقلوب به هائمة والعقول فيه حائرة، يريد العارفون أن يفصلوه تعالى بالكلِّية عن العالم من شدة التنزيه فلا يقدرون، ويريدون أن يجعلوه عين العالم من شدة القرب فلا يتحقق لهم؛ فهم على الدوام متحيِّرون: فتارة يقولون: "هو"، وتارة يقولون "ما هو"، وتارة يقولون "هو ما هو"، وبذلك ظهرت عظمته تعالى."
    ويقول أيضاً: (والقول لابن عربي) "التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد. فالمنزِّه إما جاهل أو صاحب سوء أدب .. وكذلك من شبَّهه وما نزَّهه فقد قيَّده وحدَّده وما عرفه. ومن جمع معرفته بين التنزيه والتشبيه بالوضعين على الإجمال – لأنه يستحيل ذلك على التفصيل لعدم الإحاطة بما في العالم من الصور – فقد عرفه مجملاً لا على التفصيل كما عرف نفسه مجملاً لا على التفصيل."
    ثمة معيار ثالث هو الإقرار بأن الله تعالى واجب الوجود بذاته، وأن العالم واجب الوجود بغيره. يترتب على هذا القول أن الله تعالى مطلق، لا بل هو المطلق، وأن العالم نسبي، وأن النسبي تابع للمطلق وخاضع له. وعند ابن عربي أن الخلق يشترك مع الحق في كل صفة واسم إلا الوجوب بالذات. يقول الشيخ الأكبر: "ولا شك أن المحدَث قد ثبت حدوثه وافتقاره إلى محدِث أحدثه لإمكانه لنفسه. فوجوده من غيره، فهو مرتبط به ارتباط افتقار. ولا بُّد أن يكون المستند إليه واجب الوجود لذاته، غنياً في وجوده بنفسه غير مفتقر، وهو الذي أعطى الوجود بذاته لهذا الحادث فانتسب إليه. ولما اقتضاه لذاته كان واجباً به. ولما كان استناده إلى من ظهر عنه لذاته، اقتضى أن يكون على صورته فيما ينسب إليه من كل شئ من اسم وصفة، ما عدا الوجوب الذاتي؛ فإن ذلك لا يصح في الحادث، وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بذاته."
    ثمة معيار رابع هو طبيعة الارتباط بين الحق والخلق. وهي رابطة معنوية لا جسمانية أو مادية. وفي هذا القول للشيخ الأكبر: "أما الارتباط الجسماني فلا يصح بين العبد والرب {أو بين الخلق والحق} لأنه تعالي "ليس كمثله شئ"، فلا يصح به ارتباط من هذا الوجه أبداً لأن "الذات" له الغنى عن العالمين؛ بخلاف الارتباط المعنوي، فإنه من جهة مرتبة الألوهية. وهذا واقع بلا شك لتوجه الألوهية على إيجاد جميع العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها."

    نواصل في الحلقة القادمة ،،،
                  

العنوان الكاتب Date
التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عربي aboalkonfod10-17-04, 10:33 PM
  Thanks for this nice topic elhilayla10-18-04, 00:27 AM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-18-04, 08:21 PM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-18-04, 08:52 PM
    Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-20-04, 02:53 AM
    Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-20-04, 02:59 AM
    Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-20-04, 10:40 PM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-20-04, 10:50 PM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-22-04, 09:56 PM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-23-04, 02:29 AM
    Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-23-04, 03:38 AM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر المكاشفي الخضر الطاهر10-23-04, 04:26 AM
  Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر aboalkonfod10-23-04, 11:25 PM
    Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-24-04, 03:05 AM
      Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-25-04, 04:09 AM
        Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-26-04, 03:32 AM
          Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-26-04, 10:10 AM
            Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر omer alrubatabi10-27-04, 02:44 AM
              Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر smart_ana200112-11-04, 09:02 AM
                Re: التصوف الإسلامي .. بين وحدة الشهود ووحدة والوجود .. مدخل إلى فكر ابن عر هاشم نوريت12-11-04, 09:16 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de