|
Re: طرائف القرى ، الأحياء ، الحواري ، دعوة للتوثيق (Re: ودقاسم)
|
,وهذه حكاية من قريتنا كنت كتبتها من قبل ضمن أحد المواضيع ، وسأفتتح بها حكايات القرية .. قرية عجوبة بمنطقة معتوق . غرب الجزيرة
عمي ود القصيّر – عليه رحمة الله – كان رجلا غنيا ،، تزوج على أم أولاده ، ودخل على زوجة جديدة لا تشبه أهلنا ،، كانت الزوجة الجديدة لعمي ود القصيّر تنتمي لأهلنا بشرق الجزيرة ، وقد جاءهم مشروع الجزيرة قبلنا بسنين ، وكانوا أقرب إلى مدني وأقرب إلى بركات وبالتالي هم أقرب إلى المراكز المتحضرة ، لذا كانت زوجة عمي ود القصيّر أجمل من نساء قريتنا ، وهندامها أكثر وسامة ورقة ، وكانت تبدو كنساء المدينة في زينتها ،، وعمي ود القصيّر كان رجلا منا بالرغم من الغنى الذي أصابه ،، بمعنى أنه ينتمي إلينا اجتماعيا وثقافيا ،، فكان يتدثر با ( التوب ) ويميل إلى لبس العراقي الوافر ،، ويحدّر الطاقية ، ويبدو جزلانه ممتلئا بالقروش حتى من خارج العراق ، ويركب في تندة لوريه الهوستن ،، وإذا ذهب لحواشته فهو يركب حمارا أسود طويل الأرجل ، سريع الخطو ، عالي الهمة ،، قال عبد القادر ولد عمي ود القصيّر أن أباه كانت له عادة لم يتخلى عنها طوال حياته ،، وهي أنه كان يأكل اللحم البايت مع شاي الصباح ،، وأراد عبد القادر أن يكتشف هل الزوجة الجديدة هزمت هذه العادة لدى والده ، أم أن والده استمر على عادته غير آبه بالثقافة الغذائية للزوجة الجديدة ،، فدبر مكيدة ، وهي أنه نوي أن يصحو من نومه باكرا ، ويمر أمام غرفة والده وزوجته الجديدة وكأنه يتجه صوب الحمّام ، مع إحداث صوت واضح ، يلفت به انتباه والده . ولما أصبح الصباح انطلق عبد القادر لينفذ المكيدة ،، ولما مر أمام الغرفة وحمحم بصوت واضح ،، ناداه عمي ود القصيّر : منو ؟ أنا عبد القادر يابا . عبد القادر ؟ آآي .. تعال أكل ليك لحم .. قال عبد القادر : فانفرجت أساريري وعرفت أن الوالد لا يزال بخير ..
|
|
|
|
|
|