|
Re: معالم حول تربية الأبناء .. (Re: محمد عوض إبراهيم)
|
من المعالم الرئيسية لصلاح تربية الطفل المسلم تدريبه على الطاعآت وتمرينه على أداء العبادات منذ صغره .. حتى لا تثقل عليه عند بلوغه مبلغ التكليف ، فإنّ من شبّ على شيء شاب عليه ، ومن تعوّد شيئا في الصغر لزمه في حالة الكبر ..،، فإن التربية لايمكن حصرها في مجال دون آخر ؛ فهي إنما تعني إعداد الولد ـ ذكراً كان أم أنثى ـ بكافة جوانب شخصيته : الإيمانية ، والجسدية ، والنفسية ، والعقلية ، أخذك في الأعتبار الجوانب الشخصية المتكاملة أمرٌ له أهميته .. ولابد أنْ يشعر المربي أباً .. أو أمّا .. أو وليّا .. بذلك ، ويسعى إلي غرسه في الطفل بالوسائل المناسبة . وفي جانب التنشئة الدينية نجد أنّ كثيراً من الناس يحصرها في توجيهات .. وأوامر .. أو : العقاب . والأمر في حقيقته ـ عندي ـ أوسع من ذلك ، ففرق بين شخص يعاقب ابنه حين لا يصلي .. وبين شخص يغرس في ابنه حبّ الصلاة .. وفرقٌ بين شخص يعاقب ابنه حين يتفوه بكلمةٍ نابية .. وبين شخص ينمي في ابنه الذوق الذي يرفض هذه الكلمة . فعلى المربى إذن : أن يعلمه أولاً أساسيات العقيدة ؛ وإنّ من واجب الآباء والأمهات والمربين تعليم الأطفال منذ الصغر النطق بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله " وإفهامهم معناها عندما يكبرون: ( لا معبود بحق إلا الله ) ، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ( تحفة المودود بأحكام المولود ) : فإذا كان وقت نطقهم أي الأطفال فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا ".
وليسعى كذلك ـ ضمن ما يسعى ـ إلي غرس محبة الله ورسوله في نفس الطفل ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وتعويدهم ـ أي الأطفال ـ أن يسألوا الله وحده ويستعينوا به وحده لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس ـ وكان في ذلك الوقت غلاماً لم يتجاوز عمره السبع ـ الذي يقول : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ". رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح ".
فمن صور التأديب : ( غرس العقيدة الصحيحة في الله وأسمائه وصفاته والتأكيد على قضية الإيمان والتوحيد والتحذير من الشرك لأنه الظلم العظيم ) .
ومن معاني التأديب : ( غرس عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره وغرس عقيدة اليوم الآخر وما فيه من حساب وصراط وجنة ونار ، والإيمان بالملائكة .. والكتب .. والرسل .) ، وهو في كل هذا يلتزم بالتدريج والأناة ... ويتكئ على الصبر و التقرّب إليه وحسن معاملته .. مع الخبرة بنفسية الطفل المكتسبة من خلال التعامل معه ، متى يقبل .. ومتى يرفض ، متى يقول : لا .. ومتى يقول : نعم . فإنّ التربية كما عرفها أهلها هي : بلوغك بالشيء إلي كماله بالتدريج . ولي عودة ....
|
|
|
|
|
|
|
|
|