يتاروح مفهوم نظام الجبهة من الشخصيات الى الطرح السياسى الفكرى الاقتصادى الاجتماعى.. المتكامل.... ملامح اساسية قبل السقوط 1- مرت الجبهة القومية بمراحل سياسية منذ نشأتها حاولت بطريقة مكافيلية ان تتلائم مع الحركة السياسية.. ومنذ نشأتها قامة كرد فعل.. لليسار والقوى التقدمية..... 2- بدأت الفكرة كامتداد لحركة الاخوان المسلمين بمصر.. ثم اصبحت جبهة الميثاق.. على غرار الجبهة المعادية للاستعمار.... 3- كان هدفها الاول.. التحريض وازكاء الساحة الفكرية بالعداء لبرامج القوى التقدمية الممثلة فى الحزب الشيوعى 4- لم يكن لها طرحا..اقتصاديا اوسياسيا واضحا... غير الطرح الفكرى الدينى (الحل فى الاسلام) 5- تاكدت لها خطل منهجها الفوقى... فكونت جبهة الميثاق.. وتحالفت مع حزب الامة جناح الامام.. واقدمت فى خلق رباط اسرى بزواج مرشدها من بيت آل المهدى.... 6- عملت لتقويض الديموقراطية بعد فشلها فى انتخابات الخريجين.. فخلقت تحالف كان نتاجه.. سقوط الديموقراطية الثانية 7- عملت مع الاحزاب التقليدية لتقويض حركة القوى التقدمية...فى بدايات نظام مايو 8- صالحت واصبحت من دون احزاب الجبهة الوطنية الحليف الاساسى لنظام مايو.. حتى حلت نفسها.
ماهى المكاسب التى حققتها الحركة الاسلامية فى تلكل المرحلة؟ 1- اعلنت من داخل النظام فى بداية العام 1977 برنامج القيادة الرشيدة والتى بموجبها.. اصبحت الوظائف القيادية.. مأسلمة.. لا الكفاءة بل.. الانتماء الدينى هو المدخل.. 2- استغلت.. المد اليمينى.. واستسلام النظام للقوى الراسمالية بقيادة البنك الدولى وصندوق النقد الدولى... بطرح برنامجها الاقتصادى مغلفة.. بستار الدين.. فانشات مع المنظمات والهيئات التمولية العربية الرجعية بيت المال الاسلامى.. والذى كان مساهمة الترابى ب 100 الف دولار امريكى.... انشأت بنك فيصل الاسلامى.. واسلمت البنوك... وادى هذا القرار.. بانهيار النظام التمويلى خاصة فى القطاع الزراعى.. الذى كان يعتمد على التمويل المصرفى.. نسبة لطول الدورة الانتاجية.... ولاول مرة وفى وقت قياسى.. خفض الجنيه السودانى امام الدولار الامريكى... واعلنت سياسات اقتصادية اثرت على حياة المواطن السودانى.. منها قرار.. فك الحساب المشترك.. والعمل بنظام الحساب الفردى.. الذى ادى الى تدهور البنية الاقتصادية... للمقتصد السودانى.. 3- ساهم بنك فيصل الاسلامى باحتكار السلع الزراعية.. وادخال نظام .. تمولى اعجازى.(مشاركة_ مضاربة_ مرابحة). ادى الى تراكم خيالى على حساب المنتج السودانى.. وساهم فعليا فى افقار وتجويع الشعب السودانى.. بتخزي الذرة والمحاصيل الغذائية والمتاجرة فيها... 4- دعم الفئات والكوادر المنتمية.. بالتمويل المباشر الميسر.. للتغلل.. فى السوق.. ومكنت.. اعداد منهم للاحتكار.. والمضاربة بقوت الشعب.. منها المخابز الاسلامية... 5- استطاعت ان تبنى كادر عسكرى فى اجهزة الدولة الجيش والامن.... واشعلت الصراع الدموعى فى الجنوب وبدأت تضفى عليه الصفة الجهادية... 6- عندما انتفض الشارع... السودانى فى مارس ابريل.... وصل الصراع بين القادمين المتمكننين الجدد و عناصر السلطة.. قمته... ( تكررت نفس المسرحية بين الترابى والبشير والذى وصف بصراع الافندية ضد الراسمالية الطفيلية) كانت الانتفاضة... طوق نجاة.. وتمكنت كودار الجبهة العسكرية من اجهاضها.. وتفريغ برامجها.. باستلام المجلس الانتقالى مقاليد السلطة.. والاسراع باجراء انتخابات... وفق آلياتهم... 7- الثلاث سنوات التى تلت الانتفاضة.. افسحت للجبهة بان تعيد.. نفسها تحت مسمى جديد الجبهة القومية.. وانتمت اليها كل القوى المتضررة مصالحها من الانتفاضة واستفادة.. من الجيوش المنتفعة.. التى تضررت مصالحها.. فى الدخول.. للساحة الساسية اكثر استعداد من الناحية المالية والتنظيمية.. 8- حينما بدأ الصراع السياسى فى مرحلة الديموقراطية يشتد بين القوى المحبة للسلام.. الممثلة فى التنظيمات النقابية والمهنية.. وحاصرت الحكومة الاتلافية.. بتنفيذ برامج وشعارات الانتفاضة.. عجزت.. الحكومة.. وفق آليات الديموقراطية ان تعزل نفسها... فكانت مظاهرات السكر فى ديسمبر 88... ولاحقتها المذكرات.. ومبادرة المرغنى.. وكوكدام.. والتى انتهت بمذكرة القوات المسلحة.. التى ارهبت حكومة الصادق.. ووضعته فى موازينه.. واجبرته.. ان يقبل.. بحكومة وطنية قومية.. لتعمل وفق آليات.. لتحقيق المسائل الاساسية.. 9- شذت الجبهة.. عن الجموع السودانية... وتآمرت على الديموقراطية بانقلابها فى 30 يونيو 1989 والشعب السودانى فى انتظار انعقاد المؤتمر الدستورى الذى حدد ان يبدا فى الرابع من يوليو....
باستلام الجبهة السلطة.. خلت لها الساحة لتنفيذ مشروعها.. التى سمته بالحضارى 1-اسرعت فى تنفيذ برنامجها الاقتصادى... وذلك.. بهدم جهاز الخدمة اولا كمرحلة اساسية لكبح المقاومة النقابية...وباشرت بوتائر... مذهلة فى برنامج خصخصة القطاع الحكومى..... لا بمقايس السوق او بالعدالة بل.. بسياسة التمكين.. وبيع القطاع العام لعضويتها بابخس الاثمان.. وبعد.. استثمار اموال الشعب فى.. اعادة تاهيلها... باموال الشعب...(سودان تل- المدبغة الحكومية.......الخ) 2- حولت الموسسة العسكرية من مؤسسة قومية الى كتائب لحماية برنامجها.. وليس حماية الشعب وارض السودان.....شردت الاف من الضباط والجنود... وجنت عناصرها وحولة الكلية الحربية الى مدرسة كادر حزبى..عسكرى.....ودعمت.. قوتها بتنظيم ما عرف بالدفاع الشعبى.. والتى كانت له صلاحيات اكبر.. من صلاحيات القوات النظامية.. 3- اعلنت برنامجها الحضارى.. ونفذت كل بنود برنامجها السياسى.. وانشأت وزارة التخطيط الاجتماعى.. لاعادة صياغة المجتمع وفق .. معايرهم.. واذكر خطبة على عثمان فى مدينة عطبرة.. بانهم لا يمانعون ان يهلك 80 % الشعب.. لكى يتثنى لهم بحكم المتبقى 4- اشعلوا نيران الحرب... فى الجنوب وجعلوها حرب دينية.. جهادية مقدسة .. زهقت ارواح 2 مليون من ابناء الشعب.. وشردت ما يقارب الخمسة مليون.. فرد.... 5- وحين استقر لها مقاليد السلطة..... انفجر الصراع الداخلى.....بين مهندسى الحركة.... وطفح الطرح الدينى الى السطح.. تبخر بعيدا.. فى اجواء الخيال .. واخذ الصراع... منحى حقيقى.. صراع المصالح الاقتصادية والاجتماعية....فكان هدف المرشد.. حتى مع عصبته سياسة المكر... عمل من اول يوم.. حين تخفى .. وابقى نفسه فى كوبر... لحمايه نفسه.. واستمراءا فى مشروع خداع الشعب...المسالم.. الصدوق... فتفجر الصراع... حين حاول المرشد ان يتقلد المنصب.. ويتحول من حاكم الظل الى الامام.. وحدث ما حدث....
فى كل هذه المراحل.. كان الطرح الدينى.. هول الطرح النافذ.. فى سلب اموال العامة باسم الزكاة والضرائب ومال الشهيد.. والبوسنا والهرسك.....والتعذيب..والملاحقة..والتشريد.. كان كل فعل.. من منطلق.. دينى.. فاصبحت المخابز.. .. والمجازر بفضلهم اسلامية.....
ولكن فاز الشعب السودانى من هذه التجربة... باكتساب وعى جديد مهم.. هو.. مسألة فصل الدين عن الدولة... واذا كانت الامور ووتائر التطور فى المجتمع.. السودانى.. فى مراحل تحوله يتبع.. العفوية..او الطبيعية.. لمكثنا.. قرونا.. لكى نبلغ به هذا الوعى.. الذى فضح.. هذا الطرح.. ورسخ مفهوم الدين.. بقداسيته.. فى نفس المواطن المؤمن بفطرته... وكشف.. سماسرة الدين.. وسوء استغلالهم .. للدين الاسلامى الحنيف... وجعل مرتزقته... فى وعسه ودربكه.. ويشهد.. اللقاء التلفزيونى لعلى عثمان ورده للطيب مصطفى.. وكفى... سوف اواصل باضافات فى شكل تلخيص لاحقا (وهنالك مقترح اتمنى ان اجد الوقت لتناوله... الاثار الاقتصادية والاجتماعية لبرنامج الراسمالية الطفيلية الاسلامية فى المجتمع السودانى)
معذرة للاخطاء اللغوية....
(عدل بواسطة sharnobi on 07-01-2004, 01:03 AM) (عدل بواسطة sharnobi on 07-01-2004, 01:26 AM) (عدل بواسطة sharnobi on 07-01-2004, 03:55 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
sharnobi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست