لن أُجيب بالإنابة، لكن طبيعة تسآؤلك ليست شخصية حتى نترك الإجابة للشخص الموجه له السؤال
Quote: لماذا يتوقع بعض النقاد تغيير شامل في قيادة الحزب بعد المؤتمر؟
أولاً: من ناحية دورة إنتخابية، القيادة الحالية إستمرت تقود لمدى 8 دورات وهذا أمر غير مقبول ويجب العمل على إنهاءه فى أقرب فرصة مؤاتية.
ثانياً: إذا أنجز المؤتمر التغييرات المطلوبة والتى هى تغييرات عميقة تمس المنهج، البرنامج، الدستور وأساليب العمل.. كما يوحى سير ومسار المناقشة العامة.. فمن باب أولى أن يتم التغيير فى القيادة التى حرست وكرست المناهج القديمة لمدة ثمانية دورات متتالية، ليس فى هذا تقليل من تضيحات أؤلئك النساء والرجال الذين وهبوا ضياء سنى عمرهم فى تشييد وصيانة حزبهم والإسهام الغزير فى القضايا الوطنية العامة.. بل مكانهم محفوظ ومطلوب منهم مواصلة عطاؤهم من مواقعهم كأعضاء عاديين فى الحزب، ولن يبخلوا بشورتهم ورأيهم.. ويجب علي الشيوعيين التخلص من الرؤية الخاطئة حول القيادة التى يتم نقدها وتغييرها.. تلك الرؤية العتيقة والخاطئة كلياً التى تصف القيادات السابقة التى تم تغييرها بأقبح النعوت.. إذا لم يتخلص الشيوعيين من ذلك التصور وتلك الرؤية.. كأننا ياعمر لارُحنا.. ولا جينا.. ويكون أمر المؤتمر نفسه.. إفطار على بصلة بعد دهر صيام!!
ثالثاً: القادة التاريخيين فى سن تتناقص فيها القدرات الجسدية والذهنية "بايولوجياً" و إحساسهم بالمسئولية التاريخية هو مايجعلهم يواصلون فى غياب الشباب المستعد للتفرغ الكلى للعمل السياسى. أذكر أن التيجانى الطيب كان قد زارنا فى الشقة التى أقيم فيها وأسرتى ومعنا الشهيد على الماحى السخى فى القاهرة عام 1996.. صعد الأستاذ التجانى أدراج السلالم حتى الطابق السادس لتعطل المصعد –ستة أدوار فى العمارات القديمة، تعادل عشرة مما تعدون- أثناء الحوار طرح الأستاذ التجانى الطيب رغبته فى التقاعد، وحكى كيف أنه قبل عشر سنوات كان يستيقظ مبكراً كعادته، وعندما تدق الثامنة صباحاً يكون قد إستمع لكل نشرات الأخبار الرئيسية وقرأ ماتيسر له من الصحف، وبدأ فى الشروع فى كتابة موضوع أو تعليق! ثم شكى بأن قدراته تلك قد تناقصت لعامل السن.. إنزعج عمناالشهيد على الماحى السخى لحديث أستاذ التجانى، وقال له: كيف الكلام ده، الحزب ده تخلو لى منو؟ فأوضح له التجانى أنه لن يتخلى عن الحزب ولكنه يرغب فى التقاعد عن ممارسة مهام قيادية تنفيذية!.. كنت قد كتبت خاطرتى عن ذلك اللقاء فى وقته وأرسلتها لمجلة "المسيرة" التى يصدرها مكتب الحزب الشيوعى للجامعات والمعاهد العليا، مضمناً رأي المؤيد لفكرة تقاعد القيادات التاريخية عن ممارسة مهام قيادية تنفيذية، إضافة لتقييد تولى منصب السكرتير العام بدورتين، على ألا تزيد الدورة عن أربع سنين، أى لايسمح لشخص ما بتولى منصب السكرتير العام لأكثر من ثمانية أعوام، ليس لدى فكرة عما إذا الموضوع قد نُشر أم لا.. لكن الفكرة الأساسية أنه يجب أن تكون هناك سن للتقاعد عن المهام التنفيذية، أن تتقيد الدورات الزمنية، أن يواصل القادة المتنحين أو المقالين عن المواقع التنفيذية نشاطهم كأعضاء عاديين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة