|
|
 Re: توجيه رئاسى من البشير بسبب سودانيز اون لاين (Re: برهان تاج الدين)
|
أشكرك يا سيد برهان علي هذا البوست الجيد
أولا دعني أقول ان تحويل الجمارك الي قوات شرطه كان قرارا خاطئا، وانا لست بصدد مناقشة هذا الامر هنا لكي لانخرج عن الموضوع الاساسي. ولكن احد اسواء تداعيات هذا الامر علي الزائر للسودان انه يعطي انطباعا بانه يدخل الي دوله بوليسيه ( وفي واقع الحال هي كذلك) ( وطبعا الجواب بقروه من عنوانه).
ثانيا إن وجود ضابط في كامل زيه الرسمي يفتش حقائب أو متعلقات مواطن برئ، من شانه ان يضع الفرد في خانة ( المتهم) حتي لو لم يكن ذلك مقصودا. فالمعروف في كل الدنيا ان الشرطه لا تفتش فردا الا مشتبها فيه أو متهم في جريمه، ومهما قيل من مبررات لا يمكن نفي هذه الحقيقه. فبمجرد ان يضع شخص يرتدي زي ضابط الشرطه يده في متعلقاتك لتفتيشها فانت متهم مهما قيل من مبررات ، فمن المعروف ان الشرطه لا تفتش متعلقات الافراد الا بتهمه. وكان يمكن ان يتم تلافي هذا الحرج والاستفزاز لمشاعر الناس ووضعهم في خانة المتهمين، بأن يرتدي ( التيم) العامل في الخطوط الاماميه مع المغادرين أو الواصلين زي مدني موحد ( يونبفورم) ويمكن ان يختلف لون اليونيفورم حسب رتبه الشخص. مثل هذه الاجراءات تتبعها الكثير من الدول تلطفا بمشاعر شعبها ومواطنيها وزوارها.
ناحيه اخري اعتقد انها مهمه ومن غير المنصف ان يلام ضباط الجمارك عليها. و اعتقد ان السئ هو قانون الجمارك نفسه وليس الافراد. وقد احتككت بالكثيرين من ضباط الجمارك كزميل لهم في وزارة الماليه ( قبل الانقاذ والعسكره) وفيهم الكثيرون الممتازين في عملهم واخلاقهم، واعتقد ان الجمارك مثلها مثل أي مصلحه أو مؤسسه اخري في السودان فيها الطالح ايضا ولكن هذا امر لا يجب تعميمه. غيرأنه من الضروري الاعتراف أن هذا الطالح قد ارتفعت نسبته كنتيجه لارتفاع نسبة الفساد في الخدمه العامه في السودان كله، ولكن من الضروري ان لا تعتقد أدارة الجمارك بانها ( مكمله). هنالك الكثير من المثالب والتجاوزات التي تقع ومن الضروري معالجتها، والقول بان المدير كذا وكذا قول غير جيد، لان المدير ليس مسؤلا عن نفسه فقط، بل مسؤلا عن المصلحه برمتها ووقوع أي تجاوز في أي موقع من الجمارك يتحمل جزء منه المدير العام ذلك جزء من مسئولياته.
ثالثا اعتقد انه من الخطاء القول بأن ضباط الجمارك ينالون تدريبا كافيا، وفيما نعلم فالسودان حكومه وشعبا ( ويشمل ذلك هذا الكاتب) يحتاج لتدريب، وذلك لاننا فشلنا في ايجاد (التوليفه) التي تمككنا من التعايش واحترام بعضنا البعض.
فمثلا لا تزال وزارة الماليه ومعها سلطات الجمارك لا تعتبر الثياب الشعبيه سلعه ضروريه وتفشل ادارة الجمارك في ان تتقدم لوزارة الماليه بمقترحات في هذا الصدد ( والتياب الشعبيه هي لباس اكثر من 98% من النساء في السودان خاصة في الريف والفئات المسحوقه) تفشل ادارة الجمارك ايضا في اقتاع وزارة الماليه بضرورة اعفاء لعب الاطفال من الجمارك وتفشل ايضا في اقناعها بضروره اعفاء اجهزة الحاسوب وملحقاتها المختلفه من الجمارك ( وليس جهاز واحد). معظم دول العالم تعفي اجهزة الحاسوب ومتعلقاتها من الرسوم الجمركيه لمساعدة مواطنيها لاقتنائها للحوق بركب العالم، أنا اعلم ان هذه ليست سلطة الجمارك ولكن للجمارك ان تتقدم لوزارة الماليه بمقترحات تثبت انها يمكن ان تجمع المبلغ الذي يعود علي الخزينه العامه من رسوم الحاسوب ، من رسوم اخري تفرض علي العربات الفارهه والاثاث الايطالي و الموبليا والاواني الفضيه التي تملاء بيوت المترفين الخ...
ذلك هو نوع التدريب الذي يفتقده ضباط الجمارك. فالجمارك تجتهد في تحقيق الربط في الميزانيه ولكنها لا تتوقف ( بل لا تعلن) من أي سلع حققته، وفيما نعلم ان تحقيق الربط يقع دائما علي سلع الفقراء ( كمرقة الدجاج ماجي ومعجون الاسنان ابو وردتين وما شابه). وباختصار يحتاج ضباط الجمارك الي تطوير مقدرتهم علي تحليل ما يجمعونه من رسوم و تقديم مقترحات لتحويل الرسوم الباهظه من السلع الشعبيه الي سلع المترفين كالزيتون والعنب وكروت الاعراس التي تستجلب من جنيف وطوكيو وكوالا لامبور وفي بعض المرات ( كما تقول مجالس الخرطوم ) حتي من اسرائيل ( وليس لبنان) كما يزعمون، وكلها تدخل البلاد بدون جمارك.
وشكرا للمتداخلين
عسكوري
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Asskouri
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست