كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 01:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2004, 11:57 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة (Re: Mohamed Adam)

    Here is what Murad wrote last year:

    السودان .. وظلام في نفق السلام !
    بقلم : محمود مراد
    ثمة بقعة من الظلام برزت في نفق السلام السوداني بدأت تتمدد وتتسع لتعاكس الضياء الذي ينير الطريق أمام وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية ، ويهديهما لتتوافق الآراء وصولا إلي اتفاق يوقف نزيف الدم ويعيد الاستقرار ليفتح الباب رحبا أمام الحياة الطبيعية بالتقدم والتنمية ، ويلفت النظر أن تغيرا سلبيا قد حدث بعد زيارة وزير الخارجية كولين باول لمنتجع نيفاشا بنيروبي في 21 أكتوبر الماضي ولقائه منفردا ـ قبل الاجتماع الثلاثي ـ مع كل من علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ـ ورئيس وفدها ـ والدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ ورئيس وفدها ـ كما أن متغيرا آخر قد حدث وتسببت فيه الحكومة السودانية وأعني بذلك خروج القيادي الجنوبي الدكتور لام أكول .. ثم انضمامه إلي الحركة الشعبية بقيادة قرنق فأضاف إليها بقدر ما خصم من الحكومة !
    ولكي نعرف ماذا حدث نؤكد في البداية علي أن " السلام " هدف راسخ في يقين كل من الطرفين ، لكن المشكلة هي في مفهوم هذا السلام لدي كل منهما .. و .. في سؤال تحتاج إجابته إلي تفكر عميق قبل الإجابة وهو : هل يريد أحدهما أن يكسب من السلام ما لم يتمكن من تحقيقه في الحرب ؟
    إن الواقع يقول أن الحكومة ـ بغير تحيز ـ قد قدمت علي المستوي الاستراتيجي تنازلات كبيرة وأساسية لكن أداءها علي المستوي التكتيكي قد شابه قصور خطير ! فهي قد تمسكت طويلا خلال السنوات العشر 89 ـ 1999 بما أسمته المشروع الحضـاري الإسلامي ، وليتها قالت "الحضاري" فقط تعبيرا وتطبيقا مع ما جاء في وثائق مؤتمـر الحوار الوطني الذي نظمته بعد ثورة الإنقاذ ، ومع الدستور الذي أعلنته عام 1997 ففي هذا وذاك جاء إن السودان يعتمد علي الثقافتين العربية والزنجية ، وأنه يقوم علي الدين الإسلامي والمسيحية وعقائد وأعراف أخري .. وبالتالي فهو وطن يستند في قوته إلي التنوع والتعددية ..
    واستمر هذا التمسك ـ غير المبرر ـ بممارسات تشنجية حتى أزيلت عقبات وحدثت انفراجة مهمة في نهاية التسعينات ، وازداد الاتجاه إلي حل مشكلة الجنوب وإنهاء الحرب الأهلية ، وبرزت علي السطح المبادرة المصرية ـ التي صارت فيما بعد ـ مبادرة مشتركة ، مصرية ـ ليبية .. وكانت ـ علي حد ما وصفها الرئيس السوداني عمر البشير عندما قابلته الأسبوع الماضي ـ دقيقة شاملة .. لكن الحكومة ـ رغم قناعتها بأهمية المبادرة ـ لم تتحرك تحركا سريعا واعيا لتنفيذها مما يدفع الطرف الآخر .. إما إلي الجلوس حول طاولة المفاوضات .. وإما أن يرفض فيكشف نفسه وأهدافه أمام الجميع !
    وعندما طرحت مبادرة " الإيجاد " .. كانت لنا عليها تحفظات .. لكن حكومة السودان قبلتها ، وجرت اتصالات عديدة كان لمصر فيها دور بارز حيث وجهت الدعوة إلي جون قرنق ليجئ إلي القاهرة أكثر من مرة وليعلن انه مع الوحدة وصولا إلي " سودان جديد " .. ورغم شكوك أحاطت به إلا أنه كان يؤكد دوما علي اتجاهه الوحدوي .. ثم دخلت الولايات المتحدة علي الخط ، وفي تقديري فإنها قد تخلت عما سبق أن عملت له وهو انفصال الجنوب ، و .. وقفت في صف الوحدة ـ لكن وفق مفهومها ـ لعدة أسباب يبرز منها ثلاثة أسباب أساسية :
    أولها : تقدير وجهة النظر المصرية التي تري بوحدة السودان وليس تفتيته إلي دويلات .. حماية للأمن الوطني السوداني . ولكي لا يكون هذا سابقة في دول أخري افريقية أو عربية !
    ثانيها : تقدير الرؤية السودانية العامة التي تؤمن بوحدة الوطن ـ شعبا وترابا ـ وعدم التصادم معها !
    ثالثها : انه من المفيد والخير للولايات المتحدة أن يكون السودان موحدا لكن بدون هوية عربية خالصة وبدون نبرة قومية عالية ، من أن ينفصل الجنوب في دويلة صغيرة زنجية الثقافة تدين الأقلية فيها بالمسيحية وتعتنق الأكثرية عقائد مختلفة بالعشرات .. بينما يصبح الشمال أو معظم الوطن السوداني دولة عربية لها عمقها الاستراتيجي شمالا وعلي جناحيها شرقا وغربا .. تتمتع بتاريخ وبنظام مؤسسي وإداري تاريخي ، والأخطر من هذا .. انه بقوة رد الفعل لانفصال الدولة الجنوبية المرتبطة حتما بقوي خارجية ، سينمو ويشتعل المد العربي والإسلامي في دولة السودان ( الشمال ) وستتطرف في هذا الاتجاه مما يمثل ـ من وجهة النظر الأمريكية ـ خطرا في إفريقيا بصفة عامة وفي القرن الإفريقي بصفة خاصة .. مع مراعاة أن نحو ستين في المائة من الشعب الاريتري مسلمون وأكثرهم ينحدر من قبائل عربية مثل قبيلة بني عامر .. كما انه علي الناحية الأخرى توجد نسبة عالية من المسلمين في تشاد ونيجيريا وتنزانيا وغيرها..
    هكذا رأت الولايات المتحدة ـ في رأينا ـ انه من الأفضل أن يكون السودان موحدا ولكن نصف عربي ونصف إفريقي وخليط من الديانات والعقائد والثقافات المتصارعة التي تحاول كل منها تأكيد ذاتها فتضيع الهوية السودانية الموحدة .. ويضيع دور السودان وتأثيره !
    تلك هي الأهداف الأمريكية بصرف النظر عن إمكانية تحقيقها من عدمه .. فالأمر علي أي حال يتوقف علي طبيعة الشخصية السودانية ـ شمالية وجنوبية وشرقية وغربية ـ وهي ما نراهن علي إدراكها الصحيح وحسها الوطني .. وعلي وقوف الأشقاء العرب لدعمها وكذلك الأشقاء الأفارقة المهددة دولهم بالمثل !
    ويمضي المسلسل لتجري جولات من المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية تنتهي باتفاق ماشاكوس في مايو من العام الماضي والذي قدمت فيه الحكومة تنازلات مهمة منها :الاعتراف بفصل الدين عن الدولة في ولايات الجنوب وغيرها ، ومنها الإقرار بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات!
    ولقد أثار هذا الاتفاق اعتراضات وتحفظات خاصة فيما يتعلق بتقرير المصير تأسيسا علي مبدأ في القانون الدولي يقول بأن هذا الحق يكون لشعب في منطقة متنازع عليها بين دولتين تدعي كل منهما تبعيتها لها .. بينما هي غير تابعة لأي منهما . وهذا يختلف جذريا عن حالة الجنوب الذي هو جزء لا يتجزأ من دولة السودان طبقا للوثائق الدولية وأهمها ـ كما قال لي الرئيس البشير ـ وثيقة حدود السودان يوم الاستقلال في أول يناير 1956 ـ كذلك فإن الاعتراض علي "ماشاكوس" ـ وقد كتبنا هذا وقتها ـ كان خشية وتحسبا من أن تطالب مناطق أخري بنفس الشئ لتحصل علي مزايا وتفتح الباب لانقسامات في الجسد السوداني . وهذا يتمشي مع المخطط الأمريكي ـ كما قلنا ـ وهو ما حدث بالفعل في دارفور وجبال النوبة ( غربا ) وفي مناطق قبائل البجه ( شرقا ) !
    لكن الأخوة السودانيين قالوا : " لا تخشوا شيئا " .. وأضافوا أن المسألة لا تخرج عن غضب في مناطق مهمشة ـ بفعل التراكم الزمني من الاستعمار إلي فترات عدم الاستقرار والحرب الأهلية ـ وتلك حقيقة نضيف إليها أن كثيرا من البلدان النامية ، لنفس الأسباب السابقة ، تهتم بتنمية العاصمة والمراكز الأساسية فيها بينما تترك الأطراف إلي مراحل لاحقة ..
    و .. استمرت الاتصالات بين الحكومة والحركة لتنفيذ اتفاق مشاكوس بتحديد ما هو أخطر من الاتفاق وهو الترتيبات والإجراءات التنفيذية ، وكان يتولى المهمة من الجانب الحكومي الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ، وهو شخصية سياسية مثقفة ، ولكن رئي في مرحلة تالية أن يتولى رئاسة الوفد : علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس ليصل مع جون قرنق إلي نتائج حاسمة .. وبالفعل مضت الجولة الأولي لمفاوضات طه ـ قرنق جيدة ، رغم المناورات والمراوغات ، وتوصلت كما قال لي علي عثمان طه بنفسه إلي نتائج ايجابية منها : الاتفاق علي أن يتولى قرنق منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية خلال الفترة الانتقالية وان يبقي رئيس الجمهورية في منصبه إلي ما بعد الاستفتاء علي تقرير المصير ، وان تكون في الجنوب قوات من الحركة حجمها 12 ألف ضابط وجندي إلي جانب قوات من جيش السودان بنفس الحجم ، علاوة علي وجود 1500 جندي جنوبي في الشمال لحماية قرنق وقياداته ومقاره وليكون للجنوبيين وجود .. في الخرطوم ، كما تم الاتفاق علي مبادئ تقسيم الثروة بين الولاية المنتجة والحكومة المحلية والحكومة المركزية .. وهكذا .. من أسس ترتيبات وإجراءات الفترة الانتقالية ، انتهي البت في بعضها تفصيلا .. والأخرى بما يقارب ذلك !
    وبدا .. إن الجولة الثانية التي بدأت في الخامس عشر من أكتوبر الماضي ستسفر عن اتفاق نهائي.. وتصاعد التفاؤل بإعلان وزير الخارجية الأمريكي كولين باول انه مستعد لحضور التوقيع حيث تجري المفاوضات في منتجع نيفاشا قرب العاصمة الكينية نيروبي، والذي يقع علي شاطئ البحيرة الجميلة التي تحمل نفس الاسم، والتي يسبح فيها 376 فرس بحر ( سيد قشطة )، وحدد باول الأيام التي يمكنه الحضور فيها وهي 21-22-27 من أكتوبر.. وأكثر من هذا قيل ـ من مصادر الطرفين المتفاوضين ـ انه إذا لم يتم الاتفاق النهائي، فان باول ـ طبقا للاتصالات مع الأمريكيين ـ سيحضر التوقيع علي اتفاق يتضمن ما تم حسمه.. وتبقي نقاط لاستكمالها فيما بعد سواء بعد أيام.. أو .. بعد شهر رمضان الذي كان مقدرا أن يبدأ ـ وبدأ فعلا ـ يوم 26 من أكتوبر..
    وجاء باول إلي نيفاشا يوم 21 لكن لم يكن هناك اتفاق.. وإنما التقي بكل من رئيسي الوفدين.. وبهما معا.. ودعا إلي استمرار التفاوض. .. وابلغ بشري إن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيدعو إلي توقيع الاتفاق في البيت الأبيض بواشنطن عند التوصل إليـه!!
    واستمرت المفاوضات ـ كما طلب باول ـ لكنها توقفت بين رئيسي الوفدين عندما جاء شهر رمضان وعلي أساس أن يستمر الخبراء في محادثات لمحاولة تذليل العقبات.. لكن ـ كما قلنا ـ لوحظ إن قرنق ـ ومن بعده الوفد المرافق ـ قد تشدد بعد زيارة باول.. إلي حد أن أعضاء الوفد السوداني الذين عادوا إلي الخرطوم مع رئيسه.. وكذلك السياسيين والشخصيات الذين كانوا قد سافروا إلي نيفاشا دعما للتفاوض .. كانوا جميعا بعد عودتهم محبطين.. وقالوا إن تفاؤلهم قد تبدل تشاؤما !
    هنا ، وفي هذا السياق ، حدث أمر مؤسف ترجع مسئوليته في رأيي إلي الحكومة .. وأعني الأمر المتعلق بالقيادي الجنوبي الدكتور لام أكول !
    إن لام أكول .. أحد قيادات قبيلة " الشلك " وسبق أن قاد تمردا في فترة الاضطرابات بعد اتفاق أديس ابابا عام 1972 .. ثم انضم إلي الحركة الشعبية بقيادة قرنق .. ثم انفصل وانضم إلي الحكومة السودانية في التسعينات بينما بقي أتباعه المسلحون من تنظيمه " الفصيل المتحد " في مواقعهم بغابات وأحراش الجنوب ، وتولي في الحكومة منصب وزير النقل لكنه في العام الماضي انضم إلي حزب جديد ، تشكل وفق قانون الحكومة السودانية ، باسم " العدالة " برئاسة السياسي أمين بناني الذي ينتمي إلي الغرب .. وعلي الفور ـ وهنا الخطأ ـ فصلته الحكومة من المنصب الوزاري لأنه انسحب من الحزب الحاكم " المؤتمر الوطني " وانضم إلي " العدالة " .. ولقد كان ممكنا الإبقاء عليه فان الحكومة تضم ممثلين لأحزاب أخري .. فضلا ـ وهذا مهم ـ عن إن الرجل قيادة جنوبية يتبعه جيش مسلح ، ومن مصلحة الحكومة حشد قوي جنوبية مؤيدة في مواجهة قرنق !
    وبعودته وانضمامه للحركة خسرت الحكومة ما أضافته إلي الحركة !
    في السياق أيضا ـ وخلال المفاوضات ـ حدث متغير مهم ! فانه في اطار اطلاق الحريات والانفراجة الديمقراطية ، وتوقعا لاتفاق السلام ـ الذي كان قاب قوسين أو .. أدني ـ قررت الحكومة استباق الأحداث ، وحتي لا تنتظر توقيع الاتفاق وتقرر نتيجة له .. الغاء قانون الطوارئ وما يترتب عليه .. أسرعت بإصدار قرارها بالافراج عن المعتقلين السياسيين ـ الذين يستند أمر إعتقالهم إلي الطوارئ ـ وأشهرهم كان : حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي ..
    وفي منزله بحي المنشية بالخرطوم التقي الترابي بالذين جاءوا لتهنئته ومن بينهم شخصيات سياسية يتولى بعضهم مناصب وزارية ورسمية .. وفسر البعض هذا بأنهم يؤيدونه في حين ان الزيارة ـ كما سمعت منهم ـ لم تكن إلا لدقائق وعملا بأعراف سودانية تقضي بالمجاملات ـ في الأفراح والأتراح ـ بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف .. مع ملاحظة ان النائب الأول لرئيس السودان علي عثمان طه ، والذي كان يوما نائبا للترابي .. لم ولن يزوره !
    وفي المقابل ، فان الدكتور جون قرنق ـ ونعترف انه سياسي مراوغ داهية ! ـ استثمر الموقف لصالحه .. فقد اتصل بالترابي مهنئا و دعاه لزيارته في مدينة " رومبيك " بالجنوب .. وبرر هذا بأن من اسباب اعتقال الترابي انه ذهب إلي جنيف عام 2001 ووقع معه مذكرة تفاهم .. ونسي أو .. تناسي ان الترابي فعل هذا بعد أن خرج من الحكم لمجرد احراج الحكومة ولتحقيق مكاسب شخصية .. ونسي أو .. تناسي ان الترابي كان هو السبب في توريط النظام بالممارسات المتشنجة .. واطلاق صيحة " الجهاد " لقتال الحركة .. ونسي أو .. تناسي ان الترابي هو الذي قاد التفسيرات الخاطئة لتطبيق الشريعة فارتبك المجتمع السوداني .. وجنوبه وأبناؤه تحديدا !
    لكن جون قرنق ـ وحسن الترابي مثله ـ مراوغ عظيم ! وتبادل الاثنان الرسائل والتصريحات الوردية ، و .. وضع جون العمامة ليضع حسن .. القبعة !
    هناك أيضا طرف آخر أصيل في المعادلة السودانية ، ولا يمكن ان يتحقق السلام الكامل بدونه ، وأعني به " جنوبي الداخل " أي .. الجنوبيين المؤيدين مسبقا للوحدة ومن ثم يتعاونون مع الحكومة .. ومن أبرز هؤلاء " ابيل ألير " الذي يعد " القائد الحكيم " والذي تقلد منصب نائب رئيس الجمهورية عقب اتفاق اديس أبابا عام 1972 .. ثم بعد ما ترك المنصب ظلت له مكانته وأقام في الخرطوم معززا مكرما .. وكثيرا ما تلجأ اليه الحكومة أو يتحرك هو بنفسه لحل مشكلة ما .. ولقد ساهم في مفاوضات السلام الأخيرة واستمر طول الوقت في نيفاشا يقوم بدور حمامة السلام .. ولابد ان كلا من الطرفين ـ الحكومة والحركة ـ يقدره وان كان بدرجات متفاوتة .. لكن ماذا بعد الاتفاق .. وهل سيكون له دور ومكانة أم سينسحب الظل عليه ؟ وهل سيرضي هو وأتباعه بهذا .. فهو زعيم كبير بل ربما يكون اكبر زعماء قبائل الدينكا التي خرج منها قرنق نفسه ؟
    واذا كان القائد الحكيم ، أو .. الشيخ الحكيم أبيل ألير يميل الي الزهد بعد طول كفاح وقتال فان غيره ليسوا كذلك . وها هو لام أكول كمثال ـ عندما خرج من المنصب الوزاري .. وخشي التهميش .. سعي الي غيره محفوفا بالمخاطر .. وبالقياس ما هـو ـ وماذا سيكون ـ موقف الآخرين ؟
    من هؤلاء الآخرين ، وفي موقع بارز بينهم ، الدكتور ريك جاي أكوك أحد الزعامات الكبيرة في قبيلة " النوير " والذي يتولي حاليا منصب رئيس مجلس تنسيق ولايات الجنوب ـ أي فعليا حكومة الجنوب التي تدير شئون ولاياته العشر بالتنسيق مع الولاة وفي اطار الحكومة المركزية وهو عضو فيها ويعد بروتوكوليا " الرجل الرابع في الدولة بعد الرئيس البشير ونائبيه ـ وقد استشعر ريك جاي ان التركيز كله علي " جون قرنق " كممثل للجنوب ومن ثم أبدي اعتراضه .. وكان ان تشكلت منظمة جديدة تسمي " الجبهة الجنوبية الداخلية " برئاسة الدكتور ريك وعضوية عدد من القادة الفاعلين من قبائل وولايات الجنوب المختلفة .. وتؤمن هذه الجبهة بوحدة السودان .. وبأنه اذا انفصل الجنوب فلن تتركه لقرنق .. واذا تم الاتفاق فانه لابد ان يكون لها وجودها .. بمعني ان تتولي قياداتها مناصب بارزة .. وان تكون القوات التابعة لها باقية بنفس معاملة قوات قرنق !
    هنا نقول .. ان قرنق ـ الذي تشدد في الأيام الأخيرة من جولة المفاوضات السابقة ـ أضاف للاتفاق الأمني ـ العسكري انه اذا كان إثنا عشر ألفا من مقاتليه سيبقون في الجنوب ـ مع قوة مماثلة من الشمال ـ غير 1500 سيعملون في العاصمة .. فان الحجم الاجمالي لقواته يصل الي مائة ألف مقاتل ، ولذلك يجب المحافظة علي الآخرين ـ أي الخمسة وثمانين ألف مقاتل ـ بمعني ان يستمروا في معسكراتهم ـ خلال الفترة الانتقالية ـ علي ان توفر لهم الحكومة المرتبات ومقومات الاعاشة !
    وحول هذه النقطة تقول القيادات الجنوبية ـ المتعاونة مع الحكومة ـ ان قرنق يبالغ في الرقم .. وان حجم قواته لا يصل الي ثلث ما ذكره .. ثم انه اذا كان يريد الاحتفاظ بها مع اعادة تأهيلها وتدريبها وتوفير الموارد لها .. فان هذا ـ مع خطورته ـ يدفع الفصائل الجنوبية الأخري الي المطالبة بالمثل ! بمعني ان تكون لها قوات عاملة في الجنوب وأخري في الشمال .. واحتياطي في المعسكرات .. وهذا يفتح الباب أمام كل " فصيل " جنوبي لتضخيم عدد القوات التابعة له !
    ثم .. أين مكان هؤلاء الجنوبيين ـ غير المنضمين للحركة ـ وأليسوا الأحق بالمناصب باعتبارهم .. وحدويين ويتعاونون مع الحكومة ؟
    هنا .. يطرح قرنق اقتراحا وهو : ان نسبة المناصب المخصصة للجنوب .. سواء الوزارية في الحكومة المركزية ، أو .. في السلك الدبلوماسي أو القضاء أو غير ذلك .. تقسم مناصفة . فيكون نصف العدد للحركة الشعبية وحدها ، والنصف الآخر .. لكل الفصائل الجنوبية الأخري !
    و .. إيثارا للسلامة وسعيا لوحدة الوطن فان فصائل الجنوب برغم ان مجموع حجم قبائلها وقواتها اكبر من حجم الحركة .. إلا انها تقبل إيمانا بالسلام .. لكنها تبدي تحفظا له وجاهته : ماذا اذا لم ينفذ قرنق هذا ؟ وماذا اذا نفذه ولكن باعطاء هذه الفصائل مناصب أقل أهمية .. ومواقع هامشية ؟
    إن الإجابة لا يمكن تركها فقط للاحتمالات والنوايا .. وإنما لابد أن تعتمد علي أساس موضوعي يترجمه هؤلاء الجنوبيون بضرورة اشتراكهم في المرحلة الأخيرة من المفاوضات .. وبالنص علي ترتيبات توزيع المناصب في الاتفاق أو .. في أحد ملاحقه .
    ومن هنا .. ومما سبق نقول ان الضوء في نفق السلام صار يعاني من بقعة الظلام التي أخذت تتسع فنشرت بعضا من التشاؤم !
    ونضيف أيضا نماذج لتشدد قرنق ـ كما أشرنا ـ فنشير الي انه بعد ان اتفق علي ان يكتفي في الفترة الانتقالية بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بسلطات وصلاحيات .. فانه عاد يطالب بالرئاسة الدورية . بمعني ان يتولي هو رئاسة الجمهورية ثلاث سنوات أي نصف الفترة الانتقالية !
    كذلك فان قرنق أثار مشكلة المناطق الثلاث : جبال النوبة ـ أبيي ـ جنوب النيل الأزرق .. التي هي جزء من الشمال ، لكنه طالب ـ ولا يزال اصراره قائما ـ بضمها الي الجنوب والاجراءات المنصوص عليها في اتفاق ماشاكوس .. أي يطبق فيها حق تقرير المصير بعد الفترة الانتقالية ، بل انه طالب باجراء استفتاء فوري عما اذا كانت هذه المناطق تريد الانضمام الي الشمال أم الي الجنوب لتدخل معه في الترتيبات القائمة !
    ولقد اثار هذا الاصرار من قرنق دهشة شديدة .. لأنه بهذا يفرض سلطانه علي ما لا حق له فيه ! .. كما يخلق سابقة يمكن تكرارها .. اذ يمكن مثلا لمناطق قبائل " البجه " في الشرق ان تطالب بنفس الشئ ومثلها يمكن ان تفعل دارفور .. خاصة وانها حملت السلاح في وجه الحكومة !
    فهل سيتراجع قرنق .. أم .. تقبل الحكومة وتقبض علي الجمر ؟
    ان قضية السلام ـ بما حدث ويحدث فيها الآن .. خطيرة ، وهي تحتاج الي صلابة المفاوض .. وتحتاج إلي احتشاد كل القوي الوطنية السودانية وفي مقدمتها : المثقفون والقوي الحديثة ، فإن عملية التفاوض ليست وقفا علي الحكومة ووفد المفاوضات وانما هي قضية مصير تهم كل السودانيين ومن الواجب والمحتم استنفار كل القوي .
    ولقد كان هذا هو محور اجابتي علي أسئلة وجهها لي اصدقاء سودانيين عندما زرت الخرطوم لمتابعة ما يجري .. وتلقفت صحيفة " الرأي العام " السودانية هذه الفكرة ونقلتها عني ونشرتها فجاءت ردود فعل طيبة وايجابية سواء من المسئولين أو .. غير المسئولين ، وسواء من الشماليين أو من الجنوبيين .. أو من الشرق أو من الغرب . ولا يبقي سوي ان تتبلور الفكرة لعقد مؤتمر وطني للحوار .. ولبحث مستقبل البلاد .
    ولعلني أضيف ان هذا المؤتمر ، ينبغي ان يسبقه استعداد .. وحوار جنوبي ـ جنوبي لتحديد مواقف القوي الجنوبية بشكل دقيق ، وهذه النقطة ـ أعني الحوار الجنوبي ـ الجنوبي ، بالغة الأهمية ومن الملاحظ ان قرنق يحاول الآن استمالة فصائل جنوبية .. ولقد أكدت لي قيادات جنوبية انه من المهم ان يدور حوار جنوب ـ جنوب وان تدعو اليه مصر لأسباب متعددة أهمها علاقتها التاريخية مع مصر ، وفهمها لمجرياته ، وصلاتها الطيبة بكل الأطراف مما يجعل الجميع يثقون فيها !
    أكرر .. فأقول ان نفق السلام يعاني من بقع ظلام .. ولكي نساعد الضوء ونطرد الظلام .. لابد من حركة فاعلة من داخل السودان نفسه !
    ü نائب رئيس تحرير الاهرام
                  

العنوان الكاتب Date
كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة omar ali08-03-04, 02:13 PM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Deng08-03-04, 02:57 PM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Asskouri08-03-04, 03:26 PM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة omar ali08-04-04, 09:01 AM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Esameldin Abdelrahman08-04-04, 11:04 AM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Mohamed Adam08-04-04, 11:33 AM
    Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Asskouri08-04-04, 11:57 AM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة omar ali08-05-04, 07:49 AM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Yasir Elsharif08-06-04, 12:15 PM
    Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Asskouri08-06-04, 01:11 PM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة omar ali08-07-04, 08:25 AM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة omar ali08-08-04, 08:32 AM
    Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Asskouri08-08-04, 12:30 PM
  Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة omar ali08-09-04, 12:23 PM
    Re: كاتب مصري [خبير]في شئون السودان:مخطط سري لإقامة دولة زغاوة Asskouri08-09-04, 12:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de