|
|
 Re: مفاوضات سودانية في القاهرة وأبو غيط يزور الخرطوم اليوم (Re: هشام مدنى)
|
اخي هشام اخاف من الحزب الشيوعي ان يفعل شيئا غريبا خاصة
ان يلتقي اقصي اليسار مع اقصي اليمين ستكون فكرتهم يحتار فيها ابليس واليهود وكل الدنيا
اليك هذا التحليل
التحليل السياسي الاسبوعي
محمد الحسن احمد
انحسار إحتمالات التدخل العسكري الدولي
أبوجا والقاهرة تمهدان لوفاق وسلام شامل وحكم قومي رشيد
لا اعتقد ان هناك أدنى مبالغة لو تصورنا ان هذا الاسبوع وربما الذي يليه ايضاً سيكونان من الأهمية بمكان في تحديد المسار الذي سيدور في فلكه السودان لحقبة طويلة من الزمن .. موحداً ، أو مقسماً .. مستعمراً ، أو حراً.
اليوم تنتهي في الخرطوم زيارة جاك استرو وزير الخارجية البريطانية .. وتبدأ في ابوجا قمة مباحثات سلام دارفور .. وتعقد في نيويورك جلسة غير رسمية لمجلس الأمن للنظر في مدى التزام السودان بقراره الذي تنتهي مهلته بعد تسعة ايام على وجه التحديد ... كذلك هناك انباء عن احتمال عقد اجتماع في القاهرة هذا الاسبوع بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي المعارض برعاية الشقيقة مصر بهدف المضى قدما في تحقيق المصالحة الوطنية تمشيا مع اتفاق جدة الاطاري الذي تم بين النائب الاول وزعيم التجمع . وكذلك اشارت «الشرق الاوسط اللندنية» الى مباحثات متوقعة في العاصمة البريطانية للدول الصديقة لمجموعة الايقاد.. هذا الاسبوع في لندن لبحث التعقيدات التي تعترض المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية مع احتمال عقد قمة لدول الايقاد في كينيا لذات الغرض ..
بريطانيا والزيارة والإلتباسات
لنبدأ بزيارة وزير الخارجية البريطانية حسب سياق التسلسل الذي قدمنا به لهذا الاستعراض ، فهي لا اتصور انها تحمل انذاراً للحكومة بالعقاب ناهيك عن الانزال العسكري كما ورد في بعض الصحف البريطانية واجهزة اعلامية أخرى لان ما تبقى من مهلة مجلس الامن من الزمن لا تتجاوز السبعة ايام ! ولكن الصحيح هو انه يريد تقييم الوضع توطئة لما سيتداول فيه مجلس الامن وفق ما تحقق وما لم يتحقق ، واراد ان يؤكد الوجود البريطاني في خضم سيل زيارات المسؤولين الدوليين الذين زاروا السودان . وما يؤكد فرضية التقويم ما اشارت به الخارجية البريطانية في تصريحات قبيل الزيارة وجاء فيها : ان اعضاء مجلس الامن سيبحثون في العواقب التي ستترتب على فشل الحكومة السودانية في تهدئة الاوضاع في دارفور في الموعد المحدد ، غير ان الخارجية استبعدت خيار فرض عقوبات اقتصادية صارمة ، كما نسب الى مسؤول رفيع فيها فضل عدم ذكر اسمه «ان مركز الثقل في مجلس الامن لا يميل إلى فرض حظر صارم على السودان»!.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا غابت حتى مجرد الاشارة الى التدخل العسكري البريطاني بينما بدا في الافق ان بريطانيا كانت الدولة الاولى التي لوحت بارسال جنود إلى دارفور وتحدد قوامها بخسمة آلاف جندي كما صرح رئيس هيئة الاركان البريطانية ؟! ..
ولا تتأخر الاجابة كثيراً ويرجح بعض المفسرين ان هناك التباساً قد وقع في فهم ما صرح به الجنرال البريطاني وهو انه كان يتحدث عن جاهزية القوات بمعنى أنه بوسعه ان يرسل خمسة آلاف جندي في الحال ، ولكن لم تكن من مهامه الى أين ؟ بينما كان السؤال في الاساس يتمحور حول ارهاصات واحتمالات ارسال قوات دولية للسودان. ومن هنا جاء الربط بين جاهزية القوات البريطانية وطلب ارسالها للسودان بينما لارابط بين الاثنين ، ومع ذلك فقد ترسخ في الاذهان ان بريطانيا أعدت هذا الجيش للتدخل في دارفور . وربما لهذا السبب جاء الربط أيضاً بين زيارة استرو وتقديم انذار للسودان ثم بدا الموقف متناقضاً مع الاشارات التي صدرت من الخارجية البريطانية وهي تحمل قدراً من الاتزان والمعقولية ومنها ما ورد على لسان احد وزراء الدولة بالخارجية البريطانية الذي قال : سيكون من الصعب على مجلس الامن فرض عقوبات غليظة على السودان كالحظر النفطي أو منع الوزراء السودانيين من السفر.
