بــــائعة الشــــاي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 00:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-21-2004, 09:44 AM

wad gindeel
<awad gindeel
تاريخ التسجيل: 12-02-2016
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بــــائعة الشــــاي

    مقدمة
    في صباح يوم جميل..من ايام وطني الحبيب..
    ضغط السائق علي مكابح السيارة العتيقة (الهايلكس) محدثاً خشخشة وصرير تسبب في إلتفات الكثير من المارة والداخلين الي (سوق شمبات المركزي) ، تحمل السيارة قرابة الطن من محصول (الشنيف) أو البصل الأخضر ذو الأوراق الخضراء المتهدلة علي جنبات العربة التي تئن من حمولتها

    نزلت عند بوابة السوق لأدفع رسوم دخول عربة محملة بالخضروات..كان مبلغاً ضئيلاً ، لكن (حاج الأمين) دائم التذمر من دفع المبالغ لصالح الحكومة...توجهت الي السائق ، اعطيته الإيصال ، ودلفت العربة تتمايل وتئن..لكنها أصيلة.
    ------------------------------------

    بعد أن دفعت رسوم الدخول للسوق ، توجهت الي طاولات الباعة المتجولين ، كم أحب أن أمازحهم وأحادثهم وأخوض معهم في خصوصياتهم وأشيائهم. كم هم بسطاء ، حياتهم بسيطة تبعد وتنأي أميالاً عن التعقيد والهموم المتجذرة عن السياسة وحكم الساسة ، جل ما يعرفونه هو : أن الريس هو (فلان الفلاني) وان الحياة (غالية نار) والسكر ارتفع سعره والشاي كذلك..يدهشنى (عبد الكريم) بائع الماء حين يسترسل في الحديث ويقول لي
    يازول ، الحمد لله ، قعدت طفشت ، ما فارقة معانا ، عايشين
    أقول له وانا أمسك كوب الماء البارد الذي أعطاني إياه
    لكن يا عم (عبدالكريم) انت كبرت و(باغة) الموية دي تقيلة عليك
    تزن (صفيحة الماء ) التي يحملها ويسوح بها في هحير الشمس ، قرابة العشر كيلو ..يضعها أرضاً حين يتعب..ويحملها مرة أخري بأيديه المتشنجة العروق..يئن حين يرفعها وأيضاً حين يضعها..مسكين لقد هاجر ولده الي بلاد المهجر ليعدل الحال..ولكن الحال ما زال كما هو..أذكره حين يذكر لي إبنه الوحيد (سيد) ، كانت مقلتاه تمتلئان بالدموع ويظل يشيح عني وجهه لكيلا أري تأثره
    أمازحع قليلاًًُ..وأدخل يدي في جيبي لأعطيه ثمن كوب الماء ، لكنه يختفي مني في زحمة السوق غير آبه بنداءاته له..تركته وذهبت في حال سبيلي وبما أنني أعلم أنه يحترمني ويعزني جداً ، لكنني لا أحبذ فيه كرمه هذا ، ولكنني سأقابله عند الإنتهاء من بيع المحصول

    تجولت في الطاولات المعروضة وسلمت علي البائعين ، كل تلو الآخر..فاجأني التاجر (الحبر) بالسلام..(كيف حالك يا باشمهندس) الليلة زاير واللا غاير؟
    قلت له
    جيت جايب خدار من البلد
    خلاص دور وتعال لي في الدكان

    حاضر

    أردت أن أبتاع علبة (برنجي) من الطبلية المحببة لدي..يملكها صديقي (الكردفاني) ذهبت اليه وبعد السلام ناولني العلبة..دفعت له وبعد إصرار شديد قبل مني ثمنها ، هكذا دائما نحن السودانيين ، لا تربطنا المصالح..بل يربطنا الدم والهوية..نقدر الصداقة ونزيح المال جانباًُ ولا يجد طريقاً للدخول بيننا..

