|
ازمة تعبير بالبورد ام قصور فى الوعى والمعرفة
|
]من الحقائق الجهيرة ا أن التعبير مهارة فهو يُدرَّس. وقد أعطيت – بالضم - أهمية كبيرة لمادة التعبير (التي كانت تسمىّ الإنشاء) في الخطط والمقررات الدراسية بدءا من الصف الأول من التعليم الأساسي الابتدائى فى عهدنا جيل طريقة (6-3-3). لكن يُلاحظ أن مواد التعبير هي أكثر الحصص إهمالاً وأقلها نشاطاً وتفكيراً في المدارس . وفي جامعاتنا كذلك تهمل في الغالب طرق التعبير في مادة اللغة العربية ولا يتم التركيز إلا على قليل من القواعد النحوية والإملائية. ولا يدخل التعبير كذلك ضمن مفردات مواد مناهج البحث العلمي. ومما لاشك فيه هو أن إهمال التعبير في مختلف المستويات الدراسية يعد من أبرز أسباب تدني القدرات التعبيرية لدى كثيرين مما ادى الى بروز أزمة التعبير. وهذا فى منحى البحث عن معالم لازمة التعبير باللغة الفصحى (العربية ) الى جانب شكل اخر هو العامية والتى تختلف عن اللغة العربية الفصيحة والمستخدمة او يفترض انها تستخدم فى (التعبير الكلامى ) على سوء التوصيف ان كان سيئا ، ولتتشكل لذلك الهوة بين اللغة العامية الكلامية واللغة العربية الكتابيةو يبرز أسباب تدني القدرة التعبيرية لدى عدد كبير من الناس بشكل عام، إذ أن اختلاف اللغة الكتابية عن اللغة الكلامية التي تتميز بطبيعتها التلقائية يجعل انتقال المستخدم للغة العربية إلى مستوى الكتابة يشعر أن عليه أن يتجاوز تلقائيته وينتقل إلى مستوى لغوي أعلى يتطلب منه جهدا وتركيزا إضافيين. وهذا يتعارض مع مبدئي (الجهد الأقل والاقتصاد) اللذين تخضع لهما أي عملية تواصل لغوي. وإذا كان هناك من يستطيع أن يعبر عن نفسه شفويا بصورة مقبولة وربما ممتازة باللغة العامية، فهناك أماكن ومحافل كثيرة جدا لن يكون مستحسنا ولا مقبولا التحدث فيها بالعامية. أما كتابيا فقطعا وغض النظر عن مطلوبات وفرضيات الشروط القاسية ومحاذير الكتابة بالعامية فانها تمتاز بالسهولة وتكسب متعاطيها تلقائية ومرونة كبيرة في التعبير ويمكن استثارتها خاصة فى الموضوعات (الخفيفة ) على نحو ما يفعل الدكتور سجيمان ...فى منبرنا هذا . ولهذا اعتقد ان السؤال يبقى ملحاحا هل ازمة التعبير والتى تمظهرت فى جملة احتكاكات عنيفة فى هذا البورد ازمة لغة ام ازمة قصور معرفى يعاني منه بعض الناس عائقا يمكن أن يحول بينهم وبين التعبير الجيد ام ان المسالة مخاشنات متعمدة واستفزاز مقيم فى النفوس ام ان القضية عراك رغم سوء وفظاظته احيانا تبقى عراك مقبول ولو من مدخل الحرية فى التعبير وهى متكا وريف الظلال يحتمى بها كثيرون وان لم يؤمنون بها الا من باب الادعاء والبحث عن الاخرين وترويعهم بالتهم والادعاءات وعليه وغض النظر عن كل هذا الجدل لابد من الاقرار باننا ندرك العالم بخمسة منافذ: تهييج الوعي واستيعاب الحواس وعمل الفكر وتخزين الذاكرة واللغة التي بها نتخاطب. ولكن الحواس مضللة واللغة مشوشة غير دقيقة وفق منطوق ما نراه وبكثافة مؤخرا من معارك كلامية وتهارشات تنقلب فى غالبها الى حزازات نفوس شخصية هنا والفكر ملوث بالعادات الخاطئة. وأما الكتابة فهي على السطح تماما ولا تروي حقيقة المشاعر ولكن لا مفر من نقل الأفكار عبر قناتها . وهكذا فهناك ثلاث طبقات الأعمق هي السيمياء والطفل يتعلمها قبل النطق فيقرأ الغضب في وجه والديه قبل أن يفهم الكلمات. وتأتي فوقها اللغة المنطوقة وهي بلحنها تعبر جيدا. فنحن هنا أمام ثلاثة أنواع من التعبير وليس واحدا: الكتابة على الورق وأعمق منها تعبيرا النطق وأما السيمياء فلا تخيب. نحن إذا نعيش في ظلمات بعضها فوق بعض ويظن البعض أنهم أمسكوا بالحقيقة النهائية وهم لم يقبضوا إلا تعباً وباطلاً وقبض الريح كما قال الجامعة داوود. نحن مطوقون إذاً بثلاثة جدران من الحواس واللغة والثقافة. فأما الحواس فهي بدورها مشوشة وأما اللغة فهي مضللة أيضاً بثلاث: التعميم والحذف والتشويه. وأما الثقافة فهي تخلق الأوهام بقوى عاتية أربع كما يقول بيكون: أوهام القبيلة وأوهام السوق وأوهام المسرح وأوهام الكهف وأوهام النضال . وخلاصة هذا الكلام أن كل نظرية أو تفسير تتكسر عند قدمي الإنسان وتبقى عصية على الفهم. ولا يعني هذا أننا لا نكتشف أثرا من الحقيقة ولكنها نسبية ومشوهة ومضللة. وتتعاون التفسيرات المختلفة فى فتح الثغرات بين صالحها وطالحها ومن ثم نفشل وبصورة مؤكدة في إيجاد صيغة تعايش سلمى وادارة حوارنا الموضوعى فى هذا المنبر و ان لم نستطع ان نحفظ الود بين الجميع فعلى الاقل فلنحفظ احترام ملايين السودانيين لهذا الموقع ولو على سابق سيرته عهده وبهائه والذى اثق ان الجميع ان ارادوا لجعلوه منبرا حقيقيا للحوار والتواصل دون ان يحتاج شخص للافتئات على الاخرين او صدمهم بالعناوين المنكرة . انا لا استهدف هنا شخصا بعينه ولا اسمى احد بقدر ما اهين لكم الرضاء العام بهذه التفلتات والتى نالنى منها نصيب ترك فى نفسى اثار والالام مقيمة ولكن .......خلونا فى السكة نمد .......مقولة ..سلفة من تروتسكى ...... شفتو رجعنا للعامية .! المهم ...يا جماعة عاوزين بالسودانى (البسيط ) كدا ....وقف لاطلاق النار ان لم يكن دائما فمؤقتا لهذه العدائيات ولنخفف من عنف الفاظنا فيها ولنتشاجر ولكن بقليل من الود وبكثير من الذوق ......والصدق ..والسوداونية الخالصة . .. بس
|
|
|
|
|
|