شعراء أم كلثوم ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 04:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2004, 09:19 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعراء أم كلثوم ... (Re: Omar)

    شعراء أم كلثوم ... ( 4 )
    قصائد باكثير تجعل فيلم "سلامة" تحفة فنية




    * مسيرة كوكب الشرق مع الكلمة تمتد إلى الدول الإسلامية

    * عبدالوهاب يطرب لرائعة جرداق ويهديها إلى أم كلثوم



    حنفي المحلاوي



    لعبت سيدة الغناء العربي أم كلثوم دوراً ريادياً وغير مسبوق في خدمة الأدب العربي، خاصة في مجال الشعر، إذ تبين لنا وللآخرين ومن بعد طول صحبة لهذه الفنانة المعجزة، أنها قد أخذت خلال رحلتها الفنية الطويلة التي امتدت لأكثر من نصف قرن بيد أكثر من أربعين شاعراً مصرياً وعربياً ومن الدول الإسلامية، نحو الشهرة والمجد.

    ونقول ذلك على الرغم من وجود العشرات من هؤلاء الشعراء من المشاهير في حياتنا الأدبية، من الذين كتبوا قصائد وأشعار لأم كلثوم لأجل أن تشدو بها وبصوتها الجميل، أو من الذين اختارت لهم أم كلثوم كلمات وقصائد بعينها لنفس الغرض، هؤلاء الشعراء ازدادت شهرتهم حين تغنت بكلماتهم سيدة الغناء العربي. ذلك من منطلق أن الشعر إذا ما خرج من الأوراق إلى الحناجر والأفواه يدوم أكثر، ويستمر في الوجدان والأفئدة، حتى لو كان مكتوباً بماء الذهب ومصحوباً بالرسوم الملونة، فما بالنا لو انطلق هذا الشعر المكتوب من حنجرة وفم معجزة الغناء خلال القرن العشرين، ومصحوباً بأرق وأروع الألحان التي وضعها كبار الملحنين، خلال فترات متباعدة من رحلة أم كلثوم الفنية.

    والحديث عن الشعر وعن الشعراء له مذاق وطعم خاص، باعتباره كان ولايزال المصدر الرئيسي للمتعة الفكرية والذهنية والروحية والعاطفية، ليس في أدبنا العربي فقط بل وفي كل آداب لعالم، والحديث عن الشعر بنوعيه الفصيح والعامي، يزداد مذاقه حلاوة حين نربطه بصوت أم كلثوم وبرحلتها الفنية الطويلة التي اقتربت من نصف قرن من الزمان والتي يرجع إليها الفضل في ترديد الناس لأشعار كبار الشعراء سواء من القدامى أو من المحدثين، مما ساهم في إنعاش حركة الشعر العربي، وجعل العامة حتى في الشوارع والطرقات وعلى المقاهي يحبونه ويحبون سماعه وترديده، بل وجعل فريق آخر من هؤلاء يقبل على اقتناء دواوين هؤلاء الشعراء وقراءة أشعارهم سواء العاطفية أو الوطنية، والشاعر الكبير إبراهيم ناجي وأمير الشعراء شوقي وعلي الجارم ليسوا ببعيدين عن هذا المثال. بل أكثر من ذلك فقد ساهمت أم كلثوم في إنعاش ذاكرة الناس فيما يتعلق بهؤلاء الشعراء وسير حياتهم.. حتى من الشعراء القدامى من الذين تزخر بهم وبكلماتهم كتب التراث، ودواوين الشعر القديمة.

    كان في تصور أم كلثوم أن تجمع الشعوب العربية والإسلامية على لسان رجل واحد.. من خلال ما تشدو به من كلمات كتبها أصحابها من المحيط إلى الخليج ليس هذا فقط، بل لقد امتدت اختياراتها الموفقة كي تزحف ناحية بعض شعراء الدول الإسلامية مثل الشاعر الباكستاني محمد إقبال، ومواصلة المسيرة نحو كلمات شعراء أم كلثوم والعيش مع بقية هؤلاء الشعراء سوف يوضح لنا ذلك وأكثر.
    والحكاية تبدأ مع شاعر اليمن علي أحمد باكثير ثم كل من أحمد العدواني وجورج جرداق ومحمد إقبال.
    علي أحمد باكثير
    لأول وهلة كنت أتصور أن شاعرنا الراحل الكبير علي أحمد باكثير، والذي تغنت بكلماته سيدة القصيدة العربية أم كلثوم، ليس عربي الأصل، وذلك لكثرة ما تردد بشأن هذا الأصل، نظراً لارتباطه بمولده خارج الوطن العربي، حيث ولد في إحدى مدن إندونيسيا.
    ولكن وبإجماع المصادر قديمها وجديدها اتضح أن باكثير الذي عرفناه كاتباً مسرحياً وروائياً، إنما هو شاعر عربي كبير من اليمن، رحلت أسرته من مدينة حضرموت من أجل التجارة، واستقرت لسنوات بعينها.. ولد خلالها في إحدى مدن إندونيسيا.
    ورغم أن علي أحمد باكثير ولد فعلاً بمدينة “سور أبايا” الإندونيسية إلا أن ولاءه وثقافته وفكره وإنتاجه ظلت مرتبطة بالعالم العربي وببلاد اليمن السعيد، بل إن هناك من المصادر التي تؤكد أن علي باكثير قد ولد في مدينة حضرموت، ثم رحل مع إسرته إلى موطنه الجديد بإندونيسيا.
    ولقد شاء حظ هذا الأديب العربي البارع أن ينضم إلى قافلة الشعراء العرب الذين تغنت بكلماتهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، بل وكانت قصته المشهورة “سلامة القس”.. هي أحد أفلام سيدة الغناء العربي الذي مثلته في عام ،1944 وهو الفيلم الذي غنت فيه سبع قصائد عربية، بالإضافة إلى كلمات علي أحمد باكثير نفسه والتي قال فيها:
    قالوا أحب القس.. سلامة
    وهو التقي الورع الطاهر
    كأنما لم يدر طعم الهوى
    والحب إلا الرجل الفاجر
    يا قوم إني بشر مثلكم
    وفاطري ربكم الفاطر
    لي كبد تهفو كأكبادكم
    ولي فؤاد مثلكم شاعر
    وقد غيرت أم كلثوم في بعض كلمات هذه الأبيات بما يتفق مع الألحان التي وضعها الموسيقار رياض السنباطي، ومن هذه التعديلات ما جاء في البيت الأول.. إذ غيرت أم كلثوم كلمة “الناسك” واختارت بدلاً منها كلمة: “الورع”.. كذلك غيرت في كلمات البيت الثاني.. فأصبح:
    كأنما لم يدر قبلي الهوى
    إلا الغوي الفاتك الفاجر
    وعلى الرغم من قلة ما غنته أم كلثوم للشاعر والأديب اليمني علي أحمد باكثير، فإنها ما زالت تحظى باهتمام قطاع عريض من المستمعين من عشاق صوت وفن أم كلثوم، وربما يرجع السبب في ذلك الى أنها ارتبطت بأحد أدوارها السينمائية المشهورة.
    ولذلك كان لزاماً علينا ضرورة البحث في شأن هذه الأبيات وبيان موقعها من إنتاج علي أحمد باكثير سواء ما نشر له في بعض الدواوين أو في أعماله الأدبية الأخرى.
    ولقد كانت مفاجأة ان أعثر على هذه الأبيات ليس في ديوان شعر، ولكن في أحد أعماله الروائية التي صدرت في عام 1944 تحت عنوان: سلامة القس.. هذه الرواية التي نشرتها لجنة النشر للجامعيين بعد فوزها بإحدى الجوائز الأدبية وهي جائزة “قوت القلوب”.
    وكما جاء على غلاف هذه الرواية، بل والأكثر مفاجأة أن هذه الأبيات كتبها الشاعر علي أحمد باكثير على لسان بطل الرواية عبدالرحمن بن عمار وأخذت ترددها سلامة بعدما وضعت لها الألحان، حتى خيل إلينا أن الشاعر باكثير قد نقلها عن آخرين، لكي توافق أحداث روايته الدرامية التاريخية. ولكن اتضح لنا عكس ذلك أيضاً. إذ عثرنا على بعض الأدلة التي تثبت أن هذه الأبيات هي من تأليف علي أحمد باكثير نفسه.
    ولعلنا هنا ننقل جزءاً من الحوار الذي دار بشأن هذه الأبيات.. في الرواية التي كتبها علي أحمد باكثير ونقلها إلى السينما بنفس أحداثها تقريباً.
    “طفق عبدالرحمن يبكي وهو يمسح دموعه.. “حسبك يا سلامة حسبك”. لكأني والله لم أقل هذه الأبيات، لقد كسوتها بتلحينك روحاً لم تكن، فقالت سلامة: إما أعجبني شعرك فألمني هذا التلحين”.
    وبطبيعة الحال فإن هذا اللحن لم تأخذ به أم كلثوم. بل عهدت به الى موسيقارها المفضل آنذاك رياض السنباطي. وقد أبدع في تلحينها إبداعه في غيرها من القصائد.
    وفيما يتعلق بتأليف علي أحمد باكثير لهذه الأبيات.. وسبب استعانته بالشعر في سياق أحداث أعماله الروائية. يقول الدكتور عبده بدوي محللاً هذه الظاهرة: “إن إنتاجه الغزير يؤكد أن شكل القصيدة الغنائية بصفة خاصة كان أثيراً عنده، وأنه كان من خلاله يقول الكثير، بل إنه في أعماله النثرية كان ينتهز الفرصة ليضع الشعر على لسان أبطاله”.
    وما أكثر ما تظهر شخصية الشاعر في العديد من أعماله، وهو يضعها في الغالب في دائرة الحق والنور، وقليلاً ما يضعها في دائرة التآمر والإدانة.
    وولد علي أحمد باكثير في عام 1910 بمدينة “سورا بايا” بإندونيسيا.. ولكن سرعان ما عاد إلى بلدته حضرموت باليمن وذلك كعادة أهل حضرموت في إرسال أبنائهم إلى موطنهم الأصلي وهم صغار ليعايشوا في بلادهم لغة وعادات هذا الوطن.
    وفي حضرموت موطن والديه عاش في مناخ إسلامي أسهم في إقباله على حفظ القرآن الكريم، والاطلاع على العديد من كتب التراث.
    وفي هذا الجو وجد نفسه يدندن بالشعر مبكراً، فحاول دخول عالمه الساحر العجيب، وكانت مشكلات مجتمعه آنذاك هي المجال الخصب لأشعاره المبكرة. وكذلك تأثر في تلك الفترة من حياته بالشاعرين العربيين الكبيرين المتنبي وشوقي. وهناك من المصادر التي روت بعض لمحات من حياته ما يؤكد أن علي أحمد باكثير عاد من جديد إلى موطن والديه الجديد في إندونيسيا، حيث راح ينمي مواهبه فأتم حفظ القرآن الكريم وأتقن اللغة الإنجليزية حتى تفوق فيها، كما تزوج هناك، وعاش حياة أسرية سعيدة مع شريكة حياته، ولكن القدر فجعه فيها فلم يعد يطيق العيش من دونها، فرحل إلى الحجاز في عام ،1932 وطاف في طريقه إليها باليمن والحبشة والصومال.
    وفي الطائف أقام فترة هناك مارس فيها هوايته الأدبية فكان من نتاجها الأول مسرحياته “همام في بلاد الأحقاف”.
    وفي عام 1934 رحل إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
    وفي مدينة القاهرة توهجت مواهبه الأدبية حتى صارت له مكانته المرموقة في أوساطها الأدبية، خاصة عندما ترجم مسرحية شكسبير “روميو وجولييت”، وكانت تلك أولى خطواته في الشعر المرسل.
    ومما يروى في سيرة حياته أنه عمل بالتدريس في مدرسة الرشاد الثانوية بالمنصورة عام 1940.. وفي عام 1955 ترك التدريس وعمل بوزارة الثقافة، وكان آخر مناصبه الوظيفية مدير المكتب الفني للرقابة على المصنفات الفنية حتى توفاه الله في العاشر من شهر نوفمبر عام 1969. ولقد أطلق عليه النقاد لقب أديب العروبة والإسلام، ولعل أشهر أعماله الأدبية في هذا السياق روايته “واإسلاماه”. ومن أشهر سمات أعماله الأدبية أنه كان يستهلها جميعاً بآيات الذكر الحكيم.
    أحمد العدواني
    لو أننا استعرضنا سوياً وأمامنا خريطة ملونة للعالم العربي وذلك لتحديد موقع كل دولة عربية من الدول التي اختارت أم كلثوم منها شعراءها، لاكتشفنا حقيقة في غاية الأهمية، مؤداها أن سيدة القصيدة العربية حققت ما نسميه بالوحدة الفنية والأدبية بين شعوب هذه الدول.
    إضافة لما حققته على مدى مشوارها الفني الطويل من وحدة من نوع خاص بين أبناء هذه الدول الذين كانوا يجتمعون أمام صوتها ليلة كل خميس من أول كل شهر.
    مما يعني أن هذه الفنانة العظيمة كانت بالفعل غير مسبوقة لا في عصرها ولا في العصور التالية، إذ كان هدفها الأول هو خلق نوع من التوافق في الذوق والمشاعر والأحاسيس بين أبناء الوطن الواحد مستخدمة في ذلك أدوات لم يفطن إليها غيرها.
    وإذا ما نظرنا في هذا السياق لاختيارها لكلمات شاعر الكويت الكبير أحمد العدواني، سوف نضع أيدينا على بعض هذه الأدوات، والتي كان في مقدمتها المشاركة في المشاعر الوطنية للبلاد العربية ليس فقط برسائل التهاني وباقات الورود.. بل بترديد كلمات تعبر عن نبض هذا الشعب أو ذاك.
    وتجربتها الحيوية مع كلمات الشاعر أحمد العدواني، تثبت ذلك وأكثر، إذ بادرت أم كلثوم من تلقاء نفسها بطلب كلمات لأحد شعراء دولة الكويت لكي تتغنى بها لمشاركة هذا البلد العربي الشقيق في الاحتفال بعيد استقلاله الأول، وهكذا خلقت تجربتها مع كلمات الشاعر أحمد العدواني في عام 1960 وقصيدته الأولى “يا دارنا يا دار”.
    ولقد نشر الشاعر الكويتي أحمد العدواني هذه القصيدة في أحد دواوينه والتي صدرت مؤخراً ضمن أعماله الأدبية الكاملة من بعد رحيله. ولاحظنا فيها كذلك وجود بعض التعديلات التي أدخلتها أم كلثوم حتى تتوافق مع الألحان.
    وفي عام 1966 كررت أم كلثوم تجربة غناء إحدى قصائد الشاعر الكويتي العدواني، وهي أيضا أغنية وطنية سجلتها لإذاعة الكويت في العام نفسه، وهي بعنوان: أرض الجدود.
    ويقول مطلعها:
    شدا لك المجد وغنى الظفر
    فاختال بدو وتباهى حضر
    أرض الجدود والليالي سير
    ما أشرقت إلا عليك الدير
    قالوا الكويت قلت هذا كوكب
    تهفو له النجوم حين تنظر
    وبالرجوع إلى الديوان الذي نشرت به هذه القصيدة تبين أن ما شهدته من تعديلات يعد طفيفاً جداً بالقياس لما شهدته القصيدة السابقة. ولا نعرف السبب وراء ذلك.
    وقد يكون لتدخل الشاعر هذه المرة رأي في عدم الإكثار من التعديلات، حتى أن عدد أبيات هذه القصيدة تم الالتزام به من جانب أم كلثوم وجانب ملحنها رياض السنباطي، ما عدا بيت واحد فقط.. وهو البيت الذي نشره المؤلف في ديوانه وجاء ترتيبه قبل الأخير.. والذي قال فيه:
    يمر بالخطب العبوس باسماً
    كالبدر في غيب الدياجي يسفر
    وقد أهملته أم كلثوم، ربما لكلماته غير المتفائلة والتي تشير إليها بخلاف ما جاء في كل أبيات هذه القصيدة.
    وقصيدة الشاعر الكويتي أحمد العدواني تعتبر بحق من أوائل القصائد العربية لشعراء العصر الحديث التي لم يشملها تغيير كبير.هذا عن القصيدتين وما جرى لهما من تعديل.. فماذا عن الشاعر أحمد العدواني. فقد ولد في مدينة الكويت، وفيها تلقى تعليمه الأول، ثم انتقل إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف في عام ،1939 ثم عاد مرة أخرى إلى الكويت بعد إتمام دراسته بالأزهر في عام ،1949 وهناك اشتغل بالتدريس في المدرسة القبلية ثم مدرسة ثانوية الشويخ، والتي ظل يعمل بها حتى عام 1956.. إذ نُقل إلى وظيفة السكرتير العام لإدارة المعارف بالكويت.
    وعندما استقلت دولة الكويت صدر مرسوم أميري بترقية الشاعر العدواني إلى وكيل مساعد إدارة التربية، وقد ظل بهذا المنصب حتى عام ،1965 حيث نقل بعدها إلى وزارة الإعلام.
    شارك الشاعر الكويتي طوال مشوار حياته في تدريس اللغة العربية لسنوات عديدة.. كما شارك في تأليف عدة كتب مدرسية. وبانتقاله إلى وزارة المعارف ثم إلى وزارة الإرشاد بدأت مرحلة جديدة في حياته خاصة الثقافية والأدبية. أما عن دوره في حركة الشعر العربي، فيقول عنه صدقي خطاب الذي أعد دراسة مهمة عن مسيرة الشاعر الكويتي الأدبية.. ان أهم أعماله الأدبية هي ديوان شعر “أجنحة عاصفة” والذي صدر في عام 1980 ونشر به كل أشعاره التي ألفها ما بين عامي 1946 و1960. وتوفي العدواني في عام 1990.
    جورج جرداق
    بعد طول بحث استغرق أياماً وأسابيع وشهوراً، عن أصل قصيدة “هذه ليلتي” والتي شدت بها أم كلثوم في عام ،1968 للشاعر اللبناني جورج جرداق، لم نوفق في العثور على الأصل في كل ما كتبه ونشره هذا الشاعر على مدى حياته كلها سواء الأدبية أو الصحافية.
    مما جعلني أعيد البحث بكل ما أوتيت من قوة وصبر، لأجل الوصول إلى الشاعر نفسه والذي يعيش بيننا، ولكن على بعد آلاف الأميال.
    ولم يكن أمامي من وسيلة مضمونة للوصول إلى ما أبغيه سوى السفر إلى لبنان للقاء جورج جرداق، أو الاتصال بمنزله تليفونياً.
    لقد لعب الحظ دوره الكبير في العثور فعلاً على رقم هاتفه الشخصي في مدينة بيروت، وبالفعل جربت هذه الوسيلة حيث جاء صوته عبر الهاتف، وبعد كلمات قصيرة شملها التعارف بيننا سألته مباشرة عن الديوان الذي نشر به قصيدته “هذه ليلتي”، وكانت المفاجأة حين أخبرني أنه لم ينشرها في ديوانه، أو في أي مكان آخر إلا عندما شدت بها أم كلثوم عام 1968.
    عندئذ سألته عن التعديلات التي طلبتها أم كلثوم آنذاك، فأخبرني بها، وقال إنها فقط في البيت الأول الذي تم تغييره بناء على رغبة كوكب الشرق أم كلثوم.
    وانتهت المكالمة التليفونية.. وعرفت بالفعل الكلمات التي أجريت عليها التعديلات، ولسوف أسوقها.. بعدما نعرف.. كيف تم اللقاء بين هذا الشاعر وأم كلثوم.
    في عام 1968 وفي شهر ديسمبر/كانون الثاني بالتحديد، وفي الحفل الذي أقامته سيدة القصيدة العربية يوم 6 ديسمبر.. طلت علينا أم كلثوم برائعة جورج جرداق “هذه ليلتي” التي وضع لها الألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب.
    و قيل آنذاك إن هذه القصيدة عرضها محمد عبدالوهاب على أم كلثوم في صيف عام 1967..
    ولكن نظراً لوقوع نكسة يوليو في العام نفسه ظلت حبيسة الأدراج حتى نهاية عام ،1968 وفي الفترة التي سبقت الإعداد لهذه الأغنية، طلعت علينا صحف تلك الأيام بتفاصيل كثيرة عن القصيدة ومؤلفها والظروف التي تمت خلالها لقاءات الشاعر بأم كلثوم.. فقد كتب الناقد الفني آنذاك “محمد وجدي قنديل” في مجلة آخر ساعة رداً على سؤال طرحه هو نفسه عن كيفية اختيار أم كلثوم لهذه القصيدة: “والقصة لها جذور أخرى تمتد إلى صيف عام 1967 عندما كان عبدالوهاب.. في لبنان، وكان يبحث عن شيء جديد يغنيه بصوته والتقطت إذنه المرهفة كلمات ناعمة ورقيقة يرددها صديقه الشاعر اللبناني جورج جرداق، وكعادته حينما يستوقف حاسته الموسيقية كلمة أو نغم، فقد طلب من صديقه أن يكرر تلك الكلمات وهو يهز رأسه في إعجاب وشجن”.
    وقد أكد جورج جرداق ذلك في أكثر من حديث صحافي أجرى معه في الفترة نفسها، حيث قال رداً على سؤال: كيف أعجب عبدالوهاب بقصيدتك، فقال: طلب عبدالوهاب قصيدة يلحنها لكوكب الشرق، وكنا نجلس في لبنان على شرفة “إمباسادور”.. أمام وادي لامارتين الشاعر الفرنسي المشهور، وأخذت أدندن بأبيات “هذه ليلتي” فقال لي: كمان يا حبيبي كمان، ثم حدث بعدها أكثر من لقاء ثلاثي بيني وبين أم كلثوم وعبدالوهاب..”.
    هذا عن ظروف اللقاء الذي تم فعلاً بين الشاعر وأم كلثوم بواسطة محمد عبدالوهاب.. فماذا عن القصيدة التي يقول مطلعها:
    هذه ليلتي وحلم حياتي
    بين ماض من الزمان وآت
    الهوى أنت كله والأماني
    فاملأ الكأس بالغرام وهات
    بعد حين يبدل الحب داراً
    والعصافير تهجر الأوكارا
    فقد أجرى الشاعر جورج جرداق على كلمات القصيدة كما أخبرنا في الاتصال الهاتفي تعديلا في البيت الأول، والذي كان يقول فيه:
    هذه ليلتي.. وهذا العود
    بُث فيه سحر ذاود
    ليصبح بعد التعديل:
    هذه ليلتي.. وحلم حياتي
    بين ماض من الزمان وآت
    وكانت الصحف في ذلك الوقت قد أشارت إلى إجراء جورج جرداق هذا التعديل دون أن تشير إليه، نظراً لحرص الشاعر عن عدم الإفصاح عنه. ومما ذكرته هذه الصحف أن أم كلثوم قد أبدت بعض ملاحظاتها من وجهة نظرها على بعض كلمات القصيدة بعد أن عرضها عليها محمد عبدالوهاب.
    مما جعله يتصل بالشاعر جورج جرداق في بيروت لكي يحضر إلى القاهرة، لإجراء التعديلات المطلوبة.
    ومما جاء في هذه الموسوعة عن الشاعر اللبناني: أن اسمه بالكامل جورج سمعان جرداق.. من مواليد عام 1931 في مرجعيون.. التي درس بها اللغتين العربية والفرنسية ثم انتقل إلى بيروت ليكمل دراسته في الكلية البطريركية.
    وقد عمل بعد تخرجه في سلك التعليم ثم في الصحافة، كما كتب ألواناً عديدة من الأدب، منها المسرح والقصة. كما كتب أكثر من 50 قصيدة تغنى بها كبار المطربين والمطربات.
    ومن أهم أعماله الشعرية: ديوان أنا شرقية بوهيمية آلهة الأولمبا وقصائد حب.. كما نشرت له عدة أعمال أدبية وفكرية أخرى من أهمها: كتابه عليّ وحقوق الإنسان والعرب والإسلام في الشعر الأوروبي، كما أن له عدة دراسات كتبت بالفارسية والعربية.
    محمد إقبال
    رغم أن إقدام أم كلثوم على غناء كلمات من قصيدتين كبيرتين للشاعر الباكستاني محمد إقبال، جاء تكريماً له في الاحتفال الذي أقامته بلاده في ذكراه عام ،1967 إلا أن قيام أم كلثوم بتلك الخطوة يعد في حد ذاته إتمام للخطوات التالية التي خطتها بفهم عميق، خاصة في مجال القصائد العربية.
    هذه الخطوة المهمة التي تمثلت في واقع الأمر في فتح باب التعامل بالنسبة لصوتها مع شعراء من خارج البلدان العربية، وكان الفيلسوف الباكستاني محمد اقبال على رأس هؤلاء الشعراء الذين تعاملت مع كلماتهم أم كلثوم في هذا السياق في العصر الحديث. حيث لم تكن هذه هي التجربة الأولى لكوكب الشرق بل سبقتها تجربة أخرى في مجال شعر التراث.
    إذ تغنت بكلمات إحدى قصائد الشاعر الفارسي المشهور عمر الخيام بعد ترجمتها إلى العربية.
    لكن من أهم ما لاحظناه هنا هو أن أم كلثوم قد احتفظت باسم الشاعر الفارسي عمر الخيام مقروناً باسم المترجم وهو الشاعر أحمد رامي.
    أما في حالة محمد إقبال احتفظت أم كلثوم فقط باسم المؤلف الأصلي لما تغنت به وأهملت اسم المترجم، وقد كتبت الأولى بالفارسية والثانية بالأوربية.
    وجاء هذا الاكتشاف مواكباً لرجوعنا إلى كل كتب محمد إقبال سواء أعماله الكاملة أو المنقولة من مختارات مترجمة إلى اللغة العربية.
    ففي كتاب “ديوان إقبال”، والذي صدر بمناسبة الاحتفال بذكرى رحيله، عثرنا على القصيدتين اللتين اختارت منهما أم كلثوم كلمات اغنيتها “حديث الروح” وقد أعد هذا الكتاب مترجماً إلى العربية الأديب “الصاوي شعلان”.
    ولقد رأينا من قبل الإفصاح عن المزيد من هذه المفارقات ضرورة اتباع نفس منهجنا السابق والذي يلزمنا أولاً بالحديث عن اغنية أم كلثوم، ثم مضاهاة كلمات هذه الأغنية بما كتبه ونشره الشاعر في ديوانه.
    ففي أول حفل غنائي تقيمه أم كلثوم من بعد وفاة الملحن الكبير محمد القصبجي وفي 7 ابريل/نيسان من عام ،1967 غنت كوكب الشرق قصيدة “حديث الروح” للشاعر الباكستاني الفيلسوف الدكتور محمد إقبال، وهي مكونة من سبعة مقاطع كبيرة، وكل مقطع منها تتراوح أبياته ما بين أربعة وخمسة أبيات.
    وتقول القصيدة في مطلعها:
    حديث الروح للأرواح يسري
    وتدركه القلوب بلا عناء
    هتفت به فطار بلا جناح
    وشق أنينه صدر القضاء
    وقد اختارتها أم كلثوم من قصيدتين نشرهما الشاعر محمد إقبال في ديوانه “صلصلة الجرس”.. نشرتها تحت عنوان “شكوت إلى الله”، وأجرت عليها العديد من التعديلات على خلاف ما كتبه الشاعر، حيث أهملت خمسة مقاطع منها، ومن المقطع السادس اختارت ثلاثة أبيات فقط وهي التي تقول في بدايتها:
    إذا الإيمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحيي دينا
    وقد وضعت أبيات هذا المقطع وفق الترتيب العام لما غنته في المقطع قبل الأخير.
    هذا بالنسبة لما حدث للقصيدة الأولى، أما القصيدة الثانية التي نشرت بالديوان تحت عنوان “الشكوى إلى الله”، فقد اختارت منها أم كلثوم عدة أبيات ضمنتها عدة مقاطع.
    لكن الملاحظ في هذا الجزء أنها حافظت على الترتيب العام الذي ارتضاه الشاعر، مع إضافة بعض التعديلات التي أدخلتها على الكلمات حتى تتوافق مع الألحان.
    والشاعر محمد إقبال يعد من شعراء الإسلام المعاصرين وقد تحدث عن مشوار حياته العديد من المؤرخين والنقاد وأساتذة الجامعات سواء في مصر أو في غيرها، وقد أفردوا له ولحياته الصفحات الكثيرة.. حتى ان أستاذاً جامعياً متخصصا في الفلسفة الحديثة كتب عنه فصلاً كاملاً باعتباره أحد رواد العقل والتنوير في الفكر العربي والإسلامي الحديث، حيث قال عنه الدكتور عاطف العراقي: لقد بحث محمد إقبال في العديد من القضايا الفكرية والأدبية والفنية، ويمكننا القول إن فكر محمد إقبال يعد من نوع الفكر المفتوح وليس من طراز الفكر المغلق الجامد.. لقد وضع لنفسه وللمسلمين فلسفة أخذها من صميم عقيدته، ولكن على أساس النظر إلى القصيدة من خلال العمل والسلوك.
    ولد الشاعر والفيلسوف الدكتور محمد إقبال في عام 1873 في “سيالكوت” بالبنجاب.. من أسرة برهمية الأصل اعتنقت الإسلام منذ ثلاثة قرون وهاجرت من موطنها كشمير واتخذت من إقليم البنجاب وطناً جديداً استقرت فيه.
    ولقد بدأ إقبال مراحل تعليمه الأولى فبدت عليه آفاق النبوغ وسمات الذكاء فكان يتفوق على زملائه آنذاك، ويفوز بالجوائز العلمية في كلية الحكومة “لاهور” حيث تلقى هناك تعليمه مبادئ الفلسفة، وما ان أتم تعليمه في هذه الكلية حتى اختير لتدريس الفلسفة بها.
    وأما الشعر فقد بدأ إقبال ينشده في سن مبكرة. وله عدة مؤلفات في العديد من مجالات الفكر والأدب.


    ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة



                  

العنوان الكاتب Date
شعراء أم كلثوم ... Omar07-05-04, 08:15 PM
  Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-05-04, 08:16 PM
    Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-06-04, 11:40 AM
      Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-06-04, 08:08 PM
        Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-09-04, 09:19 PM
          Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-09-04, 09:21 PM
            Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-09-04, 09:23 PM
              Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-10-04, 08:21 PM
                Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-11-04, 07:53 PM
                  Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-12-04, 08:23 PM
                    Re: شعراء أم كلثوم ... Omar07-13-04, 08:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de