مجرد سؤال أطرحه لأجتر عبره ذكريات ربما ساهمت في توثيق تفاصيل ذلك اليوم الذي أراه يتيمابكل ما تحمله الكلمة من معان للحزن . على الصعيد الشخصي فقدت أعز أصدقائي ( ناجي شرف الدين ) كان قادم من وارسو حيث يدرس وأنا قادم من مصر حيث أدرس أيضاً ، و كان الوعد بيننا أن نلتقي في هذا اليوم تحديداً بعد أن سبقني في الوصول للخرطوم . ناجي آثر الرحيل أو آثره الرحيل لا أدري لكنه رحل ؟؟ نعم !! الموت حق .. لكن ما هذا الموت ( البايخ ) عذراً صديقي ،، أنا أعلم أنك لو خيرت لأخترت هذا اليوم أيضاً.. أنا أعرفك . صباح ذلك اليوم إستقبلته نائماً بعد سهرة حالمة في بري اللاماب كنت حينهامتوهماً أن غداً أجمل لأنه لم يأت بعد ،، لكن ذلك الغد تحديداً كان أسوأ مما تصورت كثيراً ،، أنا لم أستيقظ منتبهاً لصوت مارشات عسكرية في حياتي إلا في ذلك اليوم !! لا لشئ إلا لأني كنت أجهل قبلها معنى أن تنتبه لذلك الصوت صباحاًَ عبر الأثير . خرجت ماشياً حتى أدركت محطة ( 6 ) ـ تقاطع بري و إمتداد ناصر ـ تيقنت أن وجود بعض العساكر المدججين بالسلاح و هم ينتهرون المتجمعين من الناس و يأمرونهم بالتفرق يعني بالضرورة أن حرية التجمعات أضحت في حكم المصادرة فأكتفيت بقراءة وجوه أولئك العساكر ( المساكين ) الذين يفعلون ما يؤمرون ،، و تساءلت في نفسي كما ست الدار : وين .. الوين ؟؟ لكنني قطعاً لم أقل ( هاكم .. دي ) .......... حينما عدت للمنزل كان المذيع يقاطع المارشات العسكرية معلناً أن هناك ( بيان هام ) من ( العميد عمر حسن ) هكذا كان يقولها لا أدري لماذا ؟ عقب سماع البيان الأول خرجت متوجهاً نحو منزل زميل دراستي ( مولانا ) أحمد عمر الباقر بشارع البلدية ، و كان المشهد واضحاً أمام مدخل كبري بري و كبري النيل الأزرق و القيادة العامة حيث بعض الدبابات التي أغلقت المداخل و العسكر الذين ينتشرون في كل مكان و الناس تحملق فيهم بدافع حب الإستطلاع لا غير . قضينا النهار أنا و زميلي و بعض ضيوفهم حيث كان النقاش يتمحور حول هوية الإنقلاب و أذكر أن أحد الحاضرين أقسم بأن هذا الإنقلاب تدعمه الجبهة الإسلامية ؟؟ بعد فراغنا من أداء صلاة الجمعة في مسجد شروني لاحظت أن بعض المصلين حاول أن يستقطب الآخرين لمظاهرة تأييد تبدو و كأنها عفوية لكنه لم يجد تجاوباًمن الجموع التي كانت ما بين مكذب و مندهش من هذا السقوط السهل ...
(عدل بواسطة عصام دهب on 06-28-2004, 03:31 PM) (عدل بواسطة عصام دهب on 06-28-2004, 03:49 PM)
العنوان
الكاتب
Date
الجمعة ( اليتيمة ) 30 يونيو 1989م إين كنت في ذلك اليوم ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عصام دهب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست