|
Re: - إعفاء د. جعفر ابنعوف وتحويل مستشفى حوادث الاطفال الى مستشفى تجارى (Re: Habib_bldo)
|
علامات استفهام محمد ابراهيم الشوش القضية لم تنته بعد كل الذين تناولوا قضية اقصاء وزارة الصحة للدكتور جعفر بن عوف من مستشفى الأطفال بالخرطوم الذي انشأه بجهده وكدهِ لعلاج الاطفال مجاناً دون مساعدة من الوزارة المذكورة. ووهبه من عِلمه ووقته ونبوغه المهني، ومنحه من حِسّه الانساني ما يجب ان يكون نموذجاً في وقت عزّ فيه المثل والقدوة وأصبح التكالب على المال والكسب، الشغل الشاغل لاصحاب المهن ولمن لا مهنة له.
كل هؤلاء الكُتّاب الذين كتبوا دفاعاً عن الدكتور جعفر بن عوف بدءاً بالأستاذ محمد لطيف الذى أثار القضية في تحليله السياسي بصحيفة «الرأي العام» عدد 30 اغسطس ثم عقب عليها بتاريخ 3/9، وانتهاء بالاستاذ الكبير الدكتور الطيب زين العابدين بـ «الصحافة» مروراً بالسيدة آمال عباس بـ «الصحافة» والصحافي النابه محمد سعيد محمد الحسن في «الرأي العام» والأستاذ مرتضى الغالي بصحيفة «الأيام»، والأستاذ نورالدين مدنى بـ «الصحافة» والأستاذ صادق عبدالله عبدالماجد بـ «أخبار اليوم» وكثير ين غيرهم لا أحصيهم. كلهم قالوا ما يكفى وأكثر لانصاف هذا الرجل الفذ الذي جازته وزارته جزاء سنمار وبناة الهرم وتاج محل عقاباً له لأنه أنجز عملاً عجزت عنه الوزارة ولم تستطع ان تقدم له يد العون فوقف الانجاز شامخاً وشاهداً على عجزها وقلة حيلتها.
قال كل هؤلاء - وفيهم العالم النحرير والكاتب المتميز والصحافي اللامع والمحلل السياسي المرموق ما أعطى الرجل حقه وما سيظل نموذجاً انسانياً رائعاً لوفاء السودانيين الأصلاء للذين يعملون من أجل الخير والانسانية والذين يضعون علمهم وتخصصاتهم في خدمة أبناء هذا الوطن.
رائعة تلك اللوحة التي تبارى هؤلاء الكتاب في ابرازها للدكتور جعفر بن عوف يشع نورها حتى ليبهرك، وأجمل ما فيها انها تبرز قامات كثيرين لم يعرفوا من قبل قامات يقيسون قامتهم عليها.!
قدّمه الأستاذ محمد لطيف للشعب السوداني بقوله: «جعفر بن عوف ليس موظفاً عادياً. ولم يكن مديراً تقليدياً قذفت به الأقدار لمرفق ما. جعفر بن عوف حفر الصخر ليبني مستشفىً للأطفال. ونجح، ليس بدعم من وزارة الصحة، بل بجهده وفضل المنظمات والدول والأصدقاء حتى شمخ مستشفى الأطفال في سماء الخرطوم. وبالنتيجة منحته الدولة ممثلة في أعلى سلطة فيها «نجمة الانجاز» بل وأطلقت اسمه على المستشفى».
وقال عنه الدكتور الطيب زين العابدين «ان للدكتور جعفر بن عوف خصوصية. فقد أصبح أشهر اختصاصيي الأطفال قاطبة داخل البلاد وخارجها. وهو من أكبر المنافحين عن مجانية علاج الأطفال. واستطاع ان يطبق ذلك رغم تقتير وزارة الصحة عليه. وهو أنجح الاختصاصيين في اقامة علاقات خارجية دَرَت على البلاد أدوية ومعدات للأطفال بمئات الملايين من الدولارات حين كان السودان يتعرض لحصار . وهو من أزهد الاختصاصيين في الاضواء والمناصب . ومن أشدّهم حرصاً على اداء واجبه المهني كاملا غير منقوص . ومن أحسن الاداريين في خلق علاقات عمل بينه وبين مرءوسيه . وهو نموذج للطبيب الاختصاصي الذي ينبغي ان تحذو حذوه الأجيال الجديدة».
ووصفته السيدة آمال عباس بانه : «الأب الروحي لطب الاطفال على مدى 35 عاماً» .وقالت تصف وقع نبأ إعفائه : «أفزعني وأغضبني الخبر وأنا أعلم بأن لوحة الذين ساهموا في بناء هذا الصرح العلاجي يتضاءل بل يكاد ينعدم فيه دور الحكومة».
وحتى الوزير الذي شاء له طالعه ان يكون واجهة هذا القرار المجحف، إعترف في مؤتمره الصحفي باستاذية الدكتور جعفر بن عوف وفضله لاعلى مستشفى الاطفال فحسب، بل على مجمل علاج الاطفال في السودان.
ازاء هذا الموقف الغريب ماذا يمكن نقول ؟ أهذه هي الرسالة التي نريد ان ننقلها لجحافل الاطباء ومنهم المتكالبون والذين يستحلبون الصخرة حتي تنزف دما ، والذين هربوا الي بلاد النفط والفرنجة بشهادات حصلوا عليها على حساب اللقمة انتزعت من افواه الجوعى والاطفال ، وعلى حساب الدواء حرم منه المرضى والعجزة . اهذا ما نريد ان نعلمه اطفالنا واجيالنا القادمة ان نقدم لهم نموذجاً لنكران الجميل وجزاء من يفعل في اهله خيراً ؟
ان المآخذ التي أخذت على الدكتور جعفر بن عوف على غرابتها وعدم منطقيتها مآخذ ادارية تتضاءل امام ما فعله الرجل . فبأي مفهوم لسلطة الوزير يتصدى لها هذا في مؤتمر صحفي . ومهمة الوزير تتصل برسم السياسات لا مباشرة الترقيات والتنقلات ومتابعة من يغلق الادوية في خزانات ويحمل مفاتيحها في جيبه . ثم بأي حق قانوني سمح الوزير لنفسه ان ينتقص من قدر العاملين في وزارته ويرميهم علنا وامام الملأ باتهامات لم تحقق فيها لجنة قضائية او تصدر بشأنها ادانة قضائية وفي غياب متهم لا يملك الدفاع عن نفسه وذلك من ابسط حقوق الانسان .
ان قضية تخرج إلى كل هذه المنعرجات الغريبة وتتوغل في الخطأ وسوء التقدير الى هذا الحد . وان قراراً تعسفياً لا يثنيه تكريم الدولة في اعلى مستوياتها ولا مشاعر أغلبيه المواطنين ، ولا مصالح الاطفال ، ولا رأي اغلبية الاختصاصيين بالمستشفى ولا هذا التضامن الاعلامي غير المسبوق ، ولا يستند إلى كفاءة خيار بديل لابد ان يكون قراراً يهدف إلى ابعاد واسعة تتعدى مجرد اعفاء شخص معين ، أو تفشي التنافس الشخصي والبغضاء بين أبناء المهنة الواحدة.
ان الدفاع عن شخص الدكتور جعفر بن عوف واجب لان السودان في أمس الحاجة إلى ألوف الاشخاص على شاكلته ولان نموذجه الخير يجب ان يسود على قيم التكالب والجباية . ولكن الاهم من ذلك ان يستمر الدفاع عن القيم التي يمثلها والتي حاول أن يزرعها في بيئة بدأ الفساد يغزوها . وأول هذه القيم مجانية العلاج للاطفال فلا عاشت بلد يموت اطفالها لانهم فقراء.
|
|
|
|
|
|
|
|
|