|
زوجة عرفـــات الشابة...لماذا كان رد فعل الفاسطينيين الغاضب عليها؟!!
|
نقلا عن BBC 12 نوفمبر 2004 صورة سهى عرفات في الشارع الفلسطيني لعل المتتبع غير الفلسطيني لردود فعل المسؤولين الفلسطينيين وبعض من الشارع الفلسطيني لتصريحات سهى عرفات الأخيرة يندهش كثيرا من عنف رد الفعل، بل وبذاءة بعض التعبيرات التي صدرت ضدها وزوجها ما زال في عرف الجميع على قيد الحياة.
المستغرب أنهم يتعاملون معها على أنها مجرد زوجة لزعيمهم وقائدهم ورمز الكفاح والنضال، وعلى انها لا علاقة لها بالسياسة.
ولعل تصريحاتها الصارخة من باريس، والتي وصلت إلى حد الاتهام بالاتيان لدفن الرئيس الفلسطيني حيا، تنم عن سقطة سياسية وعدم خبرة بل وعدم معايشة للواقع الفلسطيني، الرسمي منه والشعبي.
المتحدثون هنا لم يدر بخلدهم أنها ما زالت زوجة الرئيس، ولم يبدوا أي تحفظ عند مخاطبتها أو الحديث عنها. وقد صدرت أوصاف لحديثها بأنه "ترهات" وقيل إنها فقدت توازنها وأنها ليست ملكا لعائلة صغيرة. وقد بدت روح التهكم واضحة عندما شكروها على طمأنتهم على صحة الرئيس من خلال صرختها أو ندائها أو استغاثتها.
ولعل هؤلاء المسؤولين قد أفلحوا في تحريك الشارع الفلسطيني على وجه السرعة في ما يشبه الانقلاب المضاد نظرا لأنهم لم ينتظروا كثيرا حتى يردون عليها.
وهذا في حد ذاته ربما يكون تعبيرا عن أنها غفلٌ في الذكر، وكل ما في يدها كسلاح هو شيء من القانون الفرنسي الذي يقصر الحق على الزوجة في الإخبار عن صحة زوجها دون العالمين.
وللأمانة نقول إن بعض أبناء هذا الشارع الفلسطيني قد تعاطفوا مع ما جاءت به ولكن في الإطار العام، أي إطار إدانة التكالب على السلطة والفساد وما إلى ذلك.
أما إسرائيل، قد التزمت الصمت حيال هذه القضية على المستوى الرسمي. ولكن إعلامها وصحافتها لم تفوت الفرصة لتشير إلى ما كنزته من ثروات وإلى مظاهر البذخ في حياتها وبالطبع المقصود بكل هذا هو شخصية الرئيس عرفات. ولنضرب مثلا بما جاءت به صحيفة ها آرتس الإسرائيلية التي وصفت سهى بأنها متعطشة للسلطة منذ نعومة أظافرها في أيام تونس وأنها الآن في حالة انتقام من أشخاص حالوا بينها وبين الذهاب أشواطا أبعد.
وتشير الصحيفة إلى الشكاوى المالية من جانب سهى، ولكن الصحيفة ترى أنه من الصعوبة بمكان تصور الأمر على أنه يتعلق فقط بالأموال، بل هو انتقام امرأة ترى في وصول هذا الوفد نهاية أكيدة لقربها من الرئيس عرفات، على حد قول الصحيفة.
إذن الكل تكالب على سهى، المسؤولون الفلسطينيون، الشارع الفلسطيني والجانب الإسرائيلي. فهل سينتهي الصراع بين رفيقة سرير المرض ورفاق الدرب؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|