صديقة ... للمرة الثانية ...
لميس صديقة طفولتي كاتمة اسراري و في وقت فراغها أبنة خالتي الصبية الأم تكبرني بثلاث سنوات ربطتنا صداقة فرضتها أعمارنا المتقاربة و العداوة الراسخة بيننا و بين أولاد البيت فكان لابد من التحالف كانت كلاً منا تسكن قارة فكنت أنتظر يونيو في كل سنة و أرجئ احتفالي بعيد ميلادي أياما طوالا ثلاث لتشاركني أياه في أول أيام وصولها سطوح البيت كان موقع تمركزنا اليومي منذ توسط الشمس للسماء حتى مغادرتها اياها فنهرب بعد ذلك إلى داخل البيت بعيدا عن طريق الشياطين التي تخرج بعد اذان المغرب من على ذلك السطح راقبنا كل ما مر ببيتنا من احداث تلك المراقبة التي حملتني أسرار عجلت في قدوم احزان ما زال بعضها يسكنني و اخشى انفضاحها في يوم تحدث فيه النفس أخبارها لميس كانت أول من علم بأخبار حبي الطفولي و مشاعري التي كنت اعبر عنها بكلمات معلبة و عبارات مسروقة من الافلام , رغم ذلك لم تشكك يوما في حقيقتها. كانت تجاري انفعالاتي و تقلباتي المفتعــــــلة احيانا و احيانا هذه كانت غالبا ما تحدث يونيو يوليو و اغسطس اشهرا ثلاث انتظرها لاسرق نفسي من اللعب مع اختي الصغرى و من بيت بيت و من نانا لعبتي التي كان شراءها اول مراسم استقبال قدومي الى الدنيا و من عتبة السلم المكسورة التي اتخدت صفة ثابتة على انها الدكان في كل مرة نلعب فيها بيت بيت اسرقني من كل هذا لأسكن عالم الاحاديث الهامسة و الاسرار البناتية الذي تدخلنيه لميس (او نِنِس كما افضل ان ادعوها) منذ لحظة حضورها و اهجره عند مغادرتها و ذات مغادرة و بينما كانت انتظر يونيو ... جاء نوفمبر (ترى ما مشكلتي مع نوفمبر!) فغادرت انا البلاد في الرابع منه لأسكن الجهة الاخرى من البحر ... و العمر رغم اننا اصبحنا اقرب جغرافيا الا ان شيئا ما كان قد نسج شباكه حول ما بناه تباعدنا من قرب فسكنت (كان) كل حديثنا (كنا) نلعب (كنا) نتشارك (كنا) نتحادث بتنا نقف على شفا حفرة من النسيان فاصبحت انتظر وقوعنا فيها حتى جاء نوفمبر اخر ليصلح ما افسده اخ له قبل سنين ثمان حملني في رحلة قطعت بي البحر الى غربه فعدت اسكن السودان امدرمان الهاشماب سطوح بيتنا و في يوم كان مقداره خمسين الف ذكرى و حديث خرجت (كان) و لم تعد و عدنا انا و هي لنصبح (نحن) لميس صديقتي للمرة الثانية عدنا نتشارك احاديثا ربما اختلفت قليلا ... المهم اننا نتشاركها و نصعد هذه المرة سطوحا اعلى لنراقب دنيا تجاوزت جدران البيت لميس هي الان ليست صديقتي فحسب بل اتخذت ايضا صفة المنتج المنفذ لكل حيل تفككي من قيود البيت تلك الحيل التي اود ان اكتبها الا انها للاسف اسرار دولة يمنع الاطلاع عليها قبل عقدين و نصف الا حينها اعلموا فقط ان هذه اللميس هي افضل منتج منفذ و ممثل و كاتب سيناريو على وجه المخروبة و لو لم اكن اسندت الاخراج لغيرها لكانت هي خياري المؤكد لهاكذا منصب لميس كم انت صديقة

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]