|
هل سيفسد التجمع صيام الحكومة فى القاهرة بعد ان هريت من رمضان نيروبى ام ستتح
|
هل سيفسد التجمع صيام الحكومة فى القاهرة بعد ان هريت من رمضان نيروبى ام ستتحقق رغبة الخرطوم فى مباراة ودية خالية من اللعبات الخشنة؟.
[email protected] فايز الشيخ السليك
مالفرق عزيزى القارئ بين ان يصوم الفرد شهر رمضان المبارك فى العاصمة الكينية نيروبى اوالعاصمة المصرية القاهرة او النيجيرية ابوجا؟. وهل هناك فرق فى ميزان الحسنات؟. وماذا عن الخرطوم؟. بالطبع لا اعنى خرطوم الشمس الساخنة والحرارة الملتهية والكهرباء المقطوعة والثلج المختفى. هى خرطوم القصر الجمهورى والمنشية وكافورى. قفزت الى ذهنى هذه التساؤلات قبل انفضاض جولة المفاوضات الاخيرة بين النائب الاول للرئيس على عثمان محمد طه والدكتور جون قرنق فى نيروبى واذكر اننى قلت فى ندوة اقامها التجمع النسوى السودانى بشرق السودان ودولة اريتريا فى مقر الاتحاد الوطنى لشباب ودولة اريتريا فى اسمرا ان طه سيطالب برفع الجولة بمناسبة دخول رمضان لانه سبق ان اصر على تأجيل جولة نيافاشا رمضان الماضى، وبمناسبة موسم الحج، كما حض الدكتور قرنق على تأجيل الجولة التى صادفت اعياد الكريسماس السنة الماضية تضامناً مع الاخوة المسيحيين " وما فيش حد احسن من حد". الحكومة امرها غير غريب على الاطلاق، وسلوكها لا يحتاج الى كاهن او عراف ليفسر هذه التصرفات، او ليتوقع بالخطوة المقبلة، الا من به هذيان، او تعشعش فى دواخله اضغاث احلام اخطر من احلام اليقظة. فهى واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار. لذا لم استغرب ان جاء الوفد الحكومى الى القاهرة ليتفاوض مع التجمع وفى رمضان، وبرئاسة الدكتور نافع على نافع وعضوية معظم الذين رفعوا المفاوضات مع "الحركة الشعبية" فى رمضان الماضى. لان الهدف هو المراوغة وكسب الوقت، او ربما تعتقد الخرطوم ان محادثات القاهرة سهلة للغاية اشبه بالمباراة الودية استعداداً لمباراة دولية. ففى الودية يمكن للفريق ان يلعب بروح هادئة لا سيما وان كانت المباراة اشبه بمباراة فرق القمة مع فرق اقل مستوىً. وستذهب الخرطوم الى ابوجا بهدف التوضيح للمجتمع الدولى الرغبة فى التفاوض حول الازمة فى دارفور انحناءً للعواصف والتى يصادف الحادى والعشرين من اكتوبر احدى تلك العواصف وهى قانون سلام السودان.، لكن اعتى العواصف هى تقرير مجلس الامن بشأن الاوضاع فى دارفور. فالحكومة تقبل على هذه الجولات بنفس هادئ بعد ان اعتقدت ان المجتمع الدولى راض عن تحركاتها فى المسارات الثلاثة لذا فكل ما تطمح به هو الحصول على شيك من حركتى "تحرير السودان" و"العدل والمساواة" بالتوقيع على بروتوكول الاوضاع الانسانية الذى اتفق عليه فى الجولة السابقة واحراز تقدم مع التجمع فى القاهرة ولو على وعود بزيادة نسبة ال14 % من قسمة السلطة لفصائل التجمع واتفاقات خاصة مع بعض فصائله، على ان ترفع الجولة الى الشهر المقبل او ديسمبر، مقابل تحييد الجبهة الشرقية التى تشهد هدوءً منذ زمن بعيد رغم ان قضايا اهل الشرق لا تزال حيةً ومشتعلة، فتهميش اهل البجا والرشايدة لا تنكره اى عين ولو من رمد. وننوه الى ان الجولة الحالية فى القاهرة تتزامن مع الذكرى ال46 لتأسيس "مؤتمر البجا" الذى تأسس فى الثالث عشر من اكتوبر 1958 للدفاع عن حقوق اهل الشرق المغتصبة منذ ازمة بعيدة. وربما تكون هذه القضايا هى المفاجأة التى ستفسد صوم اهل الخرطوم ومن شايعهم من اهل المركز، وقد اتصل بى قادة رفيعين من مؤتمر البجا يؤكدون تمسكهم بقضاياهم، وان اهلهم حملوهم امانة تثقل على جبال التاكا ومكران وتوتيل حملها بعد ان احتفلوا بذكرى تأسيس فصيلهم الذى كان له السبق فى فتح الجبهة الشرقية رغم محاولات التزوير والتزييف لهذا التاريخ القريب. رغم التكهنات باحتمال التوصل الى اتفاق فى القاهرة الا ان البعض يستبعد ذلك لسببين. اولهما عدم الرغبة الجادة للحكومة فى التوصل الى اتفاق عادل وشامل وعدم اخفائها سياستها فى التبضع فى المسارات ونشير هنا الى حديث لوزير الخارجية فى التلفزيون قبل عدة اسابيع حيث كشف جزءً من سياسة حكومته ازاء الضغوط الدولية اذا اشار الى تباطؤ الاتحاد الافريقى فى ارسال قوات الى دارفور" وهذا ليس من اخطاء الحكومة التى قبلت بقرار مجلس الامن" على حد تعبيره، واضاف الوزير الى حساباته الانتخابات الاميركية وترتيب الاولويات بعد نتيجة الانتخابات. وباختصار شديد فان الحكومة تراهن على بقائها فى السلطة كما هو الحال الى يونيو 2005 وكأن القدر يلازمنا مع ال16 سنة من الاحكام الشاقة التى بدأت فى عام 1969 وانتهت فى عام 1985 ولتتكرر فى عام 1989 لتنته عام 2005 فى افضل الاحوال مع فارق الشهور/ مايو/ يونيو ووسيلة التغيير من انتفاضة شعبية سلمية الى تحول ديمقراطى عن طريق مساومة بين الحكومة والمعارضة. لكن هذا لا ينف حصول مفاجآت اذا ما تمادت الحكومة فى ممارسة سياسة كسب الوقت واللعب على الحبال او البيضة والحجر مع المجتمع الدولى ومع غضب اهل الهامش وثانى الاسباب وجود تيارات داخل التجمع تدرك اللعبة جيداً لكنها تريد حفظ ما اصطلح على تسميته وحدة التجمع، وهى تيارات قد تفرمل سرعة اندفاع بعض التيارات المهادنة للخرطوم فى الوقت المناسب.. ان اهل الحكم يطمحون فى صوم عدة رمضانات داخل القصر الجمهورى، او بين القاهرة وابوجا وطرابلس لكن هل سيفسد التجمع الصيام الحكومى ام تتحقق رغبات اهل الخرطوم فى لعب مباراة ودية وسهلة دون اى خشونة فى القاهرة؟. فايز السليك
|
|
|
|
|
|
|
|
|