|
التدخل الاجنبى: الحبة المنشطة لبرنامج الانقاذ
|
تكاد تلمح الفرحة فى وجوه ساسة الانقاذ و هم يستبشرون قدوم ذريعة اخرى للتشبث باهداب السلطة ومسوغ جديد لانفاذ برنامجهم السياسى الذى عشعش فيه البوم و انفض سامر القريب و البعيد عنه. التدخل الاجنبى مفردة جديدة كالحبة المنشطة علها تعيد البريق الكاذب الذى طمست به الانقاذ عيون السذج و البسطاء من الناس وهاهم دعاة الحرب و اعلان الجهاد يلتفون من جديد بدعوى الدفاع عن كيان السودان الذى تهدده القوات الاجنبية الغازية. و كان الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة على شاكلة ( ديك العدة) اول من دق الطبول لهذه الحرب و المواجهة المزعومة مع العلم انها ستوؤل مثلما ال اليه مصير مصنع الشفاء, بعض من المسيرات و اللافتات التى تعبر عن الادانة و الوعيد بعذاب دانى فلا خيل كرت و لا جيوش فرت. و لكن تظل الانقاذ تذكر الناس بانها من وقفت ضد الاعتداءات على البلاد و دافعت عن عزتنا المسلوبة وهذا هو جوهر برنامجها السياسى.
الغريب ان ذريعة التدخل الاجنبى دابت الانقاذ على تكرارها و جعلها امر واقع اكثر ممن لوح بها _ الامريكان و البريطانيين_ و حرصت على ان تصور للناس ان جيوش الاعداء على اعتاب ابوبنا متربصة عندئذ لا مخرج سوى توحيد الجبهة الداخلية او الجبهة الاسلامية والالتفتف حول شعارات الحكومة و الاستعانة بالجيش النظامى و الدفاع الشعبى و الشرطة الشعبية و ربما الجنجويد ايضا للدفاع عن كرامتنا المهدرةو المنتهكة. فالمسلسل مستمر و حلقاته لا تنتهى. اوليس وزير خارجيتنا من دعى الغرب الى المجئ و مواجهة الواقع فى دارفور حتى تتخلى الحكومة الرشيدة عن مسئولياتها تجاه الجياع و المشردين فى تشاد و على حدود السودان مع دول الجوار؟
و لكن يا ساسة الانقاذ و يا من تحذرونا من التدخل الاجنبى اين كانت المسيرات والحشود عندما فتحتم طواعية خزائن الامن و ملفات الاستخبارات لعملاء ال CIA عقب احداث 11 سبتمبر؟ اليس ذاك انتهاكا لسيادة الوطن و امتهان لكرامة انسانه؟
اخشى ما اخشى ان تتخذ حكومة الانقاذ التدخل الاجنبى كفرصة و ذريعة لاستمرار انفاذ قوانين الطوارئ و اعلان الاستنفار و العودة الى المربع الاول مجددا.
هللوا و استبشروا يا اهل الانقاذ بقدوم التدخل الاجنبى سيروا المواكب و اعلنوا الجهاد افتحوا المعسكرات لتدريب الدفاع الشعبى اجمعوا التبرعات لتجريدة اخوات نسيبة
و هنيئا لكم بحربكم الجديدة
|
|
|
|
|
|