مؤشرات حول ما سيقرره مجلس الامن
اذا أخذنا في الاعتبار الموقف البريطاني الذي لا يبدو متشدداً الى درجة الحماس إلى ارسال جنود بريطانيين الى دارفور كما كان يتوقع البعض يلزمنا ان نلاحظ كذلك ان سقف توقعاته بالنسبة لاجتماع مجلس الامن لاتشي بامكانية فرض عقوبات غليظة وبالضرورة تكون فرضية ارسال قوات دولية مستبعدة تماما ،كما يبدو المشهد السياسي البريطاني على وجه العموم.
ولعل ما يعزز هذه الفرضية ان كل التصريحات المتتالية من مختلف المتحدثين باسم الامم المتحدة تشير إلى تحسن ملموس في المسائل الانسانية ، وكلها تتحدث بدرجات متفاوتة في النقد ، على ان تحسناً في الجوانب الامنية لم يحدث . ويمكن للمرء ان يستنتج من هذا التقييم ان يعضد مجلس الامن مشروع ارسال قوات افريقية كما اقترحت رئاسة القمة الافريقية ويمكن كذلك ان يمنح الحكومة فترة اضافية لاثبات تحسن الموقف الامني ربما تكون مهلة شهر آخر مع التشديد على تجريد الجنجويد ومحاكمتهم ومن شارك في جرائمهم.
وعلى العموم هذه الاستنتاجات والفرضيات لن تتأكد صحتها أو عدمها من اجتماع اليوم ولكن سيكون اجتماع اليوم مجرد مقدمات لما سيفسر عنه الاجتماع الرسمي لمجلس الامن الذي سيعقد الشهر القادم ..وعلينا أن ننتظر ونتابع لنرى كيف تسير الاوضاع ويجب ان لا يغيب عن البال ان ما سيجري في نيويورك لن يكون بمعزل عن ما يجري في ابوجا.
قمة ابوجا تعكس أهمية السودان وأوضاعه
ويبدو ان الرئيس النيجيري قد أعد المسرح السياسي باحكام شديد مستخدما نفوذ بلاده بحكم ثقلها الاكبر في القارة ووزنه كزعيم اكبر دولة في القارة حتى يكون مشهد ما سيجري في ابوجا لا يقل دوياً واثراً عن ما يجري في أروقة مجلس الامن في نيويورك وما تحاول القيام به الدول الكبرى في شأن السودان بحسبان ان الاتحاد الافريقي هو الاولى بالاهتمام والاجدر بحلحلة ازمات القارة ومصائبها .فقد أحسن الاعداد لقمة افريقية لدراسة ما يمكن عمله ليتفادى السودان التدخل الدولي من جهة ولتسوية أوضاعه من جهة أخرى ، ولتحسين وتمتين العلاقات بين دول الجوار من جهة ثالثة.
ولاشك أن مجرد انعقاد هذه القمه له دلالة رمزية مفادها ان القادة الافارقة يتدافعون لمواجهة الازمات التي تحيط بهم وعلى الآخرين ان يدعموهم ان شاءوا لا ان يخطفوا قضاياهم دون إستئذان أو طلب منهم . اما الامر الاكثر جدية وحسماً هو ما يعول على هذه القمة من نتائج خاصة في حل القضية وتوجيه مسارها في المفاوضات التي ستجري برعاية اوباسانجو بين الحكومة والحركتين الدارفوريتين فضلاً عن ما تردد عن احتمال عقد لقاء بين البشير وافورقي وهو احتمال لو تحقق فانه بلا أدنى شك سيساعد كثيراً لا في اعادة العلاقات الطبيعية بين السودان والشقيقة اريتريا فحسب وانما سيكون مدخلاً مهما في ترطيب الاجواء في منطقة القرن الافريقي بأسرها وخطوة مبشرة على طريق ازالة الجليد من مجرى العلاقات الاثيوبية الاريترية وهو دون ازالته لن يكتب للمنطقة ان تتكامل أو تتعايش في سلام واستقرار.
الوفاق بين الحكومة والتجمع الوطني
وتتزامن هذه الخطوات الجبارة التي يقوم بها الرئيس أوباسانجو وتتكامل مع خطوات أخرى تصب في ذات المسالك ومن أهمها المفاوضات التي تهيأت الشقيقة مصر لرعايتها بين الحكومة والتجمع الوطني المعارض في القاهرة هذا الاسبوع وهي مفاوضات من المأمول ان تحقق مقاصدها في الوفاق الوطني وهي بذلك تكون قد دفعت البلاد الى افق جديد في تخطي الازمات والصعاب ومصر بلا شك بمعرفتها الشاملة لاوضاع السودان وبعلاقاتها الحميمة مع كل الاطراف قادرة على إنجاح هذه المفاوضات التي تنعقد في وقت لا مجال لشريحة ما ان تفكر تفكيراً حزبيا ضيقا بينما الوطن كله يمر بامتحان ان يكون او لايكون.
ولعل من حسن الطالع ان التجمع سيشارك في المفاوضات بممثلين لكل قواه بما في ذلك الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق لان الحركة في الاساس هي جزء اصيل من منظومة التجمع ولان وجودها يتماشى مع ما ظلت تنادي به سابقاً والمتمثل في وجوب مشاركة التجمع في مفاوضات السلام التي أوشكت ان تكلل بالنجاح دون مشاركة التجمع !.
ولا شك ان هذه المشاركة بصورة أو أخرى تصحح غياب التجمع عن تلك المفاوضات وتفضي في النهاية الى ان يشارك الجميع في انجاز ما تعثر الوصول اليه في نيفاشا وبذلك يتحقق الوفاق واتفاق السلام بمشاركة جماعية لا تستثني حتى أولئك الذين التحقوا اخيراً بالتجمع او اولئك الذين تركوه ، اذ لا خلاف يذكر بين كل القوى السياسية ولذلك فان تدارك الموقف وجمع كل اهل السودان على صعيد واحد هو أمر في غاية الاهمية لسلام السودان واستقراره وعدالة حكمه وقسمة ثروته وبهذا المفهوم ينبغي ان تكون مفاوضات القاهرة فتحاً لانخراط كل اهل السودان في صنع السلام والمشاركة في تحقيقه مثلما يتوقع ان ترسخ مفاوضات ابوجا اللبنة الاساسية لتجاوز نكبة دارفور والانضمام الى الجميع في المفاوضات الشاملة .
اصدقاء «الايقاد» وتحريك المفاوضات
ونختم بما تردد عن احتمال عقد اجتماع لاصدقاء «الايقاد» في لندن واحتمال عقد قمة لرؤساء الايقاد في كينيا بهدف دفع مفاوضات سلام نيفاشا إلى نهايتها السعيدة ،فقد صحب ذلك النبأ تصريحات عن مسؤولين في الحركة يلومون وينتقدون الحكومة بحسبانها تلكأت في استكمال التفاوض وشغلت نفسها باحداث دارفور، مع ان احداث دارفور شغلت العالم كله ولا تزال. ومن سياق التطورات يتأكد بجلاء انها شديدة الارتباط باتفاق السلام الذي يراد الوصول اليه .
ومطلوب من الحركة ان تكون عنصر وئام لا عنصر اذكاء للنار أو متفرج طالما قناعات الجميع بما فيهم الحركة ان سلام السودان لا يتجزأ. ويسود اعتقاد كبير في عدد من مراكز الدراسات وصنع القرار ان سلام السودان ينبغي ان يكون كله في سلة واحدة وبهذا المفهوم تتوافر قناعات بان الاولوية لسد ابواب الحرب في الغرب مع التركيز على عدم فتحها في الشرق وبالتوازي يجري التفاوض الشامل مع كل القوى حتى يخرج اتفاق السلام منصفا للجميع ومرضيا لكل القوى وباعثاً على الاطمئنان والاستقرار. ويكفي الحركة الشعبية والحكومة السودانية شرف انهما قطعا الشوط الاكبر في رسم الاتفاق بما توصلا اليه حتى الآن في البرتكولات الستة وان يكون اهل السودان جميعا قد أسهموا وشاركوا في وضع اللمسات الاخيرة لاتفاق السلام ولبناء السودان الجديد . ولا نحسب ان الحركة لها ادنى تحفظات على هذا المنهج ! بل انه كان على الدوام المسلك الذي تجاهر بالدعوة له ، وينبغي ان توافق الحكومة ايضاً وتتبنى الدعوة لمثل هذا المؤتمر الجامع حالما تنتهي مفاوضات ابوجا والقاهرة ، وهي مفاوضات كما يبدو لن تتعثر كثيراً ولن تطول ، خاصة ان آخر تصريحات للرئيس اوباسانجو تكاد تكون مفرطة في التفاؤل.
والخلاصة كما تبدو من سياق هذا الاستعراض ان البلاد مرشحة للخروج
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
مهاجر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست