|
Re: فريدة النقاش : الحزب الشيوعي السوداني والديمقراطية الليبرالية (Re: mohammed alfadla)
|
شكراً بنبن علي المقال الجميل
الموضوع يستحق النقاش حيث أن التعميم الذي يلجأ اليه الكثيرون في قضية معقدة كقضية الديمقراطية في نشوئها وتطورها يضر كثيراً بحقيقتها وحقيقة موقف مختلف الأفكار منها.
وأعني بالتعميم أنه يستحيل محاولة اثبات ان كان الحزب الشيوعي السوداني ضد الديمقراطية الليبرالية أو العكس.
ولكننا حتماً نستطيع القول بأن الحزب الشيوعي السوداني هو من أكثر الأحزاب السياسية السودانية ان لم يكن أكثرها علي الاطلاق - التي اهتمت بقضية الديمقراطية من ناحية فكرية. ونستطيع القول أيضاً أن تيارات كبيرة داخل الحزب الشيوعي السوداني كانت علي قناعة بمفاهيم الديمقراطية الليبرالية وأنها تناسب التربة السياسية السودانيةخلافاً لما كان سائداً وسط الأحزاب الشيوعية والاشتراكية الأخري.
أري أنه من المهم جداً مقارنة كل ذلك بما كان سائداً حينهافي العالم من أفكار وأعني تحديداً فترة الخمسينات والستينات وهي فترة المد الثوري في العالم الثالث وفترة الانتصارات علي قوي الاستعمار واستحواذ الانقلابات العسكرية علي اعجاب الجماهير و تأثير كل ذلك علي مواقف الحزب الشيوعي.. ثم العوامل الداخلية السودانية المؤثرة أيضاً .. كالحملة الشرسة التي قادتها القوي الظلامية لمجابهة المد الشيوعي حينها ..طرد النواب الشيوعيون من برلمان "ديمقراطي" ثم رفض قرار المحكمة الدستورية .. مسؤولية هذه العقلية من دعم وانتاج عقليات الانقلابات المدنية والعسكرية. في ذهني الآن مقال كتبه الأستاذ عبدالله علي ابراهيم في نهاية التسعينات لا أستحضر عنوانه الآن عن موقف الحزب الشيوعي السوداني من مايو وكيف كان الحزب يقيم الندوات الداخلية والنقاشات حول كيفية تحويل الانقلاب العسكري الي ثورة شعبية وانشغال مجمل عضوية الحزب حول هذه القضية و أنه من ضمن ما طرح الاتصال بالقيادات السياسية ومشاورتها.. فحين ذهب الشهيد الأستاذ عبد الخالق محجوب ل " الأستاذ" الصادق المهدي "حلوة أستاذ دي مش كدة؟" لمناقشته بدا الصادق وقتها مهموماً ومركزاً نقاشه وأسئلته حول عدد الوزراء الشيوعيين بالسلطة.
ورود المقال في ذهني الآن مناسباته:
موقف الحزب من انقلاب مايو ثم انقلاب 19 يوليو .. ماهي المؤثرات الداخلية والخارجية التي جعلت الحزب يتردد في تلك اللحظات التاريخية في موقفه من الديمقراطية الليبرالية والذي بدي واضحاً في كل صراعات الحزب الداخلية ومؤتمراته؟
هل كان ايمان الحزب بالديمقراطية واشراك الجماهير أو تحويل الانقلاب الي ثورة جماهيرية عاملاً حاسماً للوصول الي نقطة اللارجعة مع سلطة مايو؟ والنقطة الأكثر الحاحاً في تزكري للمقال:
عندما كان الحزب مهتماً بقضية الديمقراطية ويثير النقاشات المختلفة حولها وينقسم أعضاؤه بين مؤيدين ومعارضين .. ما هو موقف بقية الأحزاب السياسية وماهي مساهمتها ونقاشاتها وآراء عضويتها؟؟
أقول كل هذا لأن الحزب الشيوعي لم يكن وحيداً بالساحة .. وهو حزب سوداني يتأثر ويؤثر بما كان موجوداً ..ثم أن التقييم في النهاية هو مقارنة بالآخرين "نسبي" وليس تقييماً في الهواء .. اذن من الضروري أن نعرف مواقف ورؤي الآخرين ليمكننا المقارنة.
لكم الود
|
|
|
|
|
|
|
|
|