|
إقرأ هذا المقال ثم إعتذر للسودان الوطن
|
إقرأ هذا المقال ثم إعتذر للسودان الوطن
يتكون السودان كدولة مثله ومثل غيره من الدول من ثلاث عناصر رئيسية وهي الأرض والشعب والسلطة الحاكمة و هذه العناصر الثلاث هي التي تشكل منظومة الوطن بما فية من قيم وعادات وتقاليد ومصالح مشتركة وإحساس متبادل بين المواطنين الذين يعيشون في تلك الرقعة الجغرافية والمختلفون عرقيا ودينيا ولكن قيام السلطة الحاكمة بتحقيق العدالة والتنمية وتوفير قدر من الرفاهية الى المواطن هو الامر الذي يعزز تماسك تلك العناصر الثلاث مما يجعلها تتداخل فيما بينها بحيث لا يمكن الفصل أو الإستغناء عن إحداها فذلك يشكل الأساس القوي في الشعور بالوطن والإحساس الصادق بالإنتماء اليه بصدق فتسمى تلك الحالة بالوطنية والوطنية هي شعور بحب الارض وبصدق الإنتماء اليه والإحساس بمعاناة الشعب فيه افلا نشعر بذلك جميعا بحيث لا نقبل ان يعتدي على وطننا أحد مهما يكن لذلك يجب ان لا نعتدي عليه نحن بسبه وشتمه لأن الكثير منا لا يميز بين الوطن والسلطة الحاكمة. فالأرض التي ننتمي اليها نحن السودانيين هي تلك المساحة الجغرافية الواسعة الجميلة التي تكون وهبنا اياها الله والتي بها كل الخيرات التي يتمناها أي شعب فهي وطننا، أما الشعب السوداني هو ذلك النسيج الاجتماعي الذي يعيش في تلك المساحة الممزوجة بصحراءها وغاباتها وجبالها ونيلها والمنسجمون فيما بينهم برغم إختلاف اعراقهم وقبائلهم واديانهم واحزابهم وإنتماءاتهم الاخرى . بينما السلطة هي المجموعة الحاكمة التي تسير شؤون المواطنين وهي التي يفترض إن تمثل ضمير الشعب وتكون نابعة من إرادته ولأن الإنسان بطبعه إجتماعي ويحب ان يعيش ضمن مجتمع ولكل مجتمع لابد من وجود قواعد ونظم وقوانين تنظم شؤون الافراد فيه تضبط ممارستهم لحقوقهم وتعمل على حسن سير الحياة اليومية فيه بانتظام فكان لابد من ان تكون هنالك سلطة في السودان ترعى وتتحقق من تنفيذ القوانين و القواعد حتى لا يتعدى أحد على حقوق الغير ولكن لسؤ حظ السودان أي عنصر الارض والسودانيين أي عنصر الشعب أن أبتليّ وأبتلينا بالعنصر الثالث أي السلطة التي كانت منذ استقلال البلاد هي العنصر السيء في حياة هذا الشعب مما أدى ذلك الى إصابة المواطن بعمى التمييز بين الوطن والسلطة الحاكمة فأفقدته روح الوطنية والاحساس بالإنتماء الى هذا الوطن العريق عراقة نيله والثابت ثبات جباله فادى ذلك الى أننا وصلنا إالى مرحة نسب ونشتم فيها السودان ولا ندري ان كان البعض منا يعني السطة ام الوطن فهذا الشيء حقيقة يؤرقني جدا فكل ما اسمع شخص يسب السودان أنفعل حتى أكاد أخاصمه ولكنني سرعان ما أعذره ربما حتى لا نقع في المحظور ولكنني أناقشه حتى أجعله يميز ما بين الوطن وبين النظام الحاكم فيه لذك علينا جميعا أن لا نسب الوطن ونلتزم أدب حب الاوطان وإلا نكون قد قضينا تماما على روحنا التي بدأت تتلملم مع ظهور بدايات الإنفراج في حل المشكلة في جنوبنا الحبيب الذي خسرنا وخسر الوطن الكثير من أبنائه الذين يفترض أن يلعبوا دورا في التنمية و بالرغم انه ما زال هناك جرح ينزف وبشدة في غربنا المشتعل حتى هذه اللحظة إلا اننا لا يمكننا إلا أن نتوخى الخير للوطن ونتمنى له والرفاه ولشعبه الذي لعبت به كل الانظمة الجائرة التي إستغلت طيبته لتحقيق وتنفيذ اهداف مآرب خاصة بها بعيدة عن مصالح الفقراء والمساكين . لذلك نتمنى من الجميع إذا ما حصل أي قصور من جانب السلطة فيجب علينا نحن كشعب أن لا نسب ونشتم الوطن لان السودان هو الوطن الذي يشمل كل تلك العناصر فإذا فسد عنصر السلطة فعلينا مواجهتها وان نصب جام غضبنا على تلك السلطة الحاكمة أيا تكن تلك السلطة طالما أنها إنحرفت عن مسارها الحقيقي ولا يفترض أن نسب ونشتم السودان الوطن لاننا لا ندرك تماما قيمة و معنى الوطن الا عندما نفتقده وعندما نفتقده صعب أن نسترده لذلك هيا نعمل على السواء وكل منا يبدأ من نفسه وأسرته ثم إلى محيطه الاوسع ثم الاوسع حتى نصل الى مرحلة التمييز بين الوطن الذي يجمعنا كلنا وبمختلف إنتماءاتنا وإتجاهاتنا وبين من يحكمه والذي يجمع بين القليل جدا من افراد الشعب .
|
|
|
|
|
|
|
|
|