|
|
 Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
فأما الاولى فهي الاحزاب السياسية السودانية التي نشأت على اسس عقدية لا تخلو من انحياز جهوي جغرافي فرضته ولاءات مطلقة لبعض دوائر الانتخابات الجغرافية ، فبدا الأمر للبعض انحيازا قبلياً ، وهذا ما يمكن أن نتحقق منه جلياً في احزاب : الاتحادي الديمقراطي الذي آثر وميز بعض ابناء الشمال والشرق والجزيرة ، فكانت لهم حظوظ اوسع من غيرهم في النماء والتعليم وفي الحصول بالتالي على المناصب وسائر الوظائف العامة المرموقة والالتحاق بالكليات العسكرية ( تمهيدا للانقلابات فالنفوذ المطلق طبعاً!) وفي تمكين التجار رغم جشعهم المعهود والذي يعزز الغبن، وقد جاءت هذه المحاباة بحكم موالاة أهالي هذه الدوائر الجغرافية لأكبر الاحزاب واوفرها حظاً في امتلاك السلطة عبر الانتخابات الديمقراطية ، ويقابل ذلك تمكين ابناء الغرب واجزاء من النيل الابيض من قبل حزب الامة بنفس الطريقة السالفة، وهكذا نجد ان اتباع كل حزب سياسي فعال انما ينتمون الى مناطق محددة يمكن تقصيها .. . ونتيجة ذلك ظلت هذه الاحزاب تدافع ( ربما دون ان تدري ) عن مناطق بعينها أكثر من غيرها، لتبقى فكرة قوميتها مسألة نظرية فحسب ، بحكم الالتزام الاخلاقي ازاء قواعدها بما يتضمنه ذلك من ضغوط، والمحظوظ هو من يتسنم حزبه السلطة. والمغبون المقهور هو من كانت منطقته ليست دائرة ( مقفولة ) لحزب يستطيع ان يحكم فيوزع الغنائم على جيشه الطائع المنصور.
هذه احدى اهم البواعث التي ادت الى سوء توزيع السلطة وسوء توزيع التنمية في السودان.
الجهة الثانية التي تستحق الاتهام بهذا الصدد هي: الاستعمار، الذي كافأ من خدموه خلال فترة الاحتلال بأن منح ابناءهم امتيازات عديدة فاقت ما جرى تقديمه لعامة الشعب ومن بين ذلك اتاحة فرص اوسع لتعليم ابناء المستخدمين سواء في كلية غردون أو الجامعات البريطانية او المصرية أو الكليات العسكرية ، ومن ثم حصل اولئك على مناصب رفيعة وقيادية ( عن طريق التزكية وشراء الولاء) جعلتهم يهيمنون على زمام الأمور عقب الجلاء ، ولكن مما قاد الانجليز الى تقريب البعض بجانب الولاء ، قادهم ايضاً مدى القرب المكاني من المركز( أن تكون متاحا في الوقت المناسب) وبالتالي فان حرمان ابناء المناطق النائية تمخض احيانا عن سبب جغرافي يجعل المشكل في جانب منه مسألة (بعد ) أكثر منها مشكلة ( استبعاد) مقصود. ومع الوقت تولدت نخبة محظوظة تتوارث الامتيازات والفرص اياها ، وهي نخبة غير قائمة على العرق وانما على فكرة البعد ، سواء الجغرافي أو البعد عن ظل السلطان المستعمر.
.. أقول ، بهكذا طرق موضوعية نقترح فحص اسباب المظالم وسوء التوزيع وسبب التنمية الشاملة غير المتوازنة ، اذ ان المسالة ليست مسألة تفرقة عرقية ، ولا مشكلة شمال وجنوب، ولا مشكلة عرب ولاعرب، بدليل ان العرب الاكثر محافظة على النمط العربي الباكر ( بمقياس نسبي ) هم كما نرى الأكثر تعرضا للاستبعاد ، بل للنسيان، بحجة انهم زاهدون في حياة المدن والاستقرار ولذلك فلا حقوق لهم ؟
اذاً فليس عدلاً أبداً ان يأتي غير العرب ليقولوا بأن العرب قد استأثروا بكل شئ واستعلوا وظلموا وهيمنوا على غير العرب !!! ، ويأتي آخرون ( ومن العجب انهم أولاد عرب ) يؤيدون هذه الفرية ولكنهم يزيدون عليها عجباً عجاباً هو انه من الخرافة والوهم القول بوجود عرب في السودان، ولا حتى بأية درجة من الدرجات !. كيف اذاً يستوي الأمر ، متى كان الوهم قوة تصمد امام التاريخ ؟ .. المشكلة في الواقع تكمن في السببين اللذين ذكرناهما ليس الا.
اما وان ساسة السودان يصرون على ان الأمر ليس كذلك ، ويتهربون من تحمل مسؤولياتهم على هذا الاساس ، بل ويتمترسون عند خانة قراءة المشهد على اسس عرقية ، ويستسلمون لهذا الواقع الذي يقبل صيغ الاحتجاجات على اسس اثنية وعنصرية فقط ( الجنوبيون ، النوبة، الفور ، الزغاوة ، البجا، الخ ) .. طالما ان الأمر كذلك ..
فمن يضمن ان ينبثق كيان سياسي يضم ( عرب السودان ) موضوع حديثنا، من اجل الدفاع عن حقوقهم الذاهبة هدرا أمام أعين الجميع ، وفوق ذلك تكال التهم باسمهم ظلما وبهتاناً .
نحن هنا لا نخشى ولكننا نتوقع أن يفرز هذا الراهن الخطير جهة جديدة معها ألف حق في حماية نفسها وخصوصيتها ، كغيرها ممن عمموا قاعدة ( دار أبوك كان خربت شيل لك منها شلية ! ) ، وطالما ان أولاد العرب قد بدأوا ينأون فكريا ونفسيا عن انتمائهم العربي وهذا من حقهم.. نتوقع ان يصدر فجأة بيان مذيل بعبارة : يا (عرب ) السودان ، شرقاً ووسطاً وغرباً، اتحدوا، لأن قسمة نيفاشا وابوجا ستستبعدكم وحدكم ، كونها فقط بين: اولاد العرب .. وغير العرب ، وفي ذلك حيف مقنن سيضمنه الدستور ولا ينبغي السكوت عنه .
انتهى.
______________
ربّ اشرح لي صدري
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-24-04, 00:21 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-24-04, 09:29 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-25-04, 10:46 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | zoul"ibn"zoul | 08-25-04, 07:01 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | Deng | 08-25-04, 07:01 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | أبنوسة | 08-25-04, 09:55 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | د. بشار صقر | 08-25-04, 01:18 PM |
 Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | manubia | 08-26-04, 01:24 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-26-04, 02:23 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-26-04, 02:25 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | أبنوسة | 08-26-04, 04:45 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-27-04, 10:04 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | Mohamed Adam | 08-26-04, 10:08 AM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | zoul"ibn"zoul | 08-26-04, 05:45 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | Mohamed Adam | 08-26-04, 06:56 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | zoul"ibn"zoul | 08-27-04, 06:20 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | المهدي صالح آدم | 08-27-04, 10:09 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-27-04, 10:31 PM |
| Re: انتبهوا حتى لا نفاجأ بتمرد ( عرب ) السودان ضد أولاد العرب وغيرهم! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-27-04, 10:32 PM |
|
| |
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست