|
مصطفى سيـد أحمـد .... وحـدَها الجبـالُ لاتلتـقي
|
أيها الحبيب .. هل حقا أنك ذهبتَ ؟؟ .. هل صدقا توارتْ تفاصيلُ وجهِك عن عالمنا .. وصمتَ وترُ إحساسِك ؟؟.. ماذا نقولُ بعدك ؟؟ .. أنقولُ لك اذهبْ بعد أن قلتَ قولَك ؟؟.. لا وألفُ لا .. فلن تذهب .. ستكون حضورا دائما .. جمالا وقيما .. وقولا يتمركزُ حول الفكرة وصياغتها .. فكرة أن نكون .
سقيتنا أيها العزيزُ دفقَ شرايينك .. ووهبتنا حياتك بأكملِها .. فهل لنا بشرفِ مغازلةِ التمني الذي طرّز ثوبَ حياتك .. ورسمِ عشقنا على خارطة إبداعك ؟؟.
آآآآهٍ ثم آآآآهٍ صديقي مصطفى .. هل أبكي أم أغني ؟؟ والأسى أكبرُ مني .. والشجنُ أعمقُ من صوتي ولحني .. كيف أبكي وأغني ؟؟ سأغني .. سأغني .. سأغني .
أكتبُ لك - والمدادُ للمؤمن الغالي - من وجدانِ إنسانٍ شريفٍ وتماما كما الدمُ الذي انبثقَ حاراً يغرغرُ في صدور أولئك الرجال الشرفاء الذين لمعوا كالشهب .. وتفجروا كما النيازك .. وكتبوا بأجسادِهم المطوحةِ فوق شرفاتِ هذا العالم أرقَ كلماتِ الحنين إلى الزمنِ الآتي .
تسألني صديقي .. كيف أنتم ؟؟ .. نحن بعدك التحفنا الأسى وافترشنا الرماد .. غادرنا علي عبد القيوم ذاك الأسمرُ الفارهُ الجميلُ المقاتل .. الذي كم غنينا معه في فرحِ طيرٍ طليق ( بسيماتك تخلي الدنيا شمسيه بغمزة طفله تتفر وتتصر إذا ضاريتي بالأبنوس سنيناتك ) .. ودعنا الدوش وهو يبكي في نحيبٍ يفتتُ الأكبادَ حسرةً على ( الضل الوقف ما زاد ) .
يا الهي .. لماذا يرحلُ عنا كلُ من تغنى للشمس والحقول والأطفال والمطر ؟؟ لماذا يرحلُ الأخيارُ والشرفاءُ .. لماذا يبقى الأوغادُ والأنذال ؟؟ .
لا تبكي ولا تحزن .. هاهي الشمسُ تُشْرِقُ في عنفوانٍ وكبرياء ، رغم المسدساتِ الراعشةِ المصوبةِ نحوَها .. وها نحن يا مصطفى نملأُ ساحةَ المطارِ حتى فاضتْ .. ودموعُنا تبللُ الخدودَ استقبالاً أسطورياً لوردي .. هتفنا معه في دويٍ هادر ( يا شعباً لهبك ثوريتك تلقى مرادك والفي نيتك ) .. كانت ليلةً محفورةً في ذاكرةِ التاريخ .. تشابكتْ فيها أيدي محبيك .. وتلاحمتْ فيها أجسادُ أحبابِك .. أرأيتَ كيف يُحِّبُ الفقراءُ بعضَهم بعضا ؟؟ ما أصدقَك (سيرغي بندرشوك ) وأنتَ تقولُ ( إذا اتحدَ الأشرارُ ليكونوا قوةً واحدةً .. فبالضرورةِ أن يتحدَ الأخيارُ ليكونوا قوةً مقابلة ) .
إبتسم – مصطفى – وأنتَ في رياض الخالدين .. فهاهي سماءُ الوطن تصفو من جديد .. وهاشم صديق يتكيءُ في بسالةٍ على حدِ سكينٍ .. وعاطف خيري يغني للحق والخير والجمال .. وأزهري محمد علي ذاك المصادمُ الوديعُ الرائعُ الأنيق ، يُمْسِكُ في بسالةِ الشرفاء على جمرِ القضية .. وحميد مازال يُرْسِلُ لأحبابهِ ذوي الأجساد النحيلة والأيدي المعروقة النافرة من أبناءِ شعبِنا المدهشِ النبيل .
ومثلَما كنتَ تهتفُ في صدقٍ ونقاء ( مليون سلام يا شعبنا ) .. ها نحن نقسمُ بالشعب والأيام الصعبة .. مرددين في يقينٍ راسخ ( منقو قول .. لا عاش من يفصلنا ) .
وداعاً أيها الصديق .. وداعاً يا أطهرَ الرجال .. وداعاً قيثارةَ الوطنِ المدهشِ الأنيق .. وداعاً ضميرَ هذا الشعبِ الخلاقِ العنيد .
لقمان همــّـام
|
|
|
|
|
|
|
|
|