|
Re: تحليل سياسي ..عن مفاوضات الترتيبات الامنية (Re: عارف الصاوي)
|
الأخ/ عارف الصاوي.
أن السبب الوحيد الذي دعا حكومة السودان المجرمة لاستئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية هو قرب تاريخ تجديد أو إنزال عقوبات عليهم من جانب الإدارة الأمريكية , وذلك وفقاً لقانون سلام السودان Sudan Peace Act الصادر من الكونجرس ووقع عليه الرئيس بوش من قبل. ولقد صار يجدد كل ستة أشهر من جانب الرئيس بعد موافقة الكونجرس. وسوف يقوم الرئيس بوش بتقديم تقرير للكونجرس الأمريكي بشقيه نواب وشيوخ, وسوف يكون محور التقرير عن طرفي التفاوض(الحركة الشعبية وحكومة الخرطوم) عن مدي جديتهم بالمفاوضات. وهذا هو السبب الرئيسي الذي أجبر نظام الجبهة للرجوع السريع لطاولة المفاوضات لكي يتجنوا إدانة أمريكية لهم بهذا القانون. وبعد يوم 21 أكتوبر, يوم تقديم تقرير الرئيس الأمريكي للكونجرس سوف تعود الجبهة الإسلامية لنفس عادتها القديمة لكسب الوقت. وطبعاً كلنا نعلم أن الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر قد تأتي بحكومة جديدة. وقيام حكومة جديدة بواشنطن سوف يعطي نظام الخرطوم ستة أشهر على الأقل لكي تتبلور سياسة جديدة تجاه السودان من الإدارة القادمة.
أما في يختص بمسألة الخلافات حول تفسير مواد وبعض بنود الاتفاق, هذا موضوع معروف فمجرمي الجبهة الإسلامية لا يؤمنون بتلك الاتفاقية بالمقام الأول, فهم همهم الأول هو أن يستطيعوا استيعاب الحركة الشعبية لتحرير السودان كما استوعبوا من قبل بعض الأفراد والأحزاب المنشقة. يجب أن أكون واضح معك يا أخي الصاوي. الجبهة الإسلامية لا تؤمن بسلام حقيقي ولا تسعى لإعادة حريات وديمقراطيات وسوف أكون مجنون لو صدقت في لحظة أن الجبهة الإسلامية تسعىَ لسلام حقيقي. أحد نقاط الخلاف هي المليشيات الجنوبية المسلحة التي أنشئت ومولت من جانب الحكومة لمحاربة الحركة الشعبية بالنيابة عنهم. فكيف تتوقع الحكومة من الحركة الشعبية بأن تسمح ببقاء تلك المليشيات المسلحة بالجنوب وبكامل عتادها؟ لقد خيرتهم الحركة الشعبية بين الانضمام كأفراد للحركة الشعبية أو لجيش النظام ولكنهم رفضوا الخيار ين, والاتفاقية واضحة جداً بعدم وجود أي قوات ثالثة مساندة لأحد الطرفين.
خلاصة القول يا عزيزي أن هذا الاتفاق(نيفاشا) لن يتم تنفيذه أبداً . كلنا نعرف العقلية التي تسيطر على الأمور بالخرطوم فهم غير مستعدين لأي عملية انتحارية بعد. أي حديث عن الحريات والديمقراطيات سوف يؤدي لزوال نظام الجبهة وإبادته وقيادة الأخوان المجرمين يعلمون ذلك جيداً. ويجب أ ن لا نتوقع منهم تحرير شهادة وفاتهم وهي تحمل توقيعهم. نظام الجبهة الإسلامية نظام مجرم ولن يزول بأي طريقة سلمية وإذا كنا ننتظر سلام كيزان فأن فترة انتظارنا سوف تكون طويلة جداً.
دينق.
|
|
|
|
|
|
|
|
|