    فتحت (علبة البرنجي) وأخرجت سيجارة وتناولت علبة الكبريت من (الكردفاني) وانا أمسك السيجارة بيدي اليمنى واتحدث مع الكردفاني ، وقع بصري علي شيئ هزني وأدهشني لدرجة أنني أدخلت السيجارة في فمي (بالقلبة) وأنا أحدق وأطيل النظر..ولم أفق من دهشتي إلا علي ضحكة رنانة جميلة صافية من (بائعة الشاي)..شعرت بالإرتباك وظللت أنظر وأنظر وأنا احاول فاشلاً إشعال عود الثقاب ..كلما أشعله وأشعل السيجارة..لا أري أي دخان يتخلل الي صدري..لأنني أشعلها من ناحيتها الأخري..
    إحترت وأنا أرتبك وتساءلت عن ما يضحك خذخ الفتاة الجميلة..؟ ربما أكون في منظر غير لائق؟..ماذا؟
    تنبهت الي وضعي..وكم شعرت بالحرج عندما اكتشفت بأنها عرفت بتأثير جمالها فيني..
    فتاة في مقتبل العمر..ربما ما بين التاسعة عشر والعشرون عاماً..بشرتها بيضاء..شعرها أسود كالح..يبين فرعها المتناسق وتكورها المثير يكاد يخترق أثوابها..تجلس علي 0البمبر) البلاستيكي وفي يدها (هبابة) تحاول إشعال النار من تحت إبريق الشاي..وفي رجلها (خلخال) وفي معصمها الأيسر تستريح (غويشة) من الذهب الخالص ، تكاد لا تميزها ، لإنسجامها اللوني التجريدي مع لون بشرتها الجميل...البسمة علي شفاهها الرقيقة تختصر المسافة من (قري الي شمبات) لتجعلها أميالا من العودة المحببة الي النفس ومسافة (الشوق) ورغبة اللقاء
    ينزلق خمارها الحريري من علي رأسها الملئ بـ(الديس) كاشفة عن لون شعرها الذي يلمع سواده ويبين طوله حين تلتفت يمنة ويسرة..ترتدي (دكتور شول) لونه (بيج)يخفي أصابعها اللينة
    كانت تضحك علي بلاهة هذا المعجب الذي يدخن سيجارة البرنجي بالجانب الآخر..عندما أفقت من كل هذا الإندهاش الجميل ، إبتسمت لها وكأني أعتذر ..أتبعت ذلك بإيماءة إعتذار عن بلاهتى..ردتني بإبتسامة أضاعت عقلي وتهت من لحظتها في عيونها العسلية الرايقة
    أحتاج الي كوب من الشاي..لكنني لأن أقوي علي طلبه منها ولا أستطيع الجلوس قربها أبداً..لأن جمالها جذبنى وأصبحت أفكر فيها بطريقتي..ليست كبائعة شاي ، ولكن كإنسانة..جميلة..رائعة ، وأحس أنني أسئ إليها إن جلست بقربها أحتسي كوب الشاي ببلاهة ونشوة وأنا أنظر الي ساقيها اممتلئين..لا لن أفعل كما يفعل الآخرون..ثم أنني طالب بالجامعة ولا أحضر كثيراً الي السوق ..لكني أرغب في محادثتها..طللت أتردد كثيرا علي السوق..وكل مرة أنظر اليها وأرقبها من بعيد واحياناً..أمر من حولها وألقي عليها التحية ، لاحظت نظراتها الثاقبة الذكية تلاحقني وترقبني وتفحصني وتقلبني وتفتش كوامني وتستفذ فحولتي ، سألت عنها فقيل لي
    إنها ، (سامية)..فتاة أبوها كان يعمل في القوات المسلحة برتبة (صول) لكنه أحيل الي التقاعد..ومن فرط حبه للعمل ، مات مأسوفاً عليه قهراً..لم تجد سامية حلاً لإعالة أخوتها السبعة وأمها المريضة سوي بيع الشاي ، قيل لي أيضاً إنها تدرس بالجامعة في الفترات المسائية ..وانها فتاة ملتزمة بالرغم من جمالها الطاغي وتأثيرها..وقد عرض عليها الكثيرين من تجار السوق أن يتزوجوها ويريحوها من هذا العناء ، لكنها تظل ترفض متججة بأنها صاحبة رسالة في هذه الحياة ولها فلسفتها الخاصة في الحياة ، تريد أن تثبت للناس ولنفسها بأنها قادرة علي خوض التجربة وتربية أخوتها السبعة من كدها وعرقها..وأنها شريفة لا يستطيع أن يمسها شخص بسوء..يحترمها كل من في السوق ، ويحموها من كل شخص يطمع فيها..تعجبت من هذا الكلام عن (سامية) بائعة الشاي..وظللت أتردد علي السوق مراراً ، لكنني لم أستطع يوما واحد أن أقترب من مكانها..لخوفي من عيناها ونظرتها القوية المليئة بالأشياء والأشياء..كنت اهابها..لا أدري لماذا..وكانت تحب أن تراني وتلقي الي بالتحية ..لكنني لم أشرب الشاي عندها أبداً بالرغم من رغبتي الأكيدة برؤية عيناها عن قرب.
    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-21-04, 09:44 AM
  Re: بــــائعة الشــــاي Ishraga Mustafa07-21-04, 02:42 PM
  Re: بــــائعة الشــــاي ShiningStar07-21-04, 02:53 PM
    Re: بــــائعة الشــــاي layon07-21-04, 03:20 PM
      Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-22-04, 01:03 AM
    Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-22-04, 01:01 AM
  Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-22-04, 00:57 AM
    Re: بــــائعة الشــــاي قرشـــو07-22-04, 01:41 AM
      Re: بــــائعة الشــــاي Suad I. Ahmed07-22-04, 03:05 AM
        Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-23-04, 09:26 AM
      Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-22-04, 08:46 AM
  Re: بــــائعة الشــــاي الجندرية07-22-04, 10:53 PM
    Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-24-04, 00:45 AM
      Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-25-04, 10:47 AM
        Re: بــــائعة الشــــاي ودقاسم07-25-04, 11:11 AM
          Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel07-27-04, 09:23 AM
            Re: بــــائعة الشــــاي wad gindeel12-11-04, 01:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de