|
|
 بوادر انشقاق في صفوف "التجمع" السوداني /تقارير البيان
|
بوادر انشقاق في صفوف "التجمع" السوداني
أصبح شهر رمضان في السودان خلال عهد حكومة الإنقاذ شهر القرارات والمواقف السياسية المهمة. ففي مثل هذا الشهر من عام(90) شهدت الإنقاذ أكبر تحد لها وهي لا تزال تحبو إذ قام ثلة من الضباط المنتمين للأحزاب القومية (العربية) بالاستيلاء على السلطة لعدة ساعات الى ان تمكنت حكومة البشير من استعادة زمام الامور ولكنها في سرعة وحسم غير مسبوقين أعدمت (2 ضابطاً في التاسع والعشرين من رمضان ذلك العام.
وشهد رمضان عام (99) قرارات الرئيس البشير الشهيرة والتي أقصت الدكتور الترابي من رئاسة المجلس الوطني وخروجه نهائياً من مركز اتخاذ القرار داخل سلطة الانقاذ. وتميز شهر رمضان من العام 2002م بنشاط سياسي وفكري ثر لشخصيات وطنية سودانية يتقدمها القيادي البارز عبد الرحمن عبد الله نقد الله الذي اتخذ منزله مركزاً لهذا النشاط الذي اثمر عن قيام منبر السودان أولاً.
و الذي ضم شخصيات من كل ألوان الطيف السياسي ونجح هذا المنبر في وضع تصور سوداني مواز لتصورات الخبراء الذين أعدوا اتفاقات ماشاكوس للسلام. وستكون الأيام القليلة انه لم تكن الساعات المقبلة من هذا الشهر حاسمة في مسيرة التجمع الوطني المعارض فإما ان تعاد هيكلته .
ويحجم رئيسه محمد عثمان الميرغني او يطاح به أو تخرج مجموعات حزبية يطلق عليها رسمياً اسم أحزاب القوى الحديثة أوشعبياً الأحزاب الصغيرة من عباءة التجمع، لتلتف أو تستصحب معها حزب الامة بقيادة الصادق المهدي.
وخصصت قيادات هذه الأحزاب دعوة إفطار الاسبوع الماضي بمنزل احد القيادات الشابة البارزة في حزب البعث لترشيح قيادة التجمع واتهامها تصريحاً تارة وتلميحاً تارة أخرى بالهرولة نحو الحكومة والارتماء في احضانها متجاوزة مواثيق التجمع ومتجاهلة التكوينات المنتسبة له.
وقرر ممثلون لأحزاب البعث، الناصري، المؤتمر الوطني (المعارض) ومنتسبون للشيوعي والاتحادي (الميرغني) إلى جانب ممثل لحزب الأمة القومي الذي يقوده الصادق المهدي (خارج التجمع) أعداد مذكرة عاجلة ترفع لقيادة التجمع يوم السبت المقبل على اقصى تقدير في القاهرة تحذره فيها من تجاوز ثوابت هذا الوعاء الذي يضم معارضي الإنقاذ.
وأن تحصر تفاوضه حول إلغاء حالة الطوارئ، القوانين المقيدة للحريات والتحول الديمقراطي على أن يعرض كل ما يتم الاتفاق عليه على مؤتمر دستوري جامع تشارك فيه كل القوى السياسية دون استثناء او إقصاء وستعرض الرسالة للتوقيع على أحزاب التجمع والشخصيات القومية المعارضة.
كما قرر المجتمعون تشكيل لجنة خماسية تضم في عضويتها فاروق كدودة من الشيوعي، د. عبد الرحمن الغالي مساعد الأمين العام للأمة، عثمان عمر الشريف الاتحادي، كمال بولاد البعث ومصطفى محمود الناصري تعنى بدعوة القوى السياسية السودانية لاجتماع موسع في اقرب وقت .
ويفضل قبل نهاية رمضان للنظر في صيغة العمل المعارض ككل واضافة المستجدات السياسية على ميثاق التجمع. ولمح المشاركون الى ان هذه اللجنة قد تقترح اعادة النظر في رئاسة الميرغني للتجمع او ضبط تحركاته باسم هذا التنظيم وفق معايير جديدة وعدم السماح له بالتصرف كما لو كان يقود حزبه.
وكان الاجتماع قد استمع في البداية الى ايجاز متشائم من التجاني مصطفى ممثل القوى الحديثة في سكرتارية التجمع والعائد من القاهرة حول سير مفاوضات هناك بين الحكومة والتجمع. وقال ان قيادة التجمع ارتكبت عدة أخطاء وهي تسعى للتفاوض مع الحكومة منها انها لم تحدد اسس التفاوض .
كما انها ارتضت عدم طرح قضية دارفور في هذا المنبر ورضخت لطلب الحكومة، ولم تتحسب لرد فعل البجا والأسود الحرة من شرق السودان وفوق هذا وذاك أنها اعتمدت اتفاق جدة الاطاري الموقع بين علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ومحمد عثمان الميرغني رئيس التجمع كمرجعية للتفاوض رغم ان اطرافاً عديدة داخل التجمع تتحفظ على العديد من بنود هذا الاتفاق.
كذلك انتقد التجاني بمرارة الطريقة التي شكل بها الوفد المفاوض وقال انه يتكون من المفاوضين الرئيسيين ثم مستشارين ثم مستشارين للمستشارين ثم مستشارين للرئيس. ولا أحد يعلم أسس او معايير اختيار المستشارين، واضاف أن غالب أعضاء السكرتارية كانوا مغيبين عن جو التفاوض وهناك تكتم مقصود.
وتوقع التجاني ان يسفر التفاوض في نهاية الأمر عن صفقة ثنائية بين فريق من "الاتحادي" او بمعنى أدق الميرغني والدائرة الضيقة المحيطة به والحكومة. وأكد أن مفاوضات القاهرة سواء نجحت أو فشلت سيكون لها آثارها السالبة على مستقبل العلاقات داخل التجمع ومستقبل السودان تماماً كما اسفرت اتفاقات نيفاشا عن بروز مسلحي دارفور.
وشن المتحدثون من احزاب الناصري، المؤتمر الوطني، البعث هجوماً حاداً على الميرغني واعتبروه مسئولاً عما يحدث وانه يقود الاوضاع بوعي نحو النهايات التي تبدو الآن للعيان (أي صفقة ثنائية) وأكدوا ان ما يحدث ليس اخطاء ناجمة عن تقديرات سياسية بقدر ما أنها مقصودة.
وتساءلوا ومعهم كدودة والشريف عن اسباب استبعاد النساء والمهنيين والشباب والطلاب ( تجمع النساء والنقابات) عن المشاركة في المفاوضات وعن المسئول عن اختيار اشخاص يعنيهم من تجمع الداخل اغلبهم من رجال الميرغني.
وطالب عدد من المتحدثين بتبني ميثاق جديد للمعارضة واعادة توحيدها عبر وعاء جديد لا يستني أي فصيل الا ان المجتمعين رجحوا فكرة اعادة اصلاح الهياكل مع ضرورة نقل قيادة العمل للداخل.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
خالد عمار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست